يستعد مجلس النواب اليمني للانعقاد، و مجلس النواب يفترض أنه ممثل للشعب، متبنٍ قضاياه، معبرٌ عن طموحاته وأهدافه. وإذا اتفقنا في ذلك، فإن أحداً لا يشك في أن مجلس النواب أكثر من يدرك أن مهمته الأساسية القادمة- إن لم تكن الوحيدة- تتمثل في إسقاط المشروع الظلامي للكهنوت الحوثي. ينتظر الشعب اليمني من استئناف مجلس النواب لدوره، موقفاً استثنائياً في ظرف استثنائي يقدمون به أنفسهم للشعب والوطن، ويقدمون أنفسهم للتاريخ، وقبل ذلك يتحملون رسالتهم ويؤدون أمانتهم لله عز وجل. حتما يدرك النواب هذه الظروف الاستثنائية، و المهمة الأساس التي تطوق أعناقهم، وأنهم يقفون في جبهة لا تقل أهمية عن أكثر الجبهات اشتعالاً ومواجهة. لغة الخطاب اليوم تتطلب مزيداً من الإخلاص والصدق، وكثيراً من التضحية والبذل، وقدراً كبيراً من التجرد و العمل المتواصل. يستبعد رجل الشارع البسيط أن يعود النواب إلى جلسات الانعقاد، بتلك الروح التي كان عليها قبل مجيئ التتار، و لو افترضنا جدلاً أن عضواً واحداً ما يزال يحمل ذلك التفكير وتلك النفسية، فمعنى ذلك أن نومة أهل الكهف تكررت بصورة مأساة من خلال هذا العضو! نثق أن مجلس النواب لن يكون مجرد أداة طيعة لتمرير رغبات، أو يستجر ماضٍ عفا عليه الزمن، أو مؤسسة غير ذات معنى، فيكرر مأساة الإعلان عن أن عدن العاصمة المؤقتة للبلاد، ثم سلبت منها مهمتها، وتم تأميم دورها، مصادرة مكانتها، حتى بات رجل الشارع البسيط يتساءل- حسرة و حزناً- أين عاصمتي؟ وأين عدن المدينة والتمدن؟ و أين عدن العاصمة التي يفترض أن تحضن الحكومة، وتكون مقر الرئاسة، وفيها المؤسسات والوزارات؟ أين عدن التاريخ والتجارة والعلم والثقافة!؟ من يحول دون أن تلعب عدن دورها الذي كان؟ من الذي يعيق طريق عودتها لتكون كما كانت؛ الميناء الحر، والثغر الباسم، والثقافة المتدفقة. ومجلس النواب، ينتظر منه الشعب اليمني دوراً آخر، فهماً مختلفاً، فليست هناك أغلبية تسبق أغلبية إقرار إسقاط الكهنوت الانقلابي، وليس هنالك واجب أهم من العمل لاستعادة الدولة. سيراقب الشعب اليمني أداء نوابه، بل وسيراقب المجلس، هل يعيش مستوى الحدث، وميادين التحدي، أم سيتدجن ليصبح مجرد وسيلة لتمرير مقترحات فيفقد مكانته، كما تفقد عدن دورها؟ ستكون مسألة صعبة للغاية أن ينحرف خط سير المجلس فيغدو أشبه ما يكون ببئر معطلة وقصر مشيد.
أحمد عبدالملك المقرمي
انعقاد مجلس النواب 947