;
نبيلة الوليدي
نبيلة الوليدي

الربيع الأميركي...! 1029

2017-03-16 22:01:21

 في أوج فعاليات الانتخابات الأميركية، عرضت إحدى الفضائيات فيلما أميركيا مثيراً، بدت حكايته بسيطة جذابة منذ الوهلة الأولى.. القصة لشاب أميركي طموح؛ أتى من إحدى الولايات الأميركية الفقيرة؛ للعمل في عاصمة البلاد؛ وذلك بعد حصوله على فرصة لا تفوت؛ وظيفة مرموقة ضمن فريق محاماة شهير، يعمل لحساب أكبر الشركات الأميركية العابرة للقارات..!
إلى هنا قد يبدو كل شيء عادياً؛ لكن الذي قد يثير الاهتمام، ويدفع المشاهد للمتابعة هو ظهور "ترمب" ضمن أحداث الفيلم؛ في مشهد قصير مقتضب، عبارة عن احتفالية خاصة، تضم كوكبة من أثرياء المجتمع الأميركي، مكان الحفل قاعة كبرى في أطول ناطحة سحاب...!
 ممثل مجهول، يشبه ترمب تماماً، وضع له مكياجا عبقريا جعله يبدو كأنه هو!!
 كان ذلك الممثل يؤدي دوراً هامشياً للشخص المرشح لرئاسة أميركا؛ ويحاكي بحركاته وحديثه أسلوب وشخصية "ترمب" الحقيقية كما رأيناها جميعنا فيما بعد..!
 ربما لم يكن يتوقع منتجو الفيلم وقتها بأن هذا الرجل الأحمق سوف يصل للبيت الأبيض..أو ربما أنهم تنبؤا بذلك، وتعمدوا ظهوره ضمن أحداث فيلم كهذا...!!
هل يبدو هذا خبراً تافها..؟!
المدهش هو ما حدث بعد مرور بضعة مشاهد من هذا الفيلم المريع..!
 كم هو جريء وصادق مؤلف هذا الفيلم، وكم هي شجاعة الشركة التي أنتجته؛ وكم هو غبي وغافل الجمهور الأميركي الذي شاهد الفيلم، ولم تحدث رؤيته له أيّة توعية مؤثرة على سلوكه تجاه صانعي القرار في أميركا..!
لم يكن فيلما عادياً أو حتى وثائقيا؛ بل كان من "أفلام الرعب"..!
 الشيء المختلف والمستحق للوقوف أمامه طويلاً؛ هو أن واضع القصة جعل من بطانة أثرياء المجتمع الأميركي "دراكولات" مصاصو دماء بكل ما تعنيه الكلمة..!
والسؤال الملح هنا هو: هل يدرك المواطن الأميركي الصالح بأن العصابة الحاكمة للبيت الأبيض هم فعلا "دراكولات"؟!
هل يرون - كما نرى نحن الأمم التي تمتص هذه المسوخ دماءنا- وحشية حكام البيت الأبيض؟! الذين خرجوا بعد فوز" ترمب" بعرش أميركا معترضين على فوزه هل فهموا هذه الحقيقة..؟! 
هل رأوا العالم وهو يتسفل..ينحط..؟!
كبراؤه يخلعون رداء بشريتهم وينسلخون من قيم الإنسانية بوقاحة وفجاجة منقطة النظير..!
لا أحد يجادل بأن العالم الذي نعيش فيه غدا ساحة عراك وحشية، يتقاسم سلطتها البيت الأبيض بنيل نصيب الأسد، والبيت الأحمر الذي أفاق من سباته نهماً مطالباً بحصة أكبر من شطيرة الكون؛ لكن ربما أن الكثيرين لا يعلمون بأن أميركا التي تتموه وتخادع؛ كي تظهر للناس بأنها نموذج راق للديمقراطية؛ هي في الحقيقة محكومة من قبل عائلات ثرية معروفة، تمتلك الحصص الأكبر من الشركات العابرة للقارات، تستقطع مساحات شاسعة من الأرض الأميركية..تتحكم في السلطات المالية والعسكرية والتشريعية لأميركا..كثيرون لا يعلمون بأن أميركا ليست سوى إمبراطورية، يتداول الحكم فيها أفراد من هذه العائلات؛ وحتى إن أوصلوا شخصاً تافها كـ " أوباما " للحكم فهم فقط منحوه رخصة للحكم بالنيابة لأغراض في أنفسهم..! 
وصل " ترمب " للبيت الأبيض؛ لأنه لصيق بهذه العائلات الثرية، بعد أن أضحى رقما صعبا في بورصة المال عندهم..!
بالأمس أعلنت أميركا بأنها أخطأت وقتلت مدنيين في "البيضاء" في مطلع يناير من عام 2017.. في بلد اسمه اليمن.. قتل الدراكولا الأميركي أناسا مجهولين، مدنيين، مسالمين.. كانوا نياما في بيوتهم، مع زوجاتهم وبين أطفالهم، لم يتسببوا بالأذى لأيّ أحد، سحقتهم المقاتلات الأميركية لا ندري، ولا حتى هم يدرون لماذا..؟!
وبمنطقة ليست بالبعيدة، في ذات البلد المسمى "اليمن" توجد ميليشيا هي ملء السمع والبصر؛ تهتف كل صباح ومساء " الموت لأميركا " تقتل شعب اليمن المسالم بوحشية..لم تطف بها طائرات "الدراكولا الأميركي"..!
ربما بسبب صلة دم بين جين "المسوخ" الذي يجمعهم؛ حتى وإن سكن بعضهم في قصور وناطحات السحاب في واشنطن، وسكن الآخرون في كهوف عتيقة.. الدم واحد.. الروح الدراكولية واحدة..النزعة الشريرة ذاتها...!!
بعد إصدار "ترمب" قرار منع دخول مواطني سبع دول مسلمة لأميركا خرج مئات الألوف من الأميركيين الصالحين "البشريين" ليناهضوا القرار الظالم.. التفوا حول مسلمي أميركا.. تحلقوا حولهم وهم يؤدون الصلاة في مطارات أميركا.. أتاحوا لهم المجال ليصدحوا بالأذان من الكنائس الأميركية.. هذه الصورة بثت في نفسي بعض الأمل؛ بولادة أبطال إنسانيين في تلك البلاد التي تحكم أكثر من نصف الأرض..أبطال يحملون الإيمان في قلوبهم..هؤلاء هم من نأمل أن يفجروا ثورة الربيع الأميركي..سوف يخلصون العالم من حكم "الدراكولات" الأميركية.. سيشرق فجر الإنسانية من جديد.. ستنبعث ثورة تحرير جديدة في ذلك العالم لتنقذ الإنسانية.. الوضع هناك على وشك الانفجار؛ قد نرى عما قريب هبة غضب لشعب أميركا.. اندلاع ثورة من أجل الإنسانية والخير والفضيلة؛ سيخرج صالحيهم ليعيدوا للأرض السلام..!
 سيتخلص العالم من مصاصي الدماء، الذين يتسلطون على مفردات عيش البشر؛ حتى همهمات مكالماتهم الشخصية..!
إن لم يحدث هذا فسوف يزداد الظلم على هذه الأرض، وسوف تطبق ظلماته على أركانها، وهذا شيء يناقض سنن الله الكونية..!
ثورات الربيع العربي المؤودة، تشبه اهتزاز ريشة من جناح شعوب مسحوقة، سوف تتعاظم دوائرها، وتندفع زوابعها عبر الأثير؛ لتغدو إعصارا باعثا لروح الحرية في الكون؛ سوف تحيي رفات الضمير الإنساني، وتدفعه لبناء عالم جديد؛ خاليا من الوحوش والمسوخ...!
في كل مرة يسيطر الشر على الأرض، ويطبق على جنباتها؛ تتدخل الإرادة الإلهية وتمد بطوق نجاة للإنسانية...!
ما حدث ويحدث، هو إرهاصات لأحداث عظام؛ ستمسح عن وجه التاريخ قبح الدراكولا العالمية...
أبشروا..فكل شيء يقول بأن ربيع الأرض قادم...!!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد