;
نبيلة الوليدي
نبيلة الوليدي

قطار الحياة ومنظومة القدر ..! 965

2017-03-04 06:59:00

تخيل الحياة كرحلة في قطار.. المشهد رغم قدمه إلا أنه يعلمنا الكثير ..!
دروس عديدة.. حكم شتى، واستبصار سينير فكرك ربما لأول مرة عن قطار الحياة ..!
في هذا القطار يوجد بشر كثر يعيشون بمستويات متفاوتة.. ثمة من يسكن في الدرجة الأولى.. درجة ثانية.. ثالثة.. الدرجة السياحية.. كلما نزل مستوى الدرجة ازداد الضجيج.. الزحام.. تردي مستوى الخدمات.. تدني أسلوب التعامل ..!!
قليل من البشر من يمنح فرصة رؤية الحياة بهذه الطريقة؛ لكن تأمل معي كيف يمر القطار بمحطات لا تعد.. بعضهم ينزل في محطة اختيارية؛ ليواصل رحلة العمر بصعود قطار آخر قد يكون مختلفاً.. وآخرون ينزلون للتزود، ثم العودة لذات القطار.. البعض ينزل نزولاً إجبارياً ليغادر الدنيا إلى عالم الآخرة ..!
لو امتلكت القدرة على اختراق جدران كل مقصورة في هذا القطار؛ لرؤية كيف يعيش سكان كل درجة لوجدت بأن الحياة تعطي كل فئة نصيبا من كدرها ..
كثير من الناس البائسين مهما قلت لأحدهم بأن العيب ليس في مقصورته، وأن بإمكانه الوصول لمكانة جيدة.. حياة سعيدة، دون الحاجة إلى التنقل عبر المقصورات، وأن باستطاعته بلوغ كل أمانيه بطريقة سليمة وبعيداً عن الأخطاء الفاحشة، وأنه لا يحتاج سوى لبذل بعض الجهد في تغيير سلوكه وطريقة نظرته للحياة ليتخلص من شقائه فلن يصدقك ..!
يبقى بائسا ساخطا معلقا ناظريه على مقصورة أخرى ..!
وفي لحظة حمق يتحرك بقوة ونزق؛ ليغير موقعه دون سابق تخطيط؛ لكنه سرعان ما يلمس بأنه ليس سعيدا بهذا التجديد فيعود لمقصورته التي يجدها قد شغلت.. يرجع للمقصورة التي فارقها فيجد أنه لم يعد مرحبا به هناك ..!
يعيش زمناً في الممرات.. يدفعه هذا.. يسقطه آخر.. يدوس على جسده ثالث..!
البعض يدرك- خلال هذه التجربة- سر السعادة، بعد أن يتأمل في حال كافة المقصورات؛ فيرى الكثير من ساكني الدرجة الأولى إما وحيداً.. أو متألماً أسيرا للمرض .. أو متوتراً مهموماً مرهقاً من معركة تنافس شرسة ..!
أخيراً تفتح له مقصورة من درجة ما فيدخلها.. ويصبح فيلسوفاً حكيماً؛ بعد أن دفع فاتورة الدرس الباهظة.. قد ينتفع بالدرس ويمتلك مفاتيح النجاح، وقد يبقى مجرد فيلسوف منظر..!!
عموماً لقد أدرك أخيراً بأن القدر الذي يتخذه الكثيرون شماعة لفشلهم وبؤسهم ليس سوى مجموعة سماتنا الشخصية وطريقة تعاملنا مع معطيات الحياة ..!!
عندما قيل لنا بأن كل شيء "قسمة ونصيب" كان مقصود القائل هو ما استطعنا الفوز به من هذه العوامل.. وقد قيل في المثل: 
" من ضاقت أخلاقه، ضاقت أرزاقه".. وفي الحديث جاء مبدأ :
"من وصل رحمه زاد رزقه وطال عمره.."
لذلك ينجح البعض في صياغة حياة جديدة مختلفة وسعيدة؛ برغم الكبوات المتكررة؛ بل قد يمتلك ثروة كبيرة.. يصنع نجاحات منقطعة النظير.. كل ذلك لأنه عرف بأن القدر ليس سوى منظومة سلوك وإيمان "عوامل ذاتية "!
قال تعالى "وما كان عطاء ربك محظورا "!!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد