ربما الكثيرين تابعو العديد من المواقع الإلكترونية وهي تتناقل وتنشر صورة ذلك الشاب اليمني وهو يقبل الحذاء ويضعه على رأسه.. خاصة عندما كان تصميم تلك الأحذية يهدف إلى السخرية وإلى الانتقاص من شعب عريق مثل اليمن.. عند ذلك أدرك البطل/ هيثم نعمان أن مثل هذه الاستفزازات المقصودة من قبل ذلك التاجر.. وربما بتواطؤ من الجهات المعنية في السعودية.. عندما سمحت لمثل هذه الأحذية أن تستورد وتباع في الأسواق وهي تحمل علم اليمن على طول واجهة الحذاء.. حينها فقد ذلك الشاب صوابه وأخذ يشن هجوماً قوياً لاذعاً بالكلام والتوبيخ على ذلك التاجر .. وعلى تلك الشركة المصنعة.. وعلى الجهات المستوردة.. وعلى الجهات المسؤولة في بلد شقيق مثل السعودية.. وهذا ربما ما جعل اليمنيون أن تفاجوا أن تحدث مثل هذه الاستفزازات وعلى إطلاع من الجهات المعنية في المملكة.. فسرعان ما أن وصلت المواجهات والصدامات الكلامية بين ذلك الشاب وبين التاجر السعودي وأمام الحاضرين والمتسوقين انتهت بشراء هيثم لتلك الأحذية وأخذ يقبلها مرات عديدة ثم وضعها على راسه ثم وقف يردد تلك الكلمات..
((وسيبقى نبض قلبي يمنياً))..
من هذا المنطلق ينبغي على كل الشرفاء والغيورين على شعبهم وعلى وطنهم في الداخل أو في الخارج أن يستشعروا تلك المعاني اليمنية والوطنية التي حملها ذلك الشاب المغترب الذي ربما لم يبالي ولم يهتم بإقامته ولا بوظيفته ولا بضعفه عندما شعر وأحس أن علم بلاده يهان ويحتقر وينتقص منه ومن شموخه ومن رفعته ومكانته, في بلد شقيق مثل السعودية.. ربما هذه رسالة مهمة لا يعرف قدرها ومضمونها إلا أولئك الشرفاء الأحرار والوطنيون الأبرار.. الذين يدركون أن عزتهم وكرامتهم لا يمكن أن تكون إلا بشموخ علم دولتهم.. فمثل هذه السلوكيات ينبغي أن يدركها ويفهمها ويطبقها ويكون حريصاً على معالمها كل أبناء الوطن وخصوصاً عندما تحاول بعض المكونات التي تنتمي لهذا الوطن عندما تقوم بالتمادي على السيادة الوطنية.. في محاولة يائسة منها للانتقاص والتجرد والتخلي عن الهوية وعن الوطنية.. وذلك من خلال تجاهل وإنكار ومحاولة التشكيك بالعلم اليمني الواحد واستبداله بأعلام السلاطين أو التشطيرين أو الإمامين.. والتي تهدف إلى الكفران بهذا العلم وبهذا الوطن.. وهذه التصرفات ربما تنتهجها بعض القوى المتغطرسة تحت مسميات مختلفة تسعى العودة إلى الماضي.. فما أحوجنا اليوم إلى أناس ..وإلى شباب.. وإلى قادة.. وإلى حزبين.. وإلى مسؤولين.. وإلى مغتربين يحملون شموخ وشجاعة ووطنية المغترب هيثم...فهل يا ترى استوعبت تلك المكونات المتغطرسة في الخارج على أن اليمن وعلمها سيظل شامخ شموخ جبالها الشامخة مهما صمموا.. ومهما تقولوا.. ومهما تامروا.. ومهما شوهوا...ومهما تاجروا..؟ وهل أدركت القوى والجماعات اليمنية في الداخل أنه حان الوقت إلى أن يعاد للشعب وللوطن ولليمن وللعلم هيبته وعزته ومجده وشموخه.. والله المستعان.
