;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

هل تخلو بيوت الأسود من العظام؟! 1794

2014-02-23 11:59:31


يقال في المثل: بيت الأسد لا تخلو من العظام, لكن الحقيقة تقول أن الأسود تلتهم فرائسها خارج العرين, وهي أيضاً تحب التهام الفريسة طازجة ومباشرة من حلبة الصراع إلى الجو.

إذاً فإن بيوت الأسود يمكن أن تخلو من العظام, لكن بيوت الضباع قد تحوي الكثير منها, وكلنا يعرف الفرق بين الضبع والأسد, إذاً فإن الكثير من الأمثال والأقوال والشعارات التي نحفظها ونرددها كل يوم وأمام كل موقف قد لا تكون صحيحة كما نعتقد.

 وهذا ليس من صميم ما رمتُ إلى الكتابة عنه هنا, فقد قصدت التحدث اليوم عن عادات وسلوكيات نقوم بها ولا نأبه لعواقبها سواء كان نساءً أو رجالاً, آباءً أو أمهات, وبالرغم من أننا لسنا أسوداً أو لبؤات, وبيوتنا لا يمكن أن تكون مقابراً لعظام الفرائس إلا أن بيوتنا لا تخلو مما يدل على شخصياتنا ومستوى تفكيرنا ووعينا بكل ما حولنا. أمهات كثيرات يقتنين في بيوتهم أجمل وأفخم أنواع الأثاث, ومع هذا لا يعلمن بناتهن أن البيوت بمن فيهن وليست بما فيها. لديهن أروع القصص وأندر الكتب ولا تقرأ بناتهن منها شيئاً, ولدى بعض الآباء أكثر أنواع السيارات رفاهية ويفتقد القدرة على تعليم الأبناء فن قيادة الذات والسيطرة عليها.

 لا تخلو بيوتنا من وسائل تعليمية وأدوات قياس ومناهج تدريب ومع هذا لا نحاول استخدامها والاستفادة منها في إعادة تأهيل وتدريب وتوجيه أبنائنا, لهذا نلاحظ وبقوة أن هذا الجيل الذي يصغرنا سناً ويعيش بمعيتنا لا يختلف عن جيل سبقنا ولم يكن لدينا يد في تغيره إلى الأفضل, فما الذي قدمناه لهم ولأنفسنا؟!.. كمرشدين وموجهين لا تخلو بيوتنا أيضاً من نفحات أبوية نحاول من خلالها إعادة التوازن إلى حياتنا والحصول على مواقف أرقى من فلذات أكبادنا الذين لا نتمنى لهم إلا أن يكونوا أفضل منا, لكن تلك النفحات لا ينبغي أن تكون مغلفة بقناعاتنا الخاصة حتى لا تحمل وزر التأثير على منحى أفكارهم وعلاقاتهم التي تختلف حتى لا نحمل وزر التأثير على منحى أفكارهم وعلاقاتهم التي تختلف تماماً عن أفكارنا وعلاقاتنا.

 وحتى لو لم يكن لدينا كل تلك الأدوات أو القيم أو المهارات التي نخلفها وظائفنا ومهامنا واهتماماتنا فإن لدينا ما هو اسمى من ذلك كله, ديننا الذي حملنا إثم تضييع الراعي للرعية

(كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول) فكيف إذا كان العائل ممكن يملك أدوات البناء والصلاح لكنه لا يستخدمها إلا خارج منزله؟! وإن كان لا بد وأن نصبح أسوداً خارج منازلنا فمن غير المعقول أن نكون كذلك بداخلها, فتغيير الأدوار مطلوب حتى على مستوى الفرد الواحد.

 والخلاصة أن كل ما يترك يتلف, وهذه قاعدة عامة ومعروفة, فيزيائياً وكيميائياً, لهذا لا بد من استخدام المتاح في كل مرة نقدر فيها تغيير الواقع بكل ما فيه.

لإثبات براءتنا, فلماذا نحاول أن نجعلها سبباً لإدانتنا بجرائم ومخالفات لم ولن نرتكبها؟!.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

علي أحمد العِمراني

2024-05-20 22:33:27

"5-5" حقائق عن اليمن!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد