;
فهد علي البرشاء
فهد علي البرشاء

نحن من دمر واقعنا 1282

2013-12-12 07:13:49


كلما حاولت أن أنوء بقلمي وأبتعد عن هذا العالم, وأنزوي بذاتي في ركن غرفتي, أسد أذني حتى لا أسمع ضجيج العالم, وأغمض عيني حتى لا أرى مآسي الكون, وأعطل تفكيري حتى لا أنشغل بمعاناة الغير.. أجد نفسي مجبراً أن أنخرط في كل هذا دونما تفكير أو تأني أو حتى حذر..

كل شيء حولي يجبرني أن أنخرط في هذا العالم وأن أقحم تفكيري وحواسي ومشاعري وأفكر دونما انقطاع وأتساءل كلما عظمت المنايا والمصائب والمحن وكثرت البلايا, أيعقل أننا فعلا بشر؟ أيعقل أن نكون من قدنا العالم في غابر الزمان واجتزنا ببساطتنا وصدقنا وإيمانا الهضاب والسهول والوديان؟ لا...لا.. حتما هناك خطأ ماء..

وأعود لذات السؤال وأكرر.. ألم نكن نحن من قلبنا موازين الحياة ووضعنا دساتير الإنسانية وأسسنا العلوم وأنبثق من جلابيبنا نهضة العالم وتطوره ورقيه, وأنسل من القران الكريم وسنة النبي المصطفى تعاليم الحياة ومبادئ الإنسانية وأخلاق البشرية..

عجبا أيعقل أن نكون تناسينا هذا؟ أيعقل أن نكون تحللنا من ذلك؟ أيعقل أن نكون انسلخنا من كل هذا؟ لماذا لم نعد كذلك ؟ طبعا لا إجابة مطلقة وشافية لكل تلك التساؤلات التي تحتم في ذهني المنهك وتقرع طبول البحث عن الإجابة..

ولن نجيب وإن أجبنا فحتما لن تكون شافية كافية تلبي الغرور وتخمد نيران البحث المتواصل ليل نهار, في عروبة لم يبقى منها سوى الاسم وإنسانية مات فيها الضمير وانسلخت منها القيم والمبادئ وتعاليم الدين.. رحلة بحث مضنية بين ركام البشر وأشباه البشر وبعض ممن أعتقد انهم بشر عن إنسان لايزال للإنسانية وللدين وللسنة وللقيم فيه مكان..

لم يعد هذا كله.. ولم نعد نحن كما كنا, لأننا باختصار تجاوزنا حدود ديننا.. وانسلخنا من إنسانيتنا وتمردنا على تعاليم إسلامنا.. حللنا.. حرمنا.. قتلنا.. شردنا.. سفكنا.. تنصلنا من كل ماله صلة بديننا, فأطماعنا أعمتنا, وهمجيتنا أضرتنا, وغباؤنا قادنا إلى مصيرنا الذي يرفضنا ويتعجب لأمرنا..

أنظروا إلى حالنا أمة هشة ,يقتلها القوي فيها الضعيف, ويحكمها قانون الغاب, تسفك فيها الدماء ليل نهار دون أن نحرك ساكن, تغتصب فيها الشعوب وتهتك فيها الأعراض دون أن ننتفض, تزهق فيها الأرواح دون أن ننكر ذلك, يقزمنا الغرب ويحكمنا المال, يعلو صوت الباطل ويخفض صوت الصوت رغم أن الحق هو الأحق..

نناصر من يقلتنا ونعادي من يسعى لأن ينصرنا, نتخلى عنا مبادئنا ونتنكر لصوت الضمير بداخلنا, بات المال دستورنا, وباتت الأطماع هي من تقودنا نحو الاقتتال والاحتراب والعداء والبغضاء فيما بيننا, لم نعد نفرق بين من هو عدونا ومن هو صديقنا فمقياس التفاضل والحكم عندنا من يدفع ويعطي هو سيدنا وتاج رؤوسنا, هو الآمر الناهي, هو من نطيعه حتى وإن كان على حساب كرامتنا..

أنظروا إلى حالنا تبدلنا أحوالنا وتكدرت حياتنا وأكفهرت سماؤنا, ينام المرء منا بين الآهات والأنات, ويصحوا الواحد منا وهو صريع للحسرات والنهدات.. يتأفف كلما الواحد منا من كل شيء وتناسى أننا نحن من جلبنا هذا لأنفسنا..

نقف فاقري أفواهنا وكان الطير على رؤوسنا ونتعجب من كل ما يحدث ولم نسعى لأن نقول كلمة حق أو نزجر ظالم أو ننصر مظلوم ونريد أن نتخلص من واقعنا ومرارة حياتنا وضنك معيشتنا..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد