في محافظة الحديدة التي تعاني طوال عقود من مشاكل متعددة أبرزها مشاكل الأراضي, تضاعفت هذه المشاكل منذ أسابيع,ليطال السطو على الأراضي الأملاك الخاصة، غير مقتصر على السطو على أراضي الدولة,ولم تعد مجرد مشاكل عادية، بل معقدة يذهب ضحيتها عشرات الأشخاص,علاوة على ذلك شهدت المحافظة وما زالت تعاني من ظاهرة جديدة تتمثل في انتشار مسلحين على مداخل ومخارج المحافظة، يمارسون التقطع للناس والنهب والقتل,عن هذا الواقع وأسبابه,ومتطلبات إيقافه حفاظاً على حقوق الناس ودمائهم,وعلى الملك العام التقت "أخبار اليوم" الشيخ عباس الحميري، شيخ مديرية الحوك بالمحافظة, ورئيس منظمة الوفاء الشعبية التوعوية وكانت الحصيلة الحوار التالي:

** في البدء ماذا عن الوضع المعيشي للناس في محافظة الحديدة؟
* الوضع المعيشي كما تلاحظون، حياة الناس تتسم بالبساطة وأبناء المحافظة من أكثر شرائح المجتمع اليمني فقراً.. حياتهم مليئة بالمعاناة، إلى جانب محدودية الدخل وانعدامه لدى عدد كبير من الأسر يعاني الناس الأمراض المختلفة، حيث تتميز المحافظة على باقي المحافظات بانتشار الأوبئة الموسمية,ذلك واقع عام تعيشه محافظة الحديدة بشكل دائم، غير أن ذلك الواقع أزداد سوءاً خلال العام الماضي وحتى الآن حيث تضاعف الفقر وزادت البطالة,كنتيجة طبيعية لركود الأنشطة التجارية والصناعية والمهنية..انعكس ذلك على حياة الناس وزيادة معاناتهم معاناة يذهب ضحيتها عشرات الأشخاص خلال الأسبوع الواحد.

• •   العصابات المسلحة وافدة للمحافظة وليست من أبنائها

** شيخ/عباس كان ذلك بشأن الوضع المعيشي العام ماذا عن الوضع الأمني؟
* الوضع الأمني ليس أحسن حالاً من الوضع الاقتصادي والمعيشي، فالمحافظة تشهد عدداً من الظواهر السلبية التي تهدد أمن واستقرار المجتمع,ظواهر دائمة..كظاهرة السطو على الأراضي,زادت هذه الظاهرة اتساعاً وجشاعة منذ ما يزيد عن عام ومنذ تشكل حكومة الوفاق الوطني, مروراً بالانتخابات الرئاسية ازدادت عمليات السطو على الأراضي لتطال الأملاك الخاصة إلى جانب أراضي الدولة,بل وظهرت عصابات مسلحة تنتشر على مداخل ومخارج المحافظة، تمارس التقطع للأشخاص المارة وسلبهم ونهب ما لديهم من مقتنيات أو أموال، بل وصل الأمر لحد ممارسة القتل ووجود أشخاص قتلى على الطرقات أو في أماكن بعيدة ومتناثرة بشكل شبه أسبوعي، وهو ما يعني أن القتل يتم لمن يرفض تسليم ما لديه أو أن ثمة مخططاً لتنفيذ سلسلة اغتيالات وإشاعة الرعب والخوف والقلق في أوساط المجتمع,وهو ما نحذر منه ويرفضه كل أبناء محافظة الحديدة, وكل وطني غيور على وطنه محباً الخير والاستقرار لوطننا وشعبنا.      

** هل تلك الممارسات المقلقة للأمن العام والمهددة للاستقرار يقوم بها أبناء الحديدة المعروفون بسلميتهم واحترامه للنظام والقانون؟
* لا ..فأبناء الحديدة سلميون واعون دوماً ولا مصلحة لهم من القتل والسلب، بل هي ثقافة منبوذة لديهم دوماً, ومن يمارس تلك الأعمال هي عصابات مسلحة يجمع كل أبناء المحافظة أنها وافدة من محافظات أخرى ـ غير الحديدة ـ تنشط أعمالها وممارساتها في المساء بشكل دائم وتختفي نسبياً في النهار، لاسيما عصابات التقطع في الطرقات على مداخل ومخارج المحافظة,ولكن إلى الآن لا يُعرف من أين معظم تلك العصابات ولا لصالح من تعمل ولا ما أهدافها بشكل كامل.

** لكن لماذا تختار تلك العصابات محافظة الحديدة لممارسة أعمالها التخريبية التي تمثل انتهاكاً للإنسانية بكل المعايير؟
* مع أن الحديدة ليست المحافظة الوحيدة التي تنتشر بها العصابات المسلحة التي تمارس السطو والنهب والقتل في ظل الظروف التي تمر بها البلاد ...لكنها الأكثر عرضة وضحية لأعمال تلك العصابات وذلك راجع لعلم تلك العصابات بسلمية المجتمع في الحديدة ووعي هذا المجتمع,وحبه للنظام والقانون لا للعنف والعشوائية...فيرون في ذلك المجتمع المسالم فريسة سهلة لهم..لاسيما في ظروف انشغال الحكومة بقضايا وطنية عالقة تتعلق بمصير وطن بكامله,ظروف تعاني فيها الحكومة تعدد جبهات الصراع على مستويات ومطالب مختلفة,..وبذا فإن تلك الممارسات المستغلة لهذه الظروف تُعد جبانة,وخيانة لا يُقدم عليها سوى من يكن الخبث والحقد على الوطن وأهله، فيريد العبث بأمنه واستقراره.

• •   السلب والنهب على مداخل ومخارج المحافظة يمارسه المسلحون ليلاً, وتصل لحد القتل

** إزاء هذه الممارسات ما دوركم أنتم كرئيس لمنظمة الوفاء الشعبية التوعوية بالمحافظة, وشيخاً لمديرية الحوك, ورئيساً لمجلس الآباء في ذات المديرية؟
* نحن دوماً نقوم بدورنا التوعوي كمنظمة أو واجهة قبلية واجتماعية من خلال برشورات توعوية وجلسات ومحاضرات في مجتمع متفهم وواعي، كما سبق وذكرت لكم أن أبناء الحديدة واعون أصلاً والسِلم ثقافة أصيلة فيهم,ودور التوعية فيهم لا يعدو عن كونه للتذكير,وأن ما تعانيه المحافظة من ممارسات عبثية هي من عصابات ليست من أبناء المحافظة,عصابات وافدة يصعب توعيتها ؛لأنها لا تتعامل مع المجتمع إلا لبطشه وسلبه,وفي أوقات وأماكن معينة,أي أنها غير متجانسة مع المجتمع وبالتالي يصعب توعيتها والتعامل معها,وتحتاج فقط إلى حزم وقوة الدولة، كواجب من واجبات الحكومة إزاء المجتمع اليمني كله هو فرض هيبة الدولة وسيادة القانون وأن كان تدريجياً,..لكن الحديدة اليوم لم تعد تحتمل من العبث والنهب والفوضى أكثر مما عانته,وتحملته طوال الماضي.

** كيف تتصورون المستقبل,وما هي رسالتكم لمن يعبث بالأمن والاستقرار في المحافظة,ورسالتكم للحكومة؟
* بالنسبة للمستقبل فنظرتنا جزء من النظرة الوطنية ككل..فكل يمني يتفاءل بمستقبل أفضل وحياة أكثر أمناً ورخاءً واستقراراً, أما من يعبثون بالأمن والاستقرار في الحديدة وغيرها من محافظات الوطن نقول لهم :عودوا من غيكم فالوطن أغلى,والبقاء للوطن,أما المصالح أيا كانت فزائلة,كزوال الأشخاص,وأن الأجدر بكم وبنا وبكل يمني في فترة كهذه أن تتضافر جهود الجميع لإخراج الوطن مما يعانيه وتضميد جراح الماضي,والتعاون مع الحكومة الانتقالية ومساندتها في تحقيق برنامجها الوطني الذي التزمت به وقبلت به كل الأطراف السياسية ..أما حكومة الوفاق الوطني فعليها أن تعمل بجدية على تحقيق ما وعدت به اليمنيون وأن تعمل في سبيل تحقيق برنامجها ووعودها على تحقيق الأمن والاستقرار وفرض هيبة الدولة,وسيكون المجتمع اليمني بغالبيته سنداً لها، وأن لا تخضع لضغوطات أو إملاءات,قد تحرفها عما التزمت به، ففي ذلك إضرار بها وهيبتها كحكومة استثنائية، وإضرار بالوطن جميعاً، فالمرحلة جداً حرجهة تتطلب منا الإخلاص والجد والعزم والعمل ما لم يتم في عهد كل الحكومات السابقة .. مع تمنياتنا لحكومة الوفاق الوطن والرئيس عبد ربه منصور هادي التوفيق والسداد لما فيه مصلحة الوطن وتلبية المطالب العادلة لأبناء هذا الشعب.. وتمنياتنا لصحيفتكم وطاقمها دوماً التوفيق والسداد,فهي صحيفة كل اليمنيين بحق القريبة من الجميع والمهتمة بالكل.