أكدت صحيفة سعودية أن الميليشيات الحوثية الإرهابية التابعة لإيران وبسبب الضربات الأمريكية والبريطانية على المحافظات الساحلية الغربية قد أعادت التموضع بنقل الصواريخ والمسيرات الإيرانية إلى المناطق الداخلية الجبلية في محافظة تعز جنوب غرب اليمن.

وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر محلية في ريف تعز، أن غارة جوية استهدفت مواقع ميليشيا الحوثي، مشيرين إلى سماع دوي انفجار كبير ومشاهدة الصاروخ وهو يتجه نحو ساحل البحر الأحمر، مؤكدين أن ميليشيا الحوثي قد نقلت هذه الصواريخ إلى المناطق الداخلية من المحافظة ليسهل إطلاقها بعيداً عن الرصد الأميركي.

وبينت المصادر أن الخطورة تكمن في أن الميليشيات الحوثية تتمركز في مناطق سكنية وزراعية، ما يجعل هذه التجمعات السكانية معرضة للخطر، سواء في حال فشل إطلاق الصواريخ وسقوطها وسط هذه التجمعات والمزارع، أو في حال رصد هذه المواقع، واستهدافها من قِبل القوات الدولية التي تقودها الولايات المتحدة لتأمين حركة الملاحة.

من جانبها أكدت مصادر عسكرية في القوات الحكومية اليمنية العاملة في الساحل الغربي أن الصاروخ سقط في البحر بعيداً عن السفينة المستهدفة، فيما ذكرت مصادر محلية أن قوات القيادة المركزية الأميركية نفذت غارات استهدفت مواقع عسكرية في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي في ريف محافظة تعز.

وأشارت إلى أن هذه الغارات أدت إلى تدمير صاروخ باليستي وأربع طائرات من دون طيار كانت معدة للإطلاق نحو البحر لاستهداف السفن التجارية في جنوب البحر الأحمر.

وبحسب سكان في مديرية حيفان التابعة لمحافظة تعز، فإن عناصر ميليشيا الحوثي زادوا من تمركزهم العسكري في تلك المناطق وبالذات المرتفعات الجبلية المطلة على القرى والمزارع، مع تقييد الميليشيات حركة السكان بحجة حماية تلك المواقع وإخفاء التجهيزات العسكرية داخلها.

وذكر السكان المحليون أن طفلاً أُصيب بشظايا قصف مدفعي للميليشيات الحوثية حين سقطت قذيفة من موقع تمركز الميليشيات في جبل المنظرة، وسط إحدى المزارع في منطقة الضباب التابعة لعزلة الأثاور في مديرية حيفان.

وأصيب الطفل أجمل صالح (11 عاماً) بجروح بالغة في أنحاء متفرقة من جسده، ونقل إلى المستشفى، في حين اشتكى السكان من سلسلة الانتهاكات التي يتعرضون لها بصورة مستمرة نتيجة وجود المواقع العسكرية وسط التجمعات السكانية.

وفي سياق متصل، أكدت مصادر عسكرية حكومية لـ«الشرق الأوسط» أن ميليشيا الحوثي ونتيجة فاعلية الضربات التي تعرضت لها مواقعهم في محافظات الحديدة وحجة وصعدة من قِبل قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة، قاموا بنقل جزء من الصواريخ والطائرات المسيرة إلى ريف محافظة تعز باعتبار أن المحافظة تطل على البحر الأحمر، ويسهل استخدام الصواريخ قصيرة المدى، وكذلك الطائرات دون طيار في استهداف حركة الملاحة في جنوب البحر الأحمر.

ووفق ما ذكرته المصادر، فإن ميليشيا الحوثي استخدمت في السابق صواريخ بعيدة المدى من المرتفعات الجبلية في محافظة البيضاء المطلة على محافظتي أبين والضالع لاستهداف السفن في خليج عدن، حيث تحاول الميليشيات عبر هذا التكتيك تجنب الضربات الجوية الغربية التي حدت من قدرتها على مهاجمة السفن انطلاقاً من محافظتي الحديدة وحجة المطلتين على البحر الأحمر مباشرة.

وقالت المصادر إن ميليشيا الحوثي كانوا في بداية العمليات ينفذون عملية إلى ثلاث عمليات ضد سفن الشحن والقطع العسكرية التي تتولى تأمين حركة الملاحة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، لكنهم الآن ينفذون عملية أو عمليتين كل أسبوعين، وغالباً ما يتم اعتراض الصواريخ والمسيرات التي يطلقونها، ولم تلحق أي أضرار بالسفن التجارية أو العسكرية.