أولًا: تعظيمه في نفوسنا وفي نفوس أبنائنا، قال عز وجل: لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ [الحشر:21].

قال ابن القيم -رحمه الله-: “إذا أردت أن تعلم ما عندك وعند غيرك من محبة الله، فانظر محبة القرآن من قلبك”.

ثانيًا: تعلُمُ تلاوته وتعلم معانيه وتفسيره، وأحكامه، وما فيه من العلم النافع، وتشجيع أبنائنا، وحثهم على حفظه وتعلمه، والسعي في تعليمه للآخرين، واعلم -وفقك الله- أنك إذا علَّمت أو شجعت، أو ودعوت إلى تعلم القرآن، فسيكون لك مثل أجر كل من علمته، أو تعلم بسببك، ويجري لك مثل أجوره كلما تلا وقرأ، وكذلك من سيعلمهم هو من الأجيال إلى ما شاء الله… فيا لها من صفقة عظيمة، فإن الدال على الخير كفاعله، هذا بمجرد الدلالة على الخير، فكيف بمن يعين عليه، ويبذل جهده لأجله.

والله تعالى يقول: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ [القمر: 17].

وفي الحديث: "خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه" رواه البخاري: 5027 . .

ثالثًا: كثرة تلاوته، فإن تلاوته من أعظم وأيسر الطرق إلى ملء رصيدك من الحسنات، كما في الحديث عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: “قال رسول الله ﷺ: من قرأ حرفًا من كتاب الله؛ فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألف لام ميم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف“ رواه الترمذي: 2910.

قراءتك للقرآن تجعلك تحظى بشفاعته يوم القيامة؛ قال رسول الله ﷺ: اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ رواه مسلم: 804 . .

رابعًا: تدبُّر آياته والتأمل في معانيه ومدلولاته، والتفكر فيه، وأن تستشعر أنه يخاطبك فتخاطب نفسك به؛ قال عز وجل: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [ص: 29].

خامسًا: العمل بما جاء فيه: فإذا وجدت أمره امتثلت لأمره، وإذا وجدت نهيه انتهيت، ولسان حالك ومقالك: سمعنا وأطعنا، تُحكّمه في كل أمورك، وتجعله دستورك في جميع حياتك.

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “كنا نحفظ العشر آيات فلا ننتقل إلى ما بعدها حتى نعمل بهنَّ”.

- هجر القرآن أنواع؛ قال ابن القيم -رحمه الله-:

“أحدها: هجر سماعه والإيمان به.

والثاني: هجر العمل به وإن قرأه وآمن به.

والثالث: هجر تحكيمه والتحاكم إليه.

والرابع: هجر تدبُّره وتفهُّم معانيه.

والخامس: هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب”.