ثمرة الصيام "تقوى الله تعالى"

2024-03-13 01:18:51 أخبار اليوم/ متابعات

  

تقوى الله مفتاح سداد، وذخيرة معاد، ونجاة من كل هلكة، فما من خطوة يخطوها المؤمن إلا والتقوى شرط في قبولها عند الله، لا بد وأن تلازم كل أعمال المؤمن، وذكر الله تعالى الحكمة من مشروعية الصيام وفرضِه على المؤمنين في قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، «سورة البقرة: الآية 183».

وفي كثير من الأحيان يأتي الأمر بالعبادة رجاء لتحقيق التقوى، والتقوى سبب لتحصيل السعادة في الدنيا والآخرة، والعبادة فعل يحصل به التقوى، لأن الاتقاء هو الاحتراز عن المضار، ولما كانت العبادة عن إيمان بالواحد الأحد، لأن الإيمان إذا تجرد من التقوى لم يعد شيئاً ذا قيمة، ولا يكون له أي أثر في حياة الإنسان، واقترنت التقوى بالإيمان والفرائض التي هي مظهر من مظاهر الإيمان.

يقول العلماء، وهكذا تبرز الغاية الكبيرة من الصوم، إنها التقوى، فهي التي تستيقظ في القلوب، وتؤدي هذه الفريضة، طاعة لله، تحرس القلوب من إفساد الصوم بالمعصية، ولو التي تهجس في البال، والمخاطبون بهذا القرآن يعلمون مقام التقوى عند الله، وهذا الصوم أداة من أدواتها، وطريق موصل إليها.

والصوم يورث التقوى لما فيه من انكسار الشهوة وانقماع الهوى، يردع عن الأشر والبطر والفواحش، ويهون لذات الدنيا، يكسر شهوة البطن والفرج، فيكون معنى الآية فرضت عليكم الصيام، لتكونوا به من المتقين الذين أثنيت عليهم في كتابي، وإن الله عز وجل إنما فرض الصوم ليكون عاملاً مهماً في تحقيق التقوى في نفس المؤمن.

ويذكر القرآن أن التقوى، هي ثمرة الصوم العظمى، فإن التزام المسلم بكل الأحكام والآداب المتعلقة بشهر رمضان، واجتهاده في التحلي بها، لا بد ستكون ثمرتُه التقوى، فالصوم يمنعه من الرفث والجهل وقول الزور، وسائر المعاصي، والصائم يجتهد في الصبر والصفح والكف عمّا وُجِّه نحوه من سب أو شتم أو اعتداء، ويُعينه على ذلك تذكّره لحقيقة أنه صائم، وفي ذلك وقايةٌ من مجاراة السفهاء والمعتدين، فالصيام مشروع لتكوين إنسان مثالي، تتمثل التقوى في شعوره وأخلاقه وسلوكه، وتتحقق ثمرة طبيعية للصيام، فحالة الصائم الذي إذا كان مخلصا فيه، فحتماً سوف تنتج منه ثمرة التقوى، بما يتناسب مع درجة صيامه وإخلاصه والتزامه.

ومن تمام التقوى أن يدع الإنسان بعض الحلال مخافة الوقوع في الحرام، فالمؤمن التقي ورع لا يحوم حول الحمى، ولا يدنو من الشبهات، ويترك ما يريبه إلى ما لا يريبه، والصيام عبادة كتبها الله على المؤمنين، لغاية مقدسة كسائر الفروض والتشريعات، وهي تربية التقوى في نفس المؤمن.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد