يشتاق الناس إلى شهر رمضان المبارك، ويدعون الله بأن يبلغهم هذا الشهر الكريم وأن يوفقهم فيه لطاعته ويجعلهم من العتقاء من النار في الشهر الكريم. وللصيام آداب، ويجب مراعاة هذه الآداب حتى يصبح الصيام مثالياً كما أحبه الله وكما خطه لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فيستحب للصائم أن يراعي في صيامه مجموعة من الآداب وهي الالتزام بتقوى الله والكف عما يتنافى مع الصيام من الكذب وقول الزور والغيبة. بالإضافة إلى السحور وتعجيل الفطر، والدعاء واستخدام السواك وقراءة القرآن الاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان.

 - الالتزام بتقوى الله

أول أدب من آداب الصيام هو الالتزام بتقوى الله سبحانه وتعالى ويكون ذلك بفعل أوامره والإكثار من الطاعات كالصلاة وقراءة القرآن والذكر والصدقة، واجتناب نواهيه لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).

 - الكف عما يتنافى مع الصيام

وثاني أدب من آداب الصيام هو الكف عما يتنافى مع الصيام فلا يصح للمسلم أن يكون صائماً عن الطعام والشراب ثم يطلق لسانه بقول الزور والغيبة والنميمة والفحش والتفحش وإيذاء الغير، فهذه الأشياء كلها تفسد الصيام ويجب الابتعاد عنها. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: (ليس الصيام من الأكل والشرب، إنما الصيام من اللغو والرفث، فإن سابك أحدٌ أو جهل عليك فقل إني صائم، إني صائم).

كما يجب حفظ اللسان، فقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: (الصيام جُنة، فلا يرفث ولا يجهل)، وهذا الحديث يدل على أن الصائم مطالب بحفظ صومه، وذلك بالتحلي بمكارم الأخلاق والبعد عن سيئتها من الغِشّ والخيانة والنظر إلى المحرم. وفي قوله فلا يرفث فالرفث هو الكلام الفاحش الرديء الذي لا بد من اجتنابه. هو الكذب والزور، روى البخاري وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: (من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) و(رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع).

ومن الأشياء المهمة التي يجب أن يكف عنها المسلم خاصةً وهو صائم هي الغيبة.

  - السحور وتأخير السحور

وثالث آداب الصيام السحور وتأخيره. لقد أجمعت الأمة على استحباب السحور وذلك لقول النبي صلًى الله عليه وسلّم: (تسحروا، فإن السحور بركة) رواه البخاري ومسلم. ويتحقق السحور بكثير الطعام أو قليله ما دامت النية فيه أنه سحور ولو بجرعة ماء.

 - تعجيل الفطر

ومن آداب الصيام أيضاً تعجيل الفطر. أي عندما يحين الوقت للفطر، على الصائم أن يبادر إلى تناول الإفطار مادام الوقت قد أذن وحال. فعن سهل بن سعد أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر) رواه البخاري ومسلم.

 - الدعاء

ويعد الدعاء عند الفطر وأثناء الصيام من آداب الصيام. وذلك بقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (ثلاثةٌ لا ترد دعوتهم، الصائم حتى يُفطر والإمام العادل والمظلوم).

ومن السنة عند الفطر ترديد دعاء الإفطار: ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله.

  - استخدام السواك

يُستحب للصائم أن يستخدم السواك في أثناء الصيام ولا فرق في ذلك بين أول النهار وآخره، فهي سنة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، فيطهر فمه ويقوي أسنانه.

 - تدبر وقراءة القرآن الكريم

على الصائم أن يُكثر من قراءة القرآن الكريم وتدبره وحفظه والاستماع إلى شرح وتفسير آيات القرآن. وعليه أيضاً أن يغمر نفسه وهو صائم في هذا الشهر بآداب القرآن كلها وأن يتخلق بأخلاق القرآن جميعها وهو صائم. روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيُدارسه القرآن، فلرسول الله صلّى الله عليه وسلّم أجود بالخير من الريح المرسلة).

  - الاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان

من آداب الصيام ورمضان عموماً الاجتهاد في العشر الأواخر. روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان (إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجد وشد المئزر) أي أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل كله بجميع أنواع الطاعات وأيقظ أهله للصلاة واجتهد في العبادة زيادة على عادته وتفرغ لها واعتزل نساءه.

هذه هي آداب الصيام التي تعلمناها من الرسول الحبيب صلّى الله عليه وسلّم والتي على الصائم الالتزام بها طالباً من الله أن يتقبل صيامه وصالح أعماله.