تداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات كثيرة، تكشف المعاناة التي يعيشها سكان القطاع، نتيجة سياسة التجويع التي يتّبعها الاحتلال الإسرائيلي في حق أهالي غزة.

ونشر المصور الفلسطيني محمود العوضية فيديو لرب عائلة وهو يقشر حبات من البطاطا بعد أن جمعها من القمامة.

وحظي الفيديو بتفاعل كبير على منصات التواصل الاجتماعي.

وأثار موجة استياء وسط النشطاء إزاء الحال الذي وصل إليه أهل غزة جراء الحرب الإسرائيلية.

ويقول: “يا جماعة والله العظيم ما في أكل عندنا، لم نأكل أنا وأولادي منذ 4 أيام، أولادي يبكون من قلة الطعام، وجمعت هذه البطاطا من القمامة حتى أتمكن من إطعامهم”.

وروى رب العائلة بحرقة أن والدته استشهدت ومنزله قصفه الاحتلال الإسرائيلي، وفقد مصدر رزقه حاليا ولم يعد لديه ما يقتاته.

وأضاف: “الله يعلم الوضع، أريد أن أُسكت وأطعم أولادي، منذ 150 يوما ونحن محاصرون مش قادرين نطعم أولادنا، ولا نجلب أكلا ولا نروح ولا نطلع ولا نيجي، انجبرت أجمع شوية بطاطا خربانة، حتى أسد جوع أولادي”.

وتحدّث نشطاء آخرون عن نبتة “الخبيزة” البرية التي تنبت في كل مكان تقريبا، والتي أصبحت الملاذ الوحيد تقريبا لسكان القطاع لسدّ جوعهم، إذ وصفها بعضهم “بالنبتة الوطنية التي لم تخذل أهل غزة، وأنقذتهم من الجوع والإذلال”.

والتجويع آلة قتل أخرى يستعملها المحتل في حربه ضدّ الغزاويين العزّل، لا تقلّ بطشا عن القذائف والغارات الجوية المتساقطة يوميّا وبشكل عشوائي على سكان القطاع في حرب إبادة ممنهجة.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”، حذّرت في فيفري الماضي من أنّ الارتفاع الحادّ لسوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات في قطاع غزة يشكّل “تهديدا خطيرا” على صحتهم، سيما مع استمرار عدوان المحتل منذ 7 أكتوبر 2023.

وتمنع قوات الاحتلال وصول المساعدات إلى النازحين، لاسيما في شمال قطاع غزة.

ويشن الاحتلال حرب تجويع على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ضمن عدوانه الوحشي، وذلك عبر استهداف مصادر الحياة الأساسية، وعرقلة المساعدات الإنسانية.

وتتصاعد حدة الكارثة الإنسانية في قطاع غزة بشكل متسارع، لا سيما في الشمال، الذي سُجلت فيه حالات وفاة بين أطفال ومسنين؛ بسبب قلة الغذاء جراء الحصار الإسرائيلي.

ووصفت “صحة غزة” الوضع الصحي في القطاع بالكارثي للغاية نتيجة عدم إدخال المساعدات الطبية اللازمة.