استهدفت غارة الكيان المحتل منزل أسرة رانيا أبو عنزة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، في وقت متأخر من ليلة السبت، لتقتل طفليها وزوجها و11 من أقاربها، وتترك 9 آخرين في عداد المفقودين تحت الأنقاض، وفق ناجين ومسؤولين محليين في قطاع الصحة.

ولرانيا أبو عنزة قصة مع طفليها الشهيدين، حيث لم تتمكّن من الحمل، إلّا بعد 10 سنوات وثلاث جولات من التلقيح الصناعي، وفي لحظات فقدت ابنيها (ولدا وبنتا) البالغين من العمر 5 أشهر.

وقالت رانيا إنّها كانت استيقظت في العاشرة مساء، لإرضاع ابنها نعيم، ثم عادت إلى النوم وهو على إحدى ذراعيها وابنتها وسام على الذراع الأخرى، بينما كان زوجها ينام إلى جانبهم، ووقع الانفجار بعد ساعة ونصف من ذلك، لينهار المنزل.

وأضافت رانيا، وهي تنتحب وتحتضن بطانية الرضيع: “صرخت من أجل أطفالي وزوجي.. لقد ماتوا جميعا. أخذهم والدهم وتركني وحدي”، وأغمضت عينيها وأسندت رأسها إلى الحائط وربّتت على صرة في محاولة للتهدئة، وفق ما نقله عنها موقع العربية.

وقال فاروق أبو عنزة، أحد أقاربها، إنّ 35 شخصا تقريبا كانوا يقيمون في المنزل، بعضهم نزحوا من مناطق أخرى. وأضاف أنهم جميعا من المدنيين، ومعظمهم من الأطفال، وأنه لا يوجد بينهم مسلحون، كما يدّعي المحتل.

وقضت رانيا وزوجها وسام، وكلاهما يبلغ من العمر 29 عاما، 10 سنوات حتى حملت بطفليها، وفشلت جولتان من التلقيح الصناعي، لكن بعد الجولة الثالثة أبلغت أنها حامل، وذلك في أوائل العام الماضي، ووضعت الطفلين في 13 أكتوبر 2023، أي بعد اندلاع الحرب.

وقالت إنّ زوجها، وهو عامل يومي، كان فخورا للغاية، حتى إنّه أصرّ على تسمية البنت باسمه. وأضافت: “لم أشبع منهم.. أقسم إنني لم أشبع منهم”.

وحتى يوم السبت، كانت عائلة أبو عنزة محظوظة نسبيا، فقد نجت رفح من الدمار الهائل الذي لحق بشمال غزة ومدينة خان يونس في جنوب القطاع، حيث قاتلت الدبابات والقوات البرية للكيان المسلحين من مبنى إلى آخر بعد موجات من الغارات الجوية.

وتقع رفح كذلك في المنطقة المتقلصة من غزة، حيث ما يزال من الممكن توصيل المساعدات الإنسانية، لكن الكيان قال إنّ رفح ستكون الهدف التالي لهجومه، وسيتمّ نقل ما يقرب من 1.5 مليون شخص لجؤوا إليها، دون أن يحدّد إلى أين؟

وقالت رانيا: “ليست لنا أيّة حقوق.. فقدت أعز الناس. لا أريد أن أعيش هنا.. أريد أن أخرج من هذا البلد، لقد سئمت من هذه الحرب”، وفق موقع العربية.