أثارت “مجزرة الطحين” التي ارتكبها الاحتلال في حق مدنيّين أبرياء كانوا ينتظرون الحصول على المساعدات، ردود فعل دولية وعربية غاضبة.

وتفاعل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي عربيا وعالميا مع استشهاد ما لا يقل عن 112 فلسطينيا، وإصابة 760 شخصا في مدينة غزة، أثناء محاولتهم ظهر الخميس 29 فيفري، الحصول على مساعدات شمالي قطاع غزة.

وكان مجلس الأمن الدولي اعتمد في وقت متأخر من مساء السبت بتوقيت نيويورك، بيانا صحفيا اقترحته الجزائر حول مجزرة شارع الرشيد أو ما أطلق عليها “مجزرة الطحين”.

غير أن هذا الاستهداف الممنهج لمدنيّين مجتمعين في انتظار المواد الإغاثيّة لم يبدأ مع “مجزرة الطحين”.

فقد كانت قوّات الاحتلال تطلق النار بشكل عشوائي منذ أسابيع على سكان غزة الذين يتضورون جوعا وينتظرون شاحنات المساعدات في المكان ذاته بالضبط، كل يوم تقريبا!

وقد تداول روّاد منصات التواصل الاجتماعي عديد الفيديوهات تظهر تعرّض فلسطينيّين لإطلاق نار مباشر.

ففي يوم ‏28 فبراير أطلق جنود الاحتلال النار على سكان غزة اليائسين الجائعين.

ويظهر في أحد الفيديوهات فلسطينيّون يحاولون تفادي رصاص قوّات الاحتلال، ثمّ تظهر في الفيديو عمليّة إجلاء شهداء من المكان الذي كانوا ينتظرون فيه الحصول على أكياس طحين.

وفي جزء آخر من الفيديو يظهر شاب فلسطيني يشتكي المعاناة التي يعيشها السكّان في القطاع والذين يجازفون بحياتهم من أجل الحصول على كيس من الطحين.

وفي تحليله للوقائع الميدانيّة أشار اللواء الأردني المتقاعد فايز الدويري إلى أن “مجزرة الطحين” سبقتها استهدافات مماثلة.

وبيّن أن الهجمات استهدفت سيّارات تحمل مساعدات بشكل مباشر دون أي ضرورة عسكريّة.

وأشار إلى أن 3 استهدافات تمّت بعد الإنزال الجوي الأمريكي للمساعدات.

واعتبر أن ذلك إجرام ممنهج يأتي من القيادة العليا، كأن إسرائيل تقول “أنا لا أكترث لمن ينزل المساعدات”، وفق تعبيره.

ورغم أن الجهات الرسميّة والمنظمات الدوليّة تؤكّد أن الإنزال الجوّي للمواد الإغاثيّة لا يفي بالغرض، يبدو أن الكيان المحتلّ مصرّ على حرمان الفلسطينيّين في غزّة من أي أمل في النجاة، وذلك عبر بث الخوف لدى الناس وثنيهم عن مجرّد التفكير في الذهاب إلى نقاط توزيع المساعدات.