ناقشت لجنة أطروحات الماجستير بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار بمنوبة، رسالة لنيل شهادة الماجستير بعنوان “مقاربة تاريخية لتطور ملمح الصحفيات الفلسطينيات منذ الانتفاضة الأولى عام 1987 إلى عام 2023″، والتي قدّمتها الصحفية الفلسطينية تسنيم قشوع.

الرسالة مثّلت دراسة أكاديمية وتاريخية رصدت تاريخ الصحافة النسوية في فلسطين، والتي كان للانتفاضة الأولى دور محوري في تطورها، إذ سمحت لعدد كبير من النساء بدخول هذه المهنة، بعد أن كانت في السابق مقتصرة على الرجال، منذ نشأة الصحافة الفلسطينية قبل الانتداب البريطاني سنة 1920.

وفي حديث لبوابة تونس، أشارت الزميلة تسنيم قشوع إلى أنّ توافد الصحفيين الأجانب إلى فلسطين خلال الانتفاضة الأولى لتغطية الأحداث، استقطب عددا من الخريجات الجامعيات والطالبات للتعاون مع تلك الطواقم الصحفية في الترجمة وإجراء الحوارات وتسهيل التواصل مع السكان، باعتبار معرفتهن بالبيئة المحلية وجغرافيا فلسطين، وهو ما شجعهن لاحقا على دراسة الصحافة ودخول المهنة.

وأوضحت قشوع أنّ الرعيل الأول للصحفيات الفلسطينيات اللاتي دشّن مرحلة الصحافة النسوية، كان من بينهن الشهيدة شرين أبو عاقلة، إلى جانب عديد الزميلات.

تأخّر دخول المرأة الفلسطينية إلى الصحافة الفلسطينية رغم عراقة تاريخها كان من بين الإشكالات التاريخية التي تعرّضت لها الأطروحة، حيث بيّنت تأثير العادات والتقاليد والوعي السائد في المجتمع الفلسطيني قبل الانتفاضة الأولى.

وأضافت الزميلة تسنيم قشوع: “عمل المرأة في الصحافة قبل سنة 1987 لم يكن مقبولا بالنسبة إلى المجتمع، حيث كانت النظرة العامة تحصر عمل المرأة في قالب المهن التقليدية مثل التدريس والتمريض وحتى الزراعة”.

وتكمن أهمية الأطروحة على المستوى التوثيقي، في تطرّقها إلى دور المرأة الصحفية الفلسطينية ونجاحها في التطوّر ومنافسة زملائها الرجال وتبوّئها مناصب قيادية بالمؤسسات الإعلامية.

كما قامت الرسالة بتوظيف المنهج التاريخي لرصد ملامح تطوّر الصحفيات الفلسطينيات خلال فترات زمنية معيّنة، من الانتفاضة الأولى إلى اتفاقية أوسلو وإنشاء السلطة الفلسطينية التي كان لها دور كبير في فتح المجال أمام الصحفيات الفلسطينيات وإعطائها فرصة أكبر.

وقالت الزميلة تسنيم في السياق ذاته إنّ أهمية الموضوع أنّه كان يسلّط الضوء كذلك على التحدّيات التي واجهتها الصحفيات الفلسطينيات على الصعيدين المهني والاجتماعي وكيفية تقبّل المجتمع لها.

تجدر الإشارة إلى أنّ الصحفية تسنيم قشوع كانت قد أشرفت بالتزامن مع مناقشة رسالتها الجامعية على تنظيم معرض صور للصحفيات الفلسطينيات الشهيدات اللواتي استشهدن في حرب غزة الأخيرة، وقدّمن أرواحهن في سبيل إعلاء الحقيقة.

وحمل المعرض الذي انتظم بالعاصمة تونس، عنوان “معلش”، تيمّنا بالعبارة الشهيرة لمراسل قناة الجزيرة وائل الدحدوح.