دعم سياسي.. هل تبحث إيران عن نوع جديد من التواجد في اليمن؟

2023-10-04 07:51:35 اخبار اليوم /موقع بلقيس

 

 

تواصل إيران دعم أدواتها في اليمن، (ميليشيا الحوثي)، بالأسلحة والخبرات العسكرية، وتقديم الخبرات السياسية، حيث قالت وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء إن القيادي الحوثي عبدالله السياني التقى رئيس المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية، كمال خرازي، وبحث معه أبرز التطورات الميدانية والسياسية في اليمن.

وبالتزامن مع تصعيد ميليشيا الحوثي على الحدود اليمنية - السعودية، وفي عدد من المحافظات داخليا، أكد كمال خرازي أنه من الضروري تصميم وتنفيذ خطة متماسكة دون تدخل أجنبي، حتى يتسنى البدء بمفاوضات يمنية - يمنية.

 

- نوع جديد

تقول الباحثة في الشأن الإيراني، أمل عالم: "إن إيران، منذ بدء علاقتها بالحوثيين، تفانت كثيرا في تقديم الدعم لهم، وتنوع هذا الدعم بحسب المرحلة والحاجة الحوثية، حيث دعمتهم بالاستشارات سياسيا وعسكريا".

وأضافت: "من يتابعون مراحل التفاوض الحوثية يكادون يستنتجون أن هناك أيضا مهارات في فن التفاوض نُقلت من الجانب الإيراني".

وتابعت: "الإيرانيون يبحثون عن نوع جديد من التواجد المعلن لهم داخل اليمن، ويشير الخبر، الذي نُشر على موقع المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيراني، أنه تقرر في اللقاء الاستمرار في تبادل وجهات النظر والتعاون بين مراكز الدراسات الإستراتيجية في اليمن والمجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيراني، الذي يرأسه كمال خرازي".

وزادت: "التواجد الإيراني موجود في اليمن لكن تحت غطاء الحرب، وخبراء عسكريون واستشاريون يستطيعون أن يتواجدوا دون أي عوائق، ويبدو أن إيران تخطط لنوع التواجد في المرحلة القادمة، وهذا يحتاج إلى تواجد نوعي على الأرض، من خلال مراكز أبحاث ومراكز ثقافية، وتبادل خبرات، الذي يحتاج أيضا إلى أن يكون تواجدا علنيا، عكس التواجد العسكري والاستشاري المخفي، الذي تقتصر فوائده على النتائج الحربية والتقدم في الميدان".

وأشار إلى أن "في المرحلة القادمة ستنتهي هذه الحرب، وتحتاج إيران إلى نوع آخر من التواجد، وهو التواجد السياسي، من خلال قوة ناعمة".

وقالت: "إعلان إيران دعمها السياسي الواضح لميليشيا الحوثي، في المفاوضات القادمة، يأتي في سياق المصالحة السعودية - الإيرانية، والمساعي للخروج بالمنطقة من دائرة الصراعات، والذهاب بنوع من الاستقرار للمنطقة".

وأضافت: "كمال خرازي ليس شخصية إيرانية عادية، فهو يجمع الكثير من الخبرات التراكمية في السياسة والتفاوض، وهو أحد أبرز وجوه القوة الناعمة الإيرانية، حيث شغل منصب وزير الخارجية الإيرانية في عهد خاتمي لفترتين، ركز خلالهما على الانفتاح مع الإقليم، وسياسة حسن الحوار، ولعب فيها دورا كبيرا، كما شغل منصب سفير إيران في الأمم المتحدة، وهو شخصية يحظى باحترام الكثير من الأطراف المختلفة الإيرانية حتى الأطراف المختلفة فيما بينها، فهو شخصية مقربة من المرشد الإيراني، ويحضر دائما وقت التسويات للتقريب بين وجهات النظر".

وتابع: "إذا تابعنا خطوات خرازي، خلال هذه الفترة، منذ بداية المساعي للتصالح السعودي - الإيراني سنجد أنه زار الكثير من دول المنطقة، بينها سوريا ولبنان وقطر، وعمل على تقريب وجهات النظر لإيجاد حلول نهائية والخروج بصيغة نهائية لهذه المصالحة".

واعتبرت أن "حديث خرازي مع ميليشيا الحوثي يأتي أيضا في إطار المصالحة الإيرانية - السعودية، والشكل القادم للمنطقة".

وأوضحت: "إيران تجيد الحديث، فهي طرف أجنبي في اليمن، لكنها ترى نفسها أنها ليست طرفا يتدخل ولا طرفا فاعلا ومخربا في اليمن والمنطقة سياسيا وأيدلوجيا، وإنما ترى نفسها أنها تقدم مبادرات، وتضع حلولا على الطاولة لليمنيين، وهم شاءوا أخذها أو تركها".

 

وقالت: الإيرانيون يجيدون عملية تبادل الأدوار، فهناك شخصيات تحضر عند الحديث عن الحرس الثوري والتهديدات، وهناك شخصيات سياسية ناعمة -أمثال كمال خرازي- تحضر عند الحديث عن المفاوضات والسلام، وتحظى باحترام إقليمي وداخلي، وتجيد فن التفاوض والسياسة، وتقريب وجهات النظر، وهذه القدرة على تبادل الأدوار تجعلهم يجيدون التناقضات بطريقة مقبولة".

 

- تمويه وخداع

يقول المحلل العسكري، العميد محمد الكميم: "تصريحات رئيس المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيراني، بشأن حاجة ميليشيا الحوثي -في هذه المرحلة- لخبرات إيران السياسية، هي نوع من التمويه والخداع؛ لأن من المعروف، منذ العام 2004م، أن إيران هي من ترعى وتدعم ميليشيا الحوثي على المستوى العسكري والاقتصادي والسياسي والإعلامي".

وأوضح: "ميليشيا الحوثي تستخدم الكثير من التكتيكات الإيرانية في المفاوضات، وتمارس نهج السياسة الإيرانية، حتى إن هناك طمسا للهوية اليمنية، حيث أصبحت صنعاء نسخة إيرانية، وباتت تمارس شعائرها الدينية الطائفية".

وأضاف: "ميليشيا الحوثي تلتزم التزاما كاملا بما تطلبه منها إيران، حيث نلاحظ أن مليشيا الحوثي - عقب التقارب السعودي الإيراني - سارعت إلى التقارب مع السعودية، وقبلت أن تتحول السعودية إلى وسيط، بعد أن كانت تعتبرها عدوانا".

وتابع: "مسألة الحديث أن ميليشيا الحوثي أصبحت بحاجة إلى إيران في هذه المرحلة هي نوع من الخداع؛ لأننا نعلم أن مليشيا الحوثي هي إحدى أذرع إيران في المنطقة، وما وجدت في اليمن إلا لتكون شوكة في خاصرة الجزيرة العربية.

وأردف: "ما زالت الأسلحة الإيرانية تتدفق إلى ميليشيا الحوثي بجسر بحري لا ينقطع، ولاحظنا في العرض العسكري الأخير للميليشيات عشرات الأنواع من الصواريخ، التي استعرضت بها الميليشيات، منها صواريخ أرض - أرض، وصواريخ أرض - جو، وصواريخ أرض - بحر، وجميعها بنفس مواصفات الأسلحة الإيرانية، فقط هناك تغيير أسماء".

وزاد: "ستستمر إيران بدعم ميليشيا الحوثي عسكريا وسياسيا ولن تتوقف؛ لأن الحوثي في اليمن ليس حليفا لها فقط، وإنما ذراع لها في المنطقة، لذا لا يمكنها أن تتخلى عن ذراعها، التي قدمت لها خدمات كثيرة".

واستطرد: "إيران أصبحت اليوم متى ما أرادت أن تفعّل ميليشيا الحوثي لاستهداف أي هدف في أي دولة خليجية، لن تتراجع الميليشيات ثانية واحدة عن فعل ذلك، وإذا ما أرادت استهداف الممرات البحرية أيضا الميليشيات ستضرب؛ لأن ميليشيا الحوثي تعد أغبى ذراع في الدنيا، فهي مستعدة أن تضحي باليمن، وإدخاله في صراع لا ينتهي، من أجل تنفذ إستراتيجية إيران في المنطقة، إضافة إلى مشروعها الداخلي، المتمثل بالمشروع الإمامي، وخرافة الولاية والاصطفاء الإلهي".

    

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد