كيف تستغل ميليشيا الحوثي حرب غزة

2024-04-21 23:46:49 أخبار اليوم / بلقيس نت

  

تسيطر ميليشيا الحوثي على مساحة كبيرة من اليمن؛ بما في ذلك العاصمة صنعاء، ومناطق الكثافة السكانية العالية، وتبني بشكل مستمر قوة عسكرية تضم ميليشيات مسلحة ومقاتلين مدرّبين، معتمدة على القسوة والقمع للحفاظ على السلطة، التي وصلت إليها بالانقلاب المسلح.

وصلت ميليشيا الحوثي إلى السلطة، في العام 2024م، بطريقة غير شرعية، الأمر الذي يدفعها للبحث عن أسباب للبقاء ضمن مناخ الأزمة، وتحت تأثير الحرب، وهو أمر يساعد على تفسير مصارعتها للمشاركة في الحرب، بالبحر الأحمر، تحت ذريعة نصرة غزة، في الوقت الذي لا تستطيع فيه الاستغناء عن المساعدات الإنسانية، التي يعيش عليها ملايين السكان العالقون في مناطق سيطرتها.

تتمكن ميليشيا الحوثي من تعزيز سلطتها على الداخل اليمني، معتمدة على عوامل داخلية، منها انقسام مناوئيها، وأسباب خارجية بينها سعي السعودية للانسحاب من الملف اليمني، ورغبة بعض دول العرب والإقليم، في تمكين الأقليات في المنطقة العربية لإحباط ثورات الربيع العربي.

- استغلال حرب غزة

يقول المحامي والباحث الأكاديمي في القانون الدولي، د. محمد الشرجبي: "هناك مبدأ قانوني يتحدث أن ما بني على باطل فهو باطل، لذا؛ فإن كل القرارات الصادرة من ميليشيا الحوثي تعد قرارات باطلة وبحكم العدم؛ لأنها ميليشيات انقلابية، انقلبت على الإجماع الوطني في اليمن".

وأضاف: "القرارات، التي تتحدث عنها ميليشيا الحوثي، بتصنيف الدول والكيانات والأشخاص، تحت مسمى القانون، هي في الحقيقة قرارات لن تمس أمريكا، ولا الكيان الصهيوني، بأي أذى، وإنما الأذى سيرتكز مباشرة على الداخل اليمني".

وتابع: "هناك مادة في القرار تتحدّث على أن المشمولين بالعقوبة هم أيضا الأشخاص لديهم قناعة، أو يتصرفون بخلاف التعاليم الإسلامية، أو ما يقصدون بها الهوية الإيمانية، والتوجه المذهبي، أي أن اليمني سيكون إما مدانا أنه يخالف التوجه الفكري لهذه الميليشيات، أو أنه مدان إنه يتواصل مع دولة ما، وفي جميع الأحوال سيكون المواطن اليمني ملاحق من قِبل الميليشيات في أي لحظة".

وأردف: "ميليشيا الحوثي استغلت أحداث غزة، والظروف الدولية، وركبت الموجة، وحققت فيها عدة أهداف، أولها تريد أن تقول إنها أصبحت رقما، ويجب أن تقدم التنازلات لها، وأيضا تهدئة الوضع الداخلي المحتقن، الذي كان قد انتفض ضد الميليشيات، بسبب الأعمال القمعية الممنهجة، والفساد المستشري في المؤسسات من جبايات ورسوم ومجهود حربي، وجمارك وضرائب، وليس هناك أي مقابل".

- تكريس السلطة

يقول الصحفي عبدالعزيز المجيدي: "إن ميليشيا الحوثي تحاول الذهاب باتجاه تكريس سلطتها على حياة اليمنيين، والمضي قُدما نحو استخدام أدوات وآليات هي أصلا لا تقر بها".

وأضاف: "عندما نتحدث عن القانون، فمليشيا الحوثي هي في الأصل خارجة عن القانون، وتتسلط على اليمنيين خارج القانون والدستور، وخارج كافة الصيغ الشرعية المعروفة".

وتابع: "عندما تحاول ميليشيا الحوثي تضييق الخناق على اليمنيين من خلال توظيف أدوات ومسميات قانونية، بما فيها استخدام مجلس النواب المختطف، فهي تحاول تكريس قبضتها، وخنق اليمنيين، ومنع أي محاولة للمطالبة بحقوقهم".

وأردف: "الصيغ الفضفاضة، التي عهدناها في الأنظمة السابقة، تحاول ميليشيا الحوثي الآن استخدام ما هو أسوأ منها، من خلال فرض هويتها الطائفية على بعض النصوص".

وزاد: "هناك الكثير من المفارقات، التي تتعلق بنشاط هذه الميليشيات، وكيف تقوم بإنفاذ إجراءاتها بحق اليمنيين؟".

واستطرد: "إذا كان قانون تحريم وحظر الاعتراف بالكيان الصهيوني نافذا باعتبار أنه صدر في ديسمبر 2023م، فإن أول شخص يجب أن يحاكم وفقا لهذا القانون هو عبدالملك الحوثي وجماعته، الذين يسيطرون على صنعاء، باعتبار أنهم الآن يقومون بتمرير شحنات تقل مبيدات قادمة  من إسرائيل".

وأشار إلى أن "هذه قضية أصبحت تثير ضجة كبيرة في صنعاء، وهناك مطالبات وكتابات متعددة حول هذا الأمر، تجعل مما تقوم به ميليشيا الحوثي أضحوكة كبيرة".

وقال: "نحن نتحدّث عن جماعة مليشياوية قمعية تحاول أن تطوّع مختلف الأدوات من أجل تكميم أفواه الناس، وفرض إرادتها عليهم، وهو بالتأكيد يدخل ضمن مزايداتها الكبيرة في المنطقة على مسألة التطبيع، وما إلى ذلك".

وأضاف: "بالنسبة للقرارات والقانون، وفقا للقراءات التي طالعتها، هناك تعليقات كثيرة تتعلق بمسألة العبارات الفضفاضة، ومحاولة تطويع وتكييف القانون بالطريقة التي تسمح لمليشيا الحوثي محاكمة جميع اليمنيين، حتى بما في ذلك الأشخاص الذين يطالبون بمرتباتهم؛ باعتبار أنهم -بصورة أو بأخرى- ممكن أن يشكلوا سندا للعدوان في لحظة حرب، وفي لحظة ما تقول إنها حرب تخوضها ضد الكيان الصهيوني".

وتابع: "هذه المحاولة تأتي ضمن اللعبة الإيرانية، التي تحاول من خلالها تجييش عواطف الناس، وتضليلهم عن إيران، التي تخادمت مع الكيان الصهيوني وأمريكا طوال الفترات السابقة، وتخادم هذه الميليشيات مع الأطراف الدولية والإقليمية".

-"حرب غزة".. فرصة ذهبية

تقول الباحثة الرئيسية في مركز صنعاء للدراسات، ميساء شجاع الدين: "إن ميليشيا الحوثي دخلت في حالة نشوة جراء تدخلها في غزة وسط الترحيب الشعبي، الذي حدث لها في المنطقة والعالم، وصارت جماعة معروفة، كما كانت تطمح به بشكل كبير جدا، ولم تكن تتوقع أن يأتي بهذا الشكل، وبهذه السرعة".

وأضافت: "ما تقوم به ميليشيا الحوثي يعطي لها شرعية غير مسبوقة، فما يحدث في غزة من جرائم ومذابح، وعمليات تطهير عرقي، وتدخلها في هذا الإطار يأتي ضمن شرعية أخلاقية لا يمكن الجدال حولها، لكن هذه اللافتة الشرعية ما التي تقصد الميليشيات من ورائها؟".

وأكدت أن "هذا هو ما يشغل اليمنيين، أما العالم في النهاية لا يرى سوى هذه اللافتة".

وتابعت: "مؤتمر نصرة فلسطين الذي أقامته ميليشيا الحوثي، ظهر فيه نائب بريطاني، وبعض الشخصيات المعروفة والشهيرة، التي بدأت تمتدح الميليشيات على المستوى العالمي، وهذا أعطاها شيئا من الزهو والنشوة والشعور بأنها أصبحت تتجاوز حتى حزب الله في لبنان".

وأردفت: "ميليشيا الحوثي تحاول استثمار هذه الفرصة الذهبية بالنسبة لها، من خلال أنها تكسب شيئا من الشرعية، وهذه الشرعية تستثمرها في تضييق الخناق، والسيطرة على المناطق بشكل أكبر، خصوصا وأنها كانت قد واجهت بعض الاحتجاجات الشعبية في مرحلة الهدنة، ولم تكن تتوقع المدى الذي وصلت إليه هذه الاحتجاجات".

                      

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد