بعد غربة الشهرين.... العليمي وخيبة الآمال

2022-10-20 00:51:51 أخبار اليوم – تقرير خاص

  

وحيدًا عاد إلى العاصمة المؤقتة عدن، ذلك هو حال رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، بعد غياب دام أكثر من شهرين، ليعود من غربته دون بقية أعضاء المجلس، الأمر الذي قد يحمل معه مخاوف متعلقة بشمل المجلس الرئاسي الذي لا يلبث أن يبدأ بالالتئام، حتى يعود لينزف مرة أخرى، وهو ما قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاحتقان السياسي والصراعات البينية

 

يعود رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي إلى العاصمة عدن، خاليًا إلا من هموم واحتياجات اليمنيين، وعلى رأسها الحاجة الماسة للسلام تلك الحاجة المتعبة بسنين الحرب والفقيرة من أدنى مظاهر الحرية التي سلبت بفعل التمرد الحوثي .

 

إنهاء الحرب، وبناء جسور السلام، تأكيد أهمية الأمن والاستقرار وإنعاش الاقتصاد، تلك هي المعايير التي اعتاد العليمي التغني بها منذ إنشاء مجلس القيادة، وهي أيضاً المبادئ نفسها التي عاد لتكرارها الرجل في حسابه على "تويتر " ، فور وصوله إلى العاصمة المؤقتة عدن

 

البعيد المنتظر

 

الكثير من الوعود لم يتحقق منها شيء سوى الحسرة، وسواءً كانت الوعود التي جاء بها التحالف العربي ودول مجلس التعاون الخليجي عقب تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، أو الوعود التي أطلقها رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي نفسه منذ أول خطاب له، عقب إعلان المجلس رسيمًا، فجميعها تأخرت ولم يتحقق منها شيء

 

ففي الوقت الحالي، ربما يكون من الصعب تحديد مسار عودة رئيس مجلس القيادة بالنجاح أو الفشل، لكن ومن خلال النتائج التي سيراها اليمنيون خلال الفترة القادمة، وبشكل خاص تلك المتعلقة بالملف الاقتصادي والملف العسكري، أما التصريحات الرومانسية، فهناك الكثير منها، وقد أطلقت على أسماع المواطنين خلال السبعة الأشهر الماضية .

 

أعطى رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي، وعودًا بأن يحدث مجلسه تحسنًا في معيشة اليمنيين والعملة الوطنية والاقتصاد الوطني، وقدم الكثير من الوعود بإجراء إصلاحات سترتقي بالعديد من الملفات التي يمكن أن يلمسها المواطن، لكن حتى هذا الوقت وبعد 7 أشهر من تلك الوعود لم يتحقق أي شيء منها

 

الوديعة السعودية والتي لم يعد يصدق اليمنيون بأن ثمَّة موعد صادق لوصولها، هي الأخرى عاد العليمي من غربته دون أن يكون هناك أية بوادر على موعد وصولها، أو موعد وإيداعها في البنك المركزي اليمني، وهي الوعود التي ظلت وما زالت حتى اليوم فارغة من أي معنى

 

ينتظر اليمنيون بفارغ الصبر أن يحدث مجلس القيادة الرئاسي تحسنًا يذكر خصوصا في ملفين اثنين يمثلان الأهمية القصوى بالنسبة، حيث يعتبر الملف الاقتصادي بدرجة رئيسة هو الغاية في الأهمية لا سيما بعد أن عاش الناس مرحلة قاسية، لكن ما الذي حققه العليمي بشأنه .

 

فيما يأتي الملف العسكري، والغاية المتمثلة بتحرير اليمن واستعادة سلطة الدولة من تحت سيطرة مليشيا الحوثيين، ليكون الأهم بعد ملف الاقتصاد، إلا أن هذا الملف لم يعد واضحًا موقعه سواء من العليمي والحكومة الشرعية، أو من دول التحالف العربي الذي تعمدت إجهاده وتمزيقه

 

يعتبر اليمنيون اليوم، أن أي تغيير لهذا المسار هو خيانة لمعاناتهم خلال السبعة أعوام الماضية، وأي انحراف عن هذين المسارين نحو مسارات أخرى، قد تدخل البلاد في دوامة لن تخرج منها، وسيكون الخاسر الأكبر هو رشاد العليمي، وبقية أعضاء المجلس الرئاسي الذين فرطوا واعتادوا التفريط بثقة شعبهم

 

الحضور المرهق 

 

لطالما اعتاد اليمنيون المطالبة بعودة قيادتهم السياسية المتمثلة بالحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا، لا سيما خلال فترة الرئيس السابق عبدربه منصور هادي الذي مارس صلاحياته السياسية عن بعد، لأكثر من خمس سنوات

في السياق، يعتبر الكاتب والصحفي أمجد مراد، أن عودة رئيس مجلس القيادة الرئيسي، الدكتور رشاد العليمي، إلى العاصمة المؤقتة عدن خطوة مهمة وتذهب في الاتجاه الصحيح .

 

وقال مراد في حديثه لـ"أخبار اليوم": "لكن الواضح في تصريحات العليمي، أنها لا تقدّم شيئًا ملموسًا لليمنيين" معتبرًا أن خطابه يكرّس الدور الأصلي لمجلس القيادة، قائلًا إنه: "ليس مجلس جاء لمواصل الحرب، وإنما هو في الواقع مجلس يعنى بتحقيق السلام بين اليمنيين ".

 

وأضاف: "في الواقع، لا يحتاج السلام إلى خطاب منمق، كما لا يحتاج إلى النوايا المثالية، وإنما يحتاج في مرحلة من المراحل إلى حرب، ورئيس مجلس القيادة العليمي لم يتحدث شيئًا بهذا الخصوص، وإنما انتقد مليشيا الحوثي بأنها لم تجدد الهدنة، كما أنه لم يوضح أيضاً للشعب اليمني كيف سيتعاطى مع المرحلة المقبلة ".

 

وأشار مراد إلى أن: " رئيس مجلس القيادة يدرك جيدًا ولا يحتاج لمن يذكره، أن مجلس القيادة غير متماسك، وذلك ليس لأن أعضاء المجلس يتصادمون فيما بينهم، أو أنهم يحملون حقدًا تجاه بعضهم، فهم في النهاية يتمتعون بعلاقة جيّدة فيما بينهم ". 

 

وأردف : " لكن المشكلة هي كون عيدروس الزبيدي العضو في مجلس القيادة، لديه مشروع يتناقض تمامًا مع الدولة اليمنية المستقلة والمتوحدة، وهي الدولة التي يرأسها العليمي، فيما يتوزع بقية الأعضاء على مشاريع مختلفة ومتصارعة، والمشروع الوطني هو الضحية ".

 

ويرى مراد، أنه كان على رئيس مجلس القيادة أن يقدم اعتذاره حيال ما حدث خلال الفترة الماضية، معتبرًا أن إهانة كبيرة وغير مبررة لحقت بالدولة اليمنية من خلال تلك الأحداث .

 

وقال : " هناك استهداف غير مبرر لجيش الحكومة الشرعية، وهناك معارك دارت ضد ما يسمى بالإرهاب، وليس لها نتائج حتى هذه اللحظة، وهناك صوت لا يزال مرفوعًا جدًا فيما يتعلق بمشروع الانفصال، وهذا الصوت يرفعه عضو في مجلس القيادة، ويقال بأنه الوحيد الذي يمارس صلاحيته الرئاسية على الأرض بحكم أن عدن تقع تحت سيطرته العسكرية والأمنية ".

 

فيما يعتقد، أنه وفي الواقع حد تعبيره، ليس هناك خلافات حقيقة، حيث يرى أن عيدروس جاء بمشروعه المتعارض مع الدولة إلى مجلس القيادة الرئاسي، وعندما يتعرض طارق صالح للإهانة من قِبل مليشيا تابعة للانتقالي فهذا لا يعني بأن عيدروس الزبيدي له موقف شخصي من طارق

 

وأوضح قائلًا: "حدث تعارض بين المشروع الذي يفرضه الزبيدي وبين طارق صالح الذي يدّعي بأنه يمثل مشروع الدولة اليمنية، وحدثت أيضًا مع العليمي، من يدّعي بأنه رئيس الدولة اليمنية ".

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد