كشفت مصادر تابعة للاحتلال الأربعاء 3 يناير، أن مسؤولين إسرائيليين يجرون محادثات سرية مع الكونغو والعديد من الدول الأخرى لقبول محتمل لمهاجرين من غزة.

مخطط إسرائيلي

نقلت المصادر ذاتها عن عضو في مجلس الوزراء الأمني قوله إن “الكونغو ستكون مستعدة لاستقبال مهاجرين وإننا نجري محادثات مع دول أخرى”.

وكانت وزيرة الاستخبارات الإسرائيلية، غيلا غاملئيل، قالت أمس الأول الثلاثاء في الكنيست الإسرائيلي: “في نهاية الحرب، سينهار حكم حماس ولن تكون هناك سلطات بديلة وسيَعتمد السكان المدنيون بشكل كامل على معونات إنسانية. ولن يكون هناك عمل و60% من الأراضي الزراعية في غزة ستصبح مناطق عازلة أمنية”.

وفي سياق متصل بدعوات تهجير الفلسطينيين من القطاع، جدد اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، وزير ما يسمى بالأمن القومي الإسرائيلي، الدعوة إلى “هجرة” الفلسطينيين من قطاع غزة بغض النظر عن رأي الولايات المتحدة التي دانت صدور مثل هذه المواقف.

وقال بن غفير ليل الثلاثاء في تغريدة نشرها على منصة إكس: “الولايات المتحدة هي أفضل أصدقائنا، لكننا سنقوم قبل كل شيء بما هو لصالح دولة إسرائيل: هجرة مئات الآلاف من غزة ستسمح للسكان في الغلاف (الأراضي المحتلة) بالعودة إلى منازلهم والعيش بأمان وتحمي جنود الجيش الإسرائيلي”.

اعتراض دولي

وردا على الدعوات الإسرائيلية، أعلن الممثل الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة، نيكولا دي ريفيير، الثلاثاء، أنهم لن يدعموا التهجير الإسرائيلي القسري لسكان غزة.

وفي تصريح للأناضول – ردا على موقف فرنسا حيال تصريحات صدرت عن مسؤولين إسرائيليين تدعو إلى تهجير الفلسطينيين “طوعيا” من قطاع غزة- أكد دي ريفيير معارضة فرنسا بشكل صريح للتهجير القسري للسكان، بشكل عام بما في ذلك في غزة.

من جانبها، ندّدت وزارة الخارجية الأمريكية أمس الثلاثاء، بتصريحات الوزيرين الإسرائيليين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن جفير الداعية إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة ووصفتها بأنها “تحريضية وتفتقر إلى المسؤولية”.

وكان سموتريتش- أحد كبار أعضاء الائتلاف اليميني الذي يرأسه بنيامين نتنياهو- دعا يوم الأحد سكان غزة إلى مغادرة القطاع المحاصر لإفساح المجال للإسرائيليين الذين يمكنهم “تحقيق الازدهار في الصحراء”.

بدورها، وصفت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين، فرانشيسكا ألبانيز، تهجير الكيان الإسرائيلي القسري للفلسطينيين بـ”جريمة ضد الإنسانية”.

وأوضحت ألبانيز في منشور على منصة إكس، أمس الثلاثاء، أن “التهجير القسري جريمة ضد الإنسانية، وأن الاحتلال الإسرائيلي ينفذ ذلك بتهور منذ عقود من الاحتلال غير القانوني”.

وأضافت أن الكيان نقل خطة التهجير القسري هذه إلى مستوى جديد من خلال ترويع السكان وتجويعهم وقصفهم.

أمّا حركة حماس، فجدّدت تأكيدها أن تصريحات قادة الكيان الإسرائيلي حول تهجير سكان قطاع غزة، “مجرد أحلام يقظة غير قابلة للتنفيذ”، وطالبت المجتمع الدولي بـ”التدخل لمواجهتها”.

وأمس الأربعاء، قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين- ردا على تصريحات وزيرة الاستخبارات في كيان العدو، غيلا غاملئيل- إن السعي إلى تهجير شعب من أرضه هو جريمة حرب، وكل حكومة تشارك في مباحثات كهذه هي شريكة في جريمة الحرب.

وفي الـ26 من ديسمبر الماضي، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، إن اعترافات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول عمله لتحقيق “الهجرة الطوعية” لسكان قطاع غزة إلى الخارج، تستدعي “موقفا دوليا لوقف هذه الجريمة والحرب”.