خبراء: تحالف واشنطن بالبحر الأحمر يفتقر للدعم الإقليمي

2023-12-23 08:35:51 أخبار اليوم/ متابعات خاصة

 

يرى خبراء أن تحالف "حارس الازدهار" الذي تقوده الولايات المتحدة "لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر من هجمات ميليشيا الحوثي اليمنية"، لا يحظى بدعم إقليمي لشن حرب محتملة في اليمن، مؤكدين أن الهدف الأساسي من التحالف هو "حماية إسرائيل".

ومع استمرار هجمات ميليشيا الحوثي على السفن التابعة للاحتلال الإسرائيلي منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلنت واشنطن في 18 ديسمبر/ كانون الأول الجاري تشكيل تحالف "حارس الازدهار"، وهو قوة عمل بحرية دولية تهدف إلى "حماية السفن التجارية التي تبحر عبر البحر الأحمر من هجمات ميليشيا الحوثي في اليمن".

ويتألف التحالف من بريطانيا وفرنسا وكندا وإيطاليا والبحرين وهولندا والنرويج وسيشل وإسبانيا، إلى جانب الولايات المتحدة.

و"تضامنا مع الفلسطينيين" الذين يتعرضون لحرب إسرائيلية مدمرة في قطاع غزة، أعلنت ميليشيا الحوثي في 19 نوفمبر، الاستيلاء على سفينة الشحن "غالاكسي ليدر"، المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، في البحر الأحمر، واقتيادها إلى الساحل اليمني.

وتوعدت الميليشيات في أكثر من مناسبة، باستهداف السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، "إلى حين وقف العدوان على غزة"، ودعت الدول إلى سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن.

الدول العربية تتجنب الصراع مع الحوثي

وفي حديث للأناضول، قال جوست هلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمجموعة الأزمات الدولية، إن "الدول العربية لا تريد الدخول في صراع مع ميليشيا الحوثي المدعومين من إيران في اليمن".

وأضاف هلترمان: "لا أعتقد أن الدول العربية حريصة مثل الغربية على قتال ميليشيا الحوثي".

وأشار إلى أن الدول الغربية لا تريد الانخراط في الأزمة مباشرة، قائلا إنها تريد "إنشاء قوة ردع" فقط.

وبيّن هلترمان أن "السعودية ليس لديها مصلحة في التحالف، ولا تريد الانجرار إلى الحرب أكثر"، موضحا أن "الرياض تريد الخروج من الحرب في اليمن".

ولفت إلى أن "السعودية منخرطة بشكل كبير في المفاوضات مع ميليشيا الحوثي"، موضحاً أن "الانضمام إلى التحالف قد يعني على الأرجح وقف تلك المفاوضات".

وأشار إلى أن "الدول العربية بشكل عام تنظر بإيجابية إلى قيام الدول الغربية بهذا الدور، لأن لديها مصالح مشتركة في حرية الحركة التجارية"..

 

حماية إسرائيل

من جهته، ذكر أستاذ علوم السياسية بجامعة أنقرة، أطاي أكدفيلي أوغلو، أن "القوة متعددة الجنسيات التي تم تشكيلها بقيادة الولايات المتحدة ضد هجمات ميليشيا الحوثي على السفن في البحر الأحمر مسؤولة عن وقف الصواريخ التي يمكن إطلاقها على إسرائيل من مسافة قصيرة".

وأضاف أن "القوة ستحاول أيضا تأمين أنشطة النقل في البحر الأحمر من هجمات ميليشيا الحوثي"

وبيّن أن القوة المذكورة "من الأرجح أنها ستنجح"، مضيفاً أن "الولايات المتحدة وحلفائها سيرسلون سفنًا مزودة بمعدات تقنية".

وأردف أكدفيلي أوغلو أن "الهدف المباشر للقوة المذكورة هو حماية إسرائيل".

وتابع: "الهدف على المدى الطويل، هو تأمين التجارة البحرية في المنطقة، تماما كما في حالة القراصنة الصوماليين، لأن النظام الغربي والنظام الرأسمالي العالمي يعتمد في الواقع على أمن الشحن البحري".

وفي إشارة إلى أن معظم التجارة في النظام الرأسمالي العالمي تتم عبر البحر، ذكر أكديفيلي أوغلو أن "غياب الأمن في نقاط العبور المهمة مثل البحر الأحمر أمر غير مقبول بالنسبة للنظام العالمي".

واستبعد الأكاديمي التركي "احتمال شن الولايات المتحدة هجوما على ميليشيا الحوثي بشكل مباشر، وجر اليمن إلى الحرب"، مبيناً أن "التهديد الذي تشكله ميليشيا الحوثي ليس خطيرا".

وأكد أكدفيلي أوغلو أن "خطوة الولايات المتحدة متعددة الجنسيات جاءت لأغراض رمزية وسياسية"، موضحا أن "الولايات المتحدة لن تشارك في هجمات مباشرة ضد ميليشيا الحوثي".

وذكر أن "البيت الأبيض لن يجد تدخلاً مباشراً في اليمن مناسباً للسياسة الداخلية، إلا إذا زاد الحوثيون من هجماتهم بشكل كبير"، مشيراً إلى أنه لا يتوقع مثل هذه الخطوة من ميليشيا الحوثي.

 

تدخل محدود

من جانبه، أشار الخبير بشؤون دراسات الخليج بمركز أبحاث الشرق الأوسط (أورسام)، مصطفى يتيم، إلى أهمية اليمن بالنسبة لإيران.

وأوضح أن "إيران اكتسبت الآن جبهة مختلفة في اليمن من أجل الضغط على الجهات الغربية وإسرائيل وردعها"، إضافة إلى سوريا ولبنان.

وأشار يتيم إلى أن "جبهة اليمن في وضع حرج بسبب موقعه"، موضحا أن "الحلف الأمريكي متعدد الجنسيات أنشئ بهدف حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر وردع خطر ميليشيا الحوثي في اليمن".

وذكر يتيم أن "أغلبية المشاركين في التحالف من دول غربية، إضافة إلى البحرين التي لها نهج مختلف في التعامل مع احتلال غزة".

وأردف: "يمكن القول إن قدرة التحالف على التدخل في الصراع اليمني ومنع ميليشيا الحوثي محدودة للغاية".

وتابع: "من ناحية أخرى، يرتبط هذا التحالف بالرسالة الموجهة إلى إيران والجهات غير الحكومية التي تدعمها، ومفادها أنه قد تكون هناك عواقب وخيمة إذا تعمق الصراع أو اتسع، وزادت المخاطر التي يشكلها اليمن على إسرائيل والنقل البحري في البحر الأحمر".

وأشار يتيم إلى أنه "من المستبعد أن تتجه الولايات المتحدة إلى جبهة غامضة".

 وأضاف: "واشنطن لم تشارك في صراعات اليمن من قبل، ولن تتجه إلى جبهة مختلفة وغامضة، حيث من المستبعد جدا أن يحظى ذلك بدعم الجهات الإقليمية والدولية الفاعلة".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد