يتداول البنتاغون ما إذا كان سيضرب بشكل مباشر أهدافًا عسكرية للمتمردين الحوثيين في اليمن ردًا على الهجمات المتصاعدة للميليشيات المدعومة من إيران على الشحن العسكري والتجاري في البحر الأحمر.

وقال مسؤولو إدارة بايدن لموقع Semafor إنهم يشعرون بقلق متزايد من أن (ميليشيات) الحوثيين ورعاتهم في طهران يحاولون تقويض التجارة البحرية العالمية. وبالفعل، تعمل بعض خطوط الشحن العالمية على تحويل حركة بضائعها بعيداً عن البحر الأحمر وقناة السويس إلى طرق تدور حول القرن الأفريقي، وهو ما يزيد بشكل كبير من أوقات العبور وتكاليفه.

لكن المسؤولين الأمريكيين يقولون إنهم يدرسون توجيه ضربة إلى ميليشيا الحوثي في ضوء مخاوفهم من احتمال تأجيج حرب أوسع ضد إيران ووكلائها.

وقال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال باتريك رايدر: "كما أثبتنا في الماضي... لن يتردد جيشنا في اتخاذ الإجراءات التي نراها ضرورية ومناسبة، بما في ذلك الحماية من الأعمال في المجال البحري التي يمكن أن تهدد قواتنا" في إشارة إلى هجمات (ميليشيات) الحوثيين.

وقد نشرت الولايات المتحدة مجموعتين من حاملات الطائرات الهجومية في الشرق الأوسط منذ أوائل أكتوبر/تشرين الأول، ولديها الأصول اللازمة لاستهداف بطاريات الصواريخ الحوثية وأنظمة الرادار داخل اليمن. لكن حتى الآن، توقف البنتاغون عن الرد بسبب مخاوف التصعيد، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.

ولم تهاجم الولايات المتحدة بشكل مباشر المواقع العسكرية لميليشيا الحوثي في اليمن منذ عام 2016، عندما دمر البنتاغون إحدى منشآت الرادار الساحلية التابعة للميليشيات باستخدام صواريخ توماهوك رداً على الهجمات على السفن البحرية الأمريكية.

وتجري مداولات البنتاغون بشأن ميليشيا الحوثي في الوقت الذي يسعى فيه المسؤولون الأمريكيون إلى زيادة أعداد الدول المشاركة في تحالف بحري، يسمى قوة المهام المشتركة 153، المكلفة بمراقبة الممرات المائية الرئيسية ونقاط الاختناق في الشرق الأوسط - بما في ذلك مضيق هرمز ومضيق باب المندب.

تعد هجمات ميليشيا الحوثي "جزءًا مما يصفه عدد من مسؤولي الدفاع الأمريكيين الحاليين والسابقين بأنها حرب غير معلنة شنتها إيران عبر حلفائها منذ 7 أكتوبر". ويبقى السؤال ما إذا كانت إدارة بايدن ترى أن من مصلحة واشنطن الرد، وفق الموقع.

وقد ركزت طهران بشكل خاص على تنمية القدرات العسكرية لتحالفها في الممرات المائية الاستراتيجية في المنطقة وبالعودة إلى ثورة 1979 في طهران، طورت الجمهورية الإسلامية قدرات بحرية وطائرات دون طيار وقدرات صاروخية للسماح لها بمضايقة القوات البحرية الأمريكية وناقلات النفط التي تمر عبر الخليج العربي. والآن قامت بنقل نفس القدرات إلى ميليشيا الحوثي في البحر الأحمر.

وهذا يمنح إيران نفوذاً هائلاً على اثنين من أهم نقاط الاختناق التجارية في العالم، مضيق هرمز ومضيق باب المندب. ويعتقد العديد من مسؤولي الدفاع السابقين أن الولايات المتحدة ليس لديها خيار سوى ضرب ميليشيا الحوثي من أجل الحفاظ على تدفق التجارة العالمية.

وقال الأدميرال المتقاعد جون ميلر، الذي أشرف على القوات البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط: "لا أعتقد أننا سننجح حتى نبدأ في فرض كلفة على ميليشيا الحوثي".

وعلى الرغم من هذه المخاطر، حذر نجاتا وعدد من مسؤولي الدفاع الأمريكيين الحاليين والسابقين من أن الولايات المتحدة وحلفائها يواجهون مخاطر كبيرة إذا قاموا بضرب ميليشيا الحوثي وحلفاء إيران الآخرين.

لقد قامت طهران ببناء وبناء الأصول في العديد من دول الشرق الأوسط بحيث يمكنها الانتقام في مسارح متعددة في وقت واحد. وتساءل: "هل هذه هي اللحظة التي يمكننا فيها قص أجنحة إيران أو ردها استراتيجيا؟ وتابع "توقيتنا فظيع، لأنه، في رأيي المتواضع، إيران في أقوى موقع استراتيجي منذ الثورة.