أعلن الديوان الأميري الكويتي، اليوم السبت 16 ديسمبر، عن وفاة الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمير البلاد الذي يعتبر من أبرز الشخصيات السياسية منذ أن نالت الكويت استقلالها عام 1961.

الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح

 هو الأمير الـ16 لدولة الكويت والـ6 منذ استقلال البلاد عن بريطانيا في 19 جوان 1961، تزوج من السيدة شريفة سليمان الجاسم الغانم في خمسينيات القرن العشرين، وله أربعة أبناء وبنت واحدة.

وهو الأخ غير الشقيق لأمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والابن السادس لأمير الكويت العاشر الشيخ أحمد الجابر الصباح (الذي حكم الكويت بين عامي 1921-1950).

ولد الشيخ نواف في 25 يونيو عام 1937 في فريج الشيوخ (موقع مجمع المثنى حاليا) بمدينة الكويت، حسب ما جاء في الموقع الرسمي لديوان ولي العهد، ونشأ وترعرع في “قصر دسمان”، الذي كان بيت الحكم في عهد والده الأمير أحمد الجابر، وتلقى تعليمه في المدارس النظامية بالكويت، ومن بينها المدرسة المباركية.

مناصب سياسية

تولى الشيخ نواف منصب ولي العهد على مدى 14 عاما، إذ أصدر الأمير الراحل الشيخ صباح قرار تزكيته في السابع من فيفري 2006، أي بعد أسبوع من تولي الأمير الحكم، وبايعه أعضاء مجلس الأمة في جلسة خاصة حسب ما ينص دستور البلاد.

وتقلد الشيخ نواف مناصب سياسية ووزارية عدة، بداية من عمله محافظا، منذ عام 1962 ولـ16 عاما، ثم وزيرا للداخلية عام 1978.

وفي 1988، تولى وزارة الدفاع، وقادها خلال أشهر الغزو العراقي السبعة، والتي انتهت بتدخل الولايات المتحدة على رأس تحالف عسكري في حرب الخليج الثانية عام 1991.

وعند تشكيل أول حكومة كويتية بعد الأزمة مع العراق، كُلف الشيخ نواف بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ثم أصبح نائبا لرئيس الحرس الوطني في 1994.

وفي 2003 تولى منصب وزير الداخلية من جديد إلى أن تمت تزكيته وليا للعهد في 2006.

الإمارة والمواقف

تولى الشيخ نواف إمارة البلاد إثر وفاة الشيخ صباح الأحمد في 29 سبتمبر 2020، وأدى اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة (البرلمان) في اليوم التالي.

جاء تولي الشيخ نواف الإمارة في وقت كانت تشهد فيه منطقة الخليج تغيرات كبرى حيث تزامن توليه الإمارة مع استمرار الأزمة الخليجية أو الخلاف الخليجي لأكثر من ثلاثة أعوام.

والكويت وسلطنة عمان لم تنضما إلى السعودية والبحرين والإمارات في مقاطعة قطر، كما يحسب لهذا البلد الخليجي أنه لم ينضم إلى البحرين والإمارات في التطبيع مع الكيان الإسرائيلي.

وتؤكد سياسة الشيخ نواف، مواصلة نهج سلفه الشيخ صباح، حيث نجحت جهود الوساطة التي كان قد بدأها الأخير في المساعدة في حل الأزمة الخليجية وإنهاء مقاطعة قطر من قبل الثلاثي الخليجي (السعودية والإمارات والبحرين) بالإضافة إلى مصر، بعد التوقيع على اتفاق العلا الذي أنهى الأزمة في مطلع عام 2021.

ومنذ اللحظات الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، إثر عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، كان التضامن والدعم الكويتي مع المقاومة واضحا وغالبا لمواقف الدول العربية الأخرى.

وامتد التضامن الكويتي من الشارع إلى المدارس مرورا بمدارج الملاعب وصولا إلى مقر البرلمان، ما يعكس توافقا بين الشعب الكويتي ونظامه في دعم القضية الفلسطينية.

وكانت دولة الكويت سباقة في إدانة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ووصفت وزارة الخارجية استهداف الاحتلال بالهمجي، ودعت إلى وقفه بشكل فوري، حتى يتسنى إيصال المساعدات الضرورية واللازمة إلى أهل القطاع.

أما على المستوى الداخلي، فشهد العام الأول لولاية الأمير نواف محاسبة مسؤولين كبار متورطين في قضايا فساد، حيث احتجز رئيس مجلس الوزراء السابق جابر المبارك الصباح، ووزير الخارجية السابق الشيخ خالد الجراح الصباح، على خلفية اتهامهما بالتورط في اختلاسات ما يعرف بـ”صندوق الجيش”.

وفي 13 نوفمبر عام 2021، أصدر الشيخ نواف مرسومين أميريين بالعفو عن مواطنين ونواب سابقين بالبرلمان. وتضمن العفو إنهاء عقوبة 11 شخصا وتخفيفها لـ24 آخرين كانوا مدانين في قضيتي اقتحام مجلس الأمة عام 2011 و”خلية العبدلي” التي أدينت في عام 2017 بالعمل لصالح إيران وحزب الله، وفق بي بي سي.

واعتبر الشيخ نواف أن أوامر العفو هي ثمرة الحوار الوطني الذي بدأ في أكتوبر بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، والذي دعا إليه لإيجاد حل للأزمة المستمرة بين الحكومة ومجلس النواب.