مؤتمر المناخ (كوب 28)..

رئيس مجلس القيادة الرئاسي يستعرض التأثيرات المدمرة للتغيرات المناخية في اليمن

2023-12-02 07:02:21 أخبار اليوم/ متابعات خاصة

  

حذر رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي، من المخاطر المتزايدة للتغيرات المناخية على الدول النامية والأقل نموا، مع تباطؤ الجهود العالمية في التعامل مع تداعياتها الكارثية، وفي المقدمة الالتزامات المرتبطة بالحفاظ على الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية.

 

وأعرب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عن تطلع الجمهورية اليمنية إلى إحراز تقدم حقيقي في الجهود الجماعية لمواجهة المتغيرات المناخية، والمخاطر المتسارعة التي تتهدد حاضر، ومستقبل كوكب الأرض.

 

وقال رئيس مجلس القيادة "العليمي" في كلمة اليمن أمام مؤتمر المناخ (كوب 28) الذي انطلقت أعماله بدبي أمس الخميس بمشاركة قادة دول ورؤساء حكومات ووفود تمثل نحو 200 دولة، إن الأهداف التي يلتقي حولها قادة العالم كل عام، تضعهم أمام مسؤوليات ثقيلة، والتزامات حاسمة يجب الوفاء بها لحماية كوكبنا، في ظل تزايد مخاطر التغيرات المناخية مع كل ارتفاع جديد في درجات الحرارة التي وصلت ذروتها القياسية هذا العام.

 

وأضاف “ها نحن اليوم نجتمع في رحاب مدينة دبي بدولة الإمارات، على أمل أن نرى تقدما حقيقيا في الجهود الجماعية لخفض الانبعاثات، وبناء القدرة على التكيف، وتعزيز تمويل برامج المناخ، وخصوصا ذلك الموجه إلى دولنا الأقل نموا التي تزداد خسائرها عاما بعد آخر”.

 

وأوضح فخامة رئيس مجلس القيادة أنه “على الرغم من التقدم المحرز، هناك الكثير مما يجب فعله للحد من التغيرات المناخية، أو التكيف معها، والتخفيف من أثارها، حيث تتأخر الجهود في الحفاظ على الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية، كما أن الدول النامية والأقل نموا، ما تزال تدفع الثمن الأكبر لهذا التباطؤ في التنفيذ.

 

واستعرض العليمي في هذا السياق التأثيرات المدمرة للتغيرات المناخية في اليمن “التي صارت موعدا سنويا للمعاناة، في ظل تشعب الجبهات التي تعمل عليها الدولة من الوفاء بالالتزامات الحتمية للمواطنين، إلى الدفاع عن الكرامة والحرية ضد مشاريع المليشيات الحوثية والمنظمات الإرهابية المتخادمة معها، التي كان أخرها عمليات القرصنة المنظمة، والسطو المسلح على السفن التجارية في المياه الإقليمية، والدولية”.

 

وقال “في الشهر الماضي، شاركنا أهلنا في محافظات المهرة، وسقطرى وحضرموت أياما عصيبة في قلب أسوأ عاصفة مدارية يشهدها بلدنا المنكوب بحرب المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني”.

 

وتابع العليمي” هذا يعني أننا لسنا أفضل من العام الماضي، وفيما يبدو لن نكون أفضل في الأعوام المقبلة، إذا استمرت استجابتنا للمتغيرات المناخية على هذا النحو من الإجراءات المحدودة، وغير القائمة على العدالة، والإنصاف، والمسؤوليات المشتركة”.

 

وأشار إلى أن إعصار “تيج” جعل مدنا بأكملها معزولة عن محيطها، وتسبب بأضرار جسيمة في الخدمات الأساسية، كما جرفت الفيضانات حيازات زراعية واسعة، “وإحالتها إلى كومة من الأحجار، والرمال التي طمرت في طريقها كل شيء، بما فيها آبار المياه، وخطوط الشبكة الكهربائية، والاتصالات، ودفعت مؤقتا بآلاف السكان بعيدا عن منازلهم ليضافوا إلى ملايين المشردين من بطش المليشيات الحوثية الإرهابية على مدى السنوات العشر الماضية”.

 

وأشار رئيس مجلس القيادة إلى أن الحكومة اليمنية، وقفت وحيدة في مواجهة أعباء هذه الكارثة، قائلا “لم يكن لديها الشيء الكثير لتقدمه لإعادة إصلاح الطرق المدمرة، وجبر ضرر الناس، ومساعدتهم على التكيف مع المتغيرات المناخية “.

 

ولفت إلى التحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية بالغة الصعوبة التي يواجهها اليمن، جراء الحرب المستمرة التي ترفض المليشيات الحوثية كل المبادرات لوقفها، وإنهاء المعاناة الإنسانية الأسوأ في العالم، موضحا بأن ذلك يجعل الجهد الوطني في التصدي لمخاطر التغير المناخي أمر في غاية التعقيد، ويتطلب أعباء إضافية تفوق القدرات الشحيحة في الأصل للمؤسسات الحكومية.

 

وأكد أهمية العمل بتوصيات الدورة السابقة من مؤتمر المناخ، التي تشدد على ضرورة أن تشعر كافة الدول النامية، خصوصا تلك الغارقة في النزاعات المسلحة، أن أولوياتها يتم التجاوب معها، وان ظروفها الاستثنائية مأخوذة بعين الاعتبار، وأنها تتحمل مسئولياتها بقدر إمكانياتها، وبقدر ما تحصل عليه من دعم وتمويل مناسبين.

 

وأشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى المبادرات اليمنية الإيجابية للتخفيف من الانبعاثات الغازية، بما في ذلك الجهد المجتمعي الواسع للتحول نحو الطاقة الشمسية التي قد تصل قدرتها التراكمية إلى حوالي 400 ميجاوات على مستوى البلاد، متعهدا بتشجيع هذا الجهد، والبناء عليه، وجعله أكثر أمانا واستدامة.

 

وأعرب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عن الاعتزاز والتقدير لمساهمات الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة بدعم مشاريع الطاقة المتجددة التي دخلت الحزمة الأولى منها في مدينة عدن بقدرة 120 ميجاوات، على أمل زيادة هذه المشاريع إلى خمسمائة ميجاوات مستقبلا.

 

واختتم رئيس مجلس القيادة الرئاسي كلمته بالتشديد على مبدأ “الوحدة من اجل التنفيذ” الذي اختارته هذه الدورة شعارا لها، قائلا إن ذلك هو ما نحتاجه الآن للوفاء بالتزاماتنا الوطنية، والدولية.

 

وتابع: “والأهم من ذلك بالنسبة لنا أيها القادة، هو تحلي مفاوضيكم بالمرونة والتعاطي المسؤول والجاد مع احتياجات بلداننا النامية والأقل نموا التي تتحمل العبء الأكبر للانبعاثات، وتتخلف عن ركب الجهود الجماعية للتخفيف منها، والتنبؤ بها، أو التكيف معها”.

 

وأضاف: “هذه هي الفرصة السانحة أمامكم لتكونوا القادة الذين أسهموا بالفعل في إنقاذ الكوكب، وحمايته لأجيال عديدة قادمة”.

فيما يلي النص الكامل للكلمة:

 

صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة

 

أصحاب الجلالة والفخامة، والسمو رؤساء الدول والحكومات،،

 

السيد أنطونيو غوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة،،

 

السيدات والسادة الحضور جميعا،،

 

في البداية أود أن أعرب عن خالص التقدير وأصدق التهاني للأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة على التنظيم المبهر، والاستضافة الكريمة لهذه القمة العالمية الرفيعة، والشكر موصول أيضا للأمم المتحدة وأمينها العام على جهوده المنسقة مع الأطراف المعنية من أجل الوصول إلى هذه المحطة الجديدة لمواجهة المخاطر المتسارعة التي تتهدد حاضر، ومستقبل كوكبنا.

 

واسمحوا لي أيها الحضور الكريم، أن أغتنم هذه الفرصة لأهنئ أبناء شعبنا اليمني العظيم بمناسبة عيد الاستقلال الثلاثين من نوفمبر المجيد، كما أهنئ أخي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وإخوانه الحكام، والشعب الإماراتي العزيز باليوم الوطني لهذا البلد الشقيق الذي ضرب أروع المواقف الأخوية إلى جانب شعبنا، وقيادته الشرعية، وحقه في استعادة مؤسسات الدولة، والأمن والاستقرار، والسلام.

 

وهي تهنئة أيضا لأخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بمناسبة فوز المملكة باستضافة مهرجان إكسبو 2030.

 

كما هي مناسبة أيضا لنجدد تضامننا المطلق مع كافة الشعوب التواقة للحرية، والسلام، وفي المقدمة الشعب الفلسطيني، الصابر، والمناضل في سبيل عزته وكرامته، وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة.

 

السيدات والسادة،

 

منذ نحو عام التقينا على أرض مصر الكنانة من أجل الأهداف ذاتها التي تضعنا في كل مرة أمام مسؤوليات ثقيلة، والتزامات حاسمة يجب الوفاء بها لحماية كوكبنا، في ظل تزايد مخاطر التغيرات المناخية مع كل ارتفاع جديد في درجات الحرارة التي وصلت ذروتها القياسية هذا العام.

 

وها نحن اليوم نجتمع في رحاب مدينة دبي بدولة الإمارات التي عرفت طريقها مبكرا للتحول نحو الحيازات الخضراء بإلهام من مؤسسها الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، على أمل أن نرى تقدما حقيقيا في الجهود الجماعية لخفض الانبعاثات، وبناء القدرة على التكيف، وتعزيز تمويل برامج المناخ، وخصوصا ذلك الموجه إلى دولنا الأقل نموا التي تزداد خسائرها عاما بعد آخر.

 

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

 

السيدات والسادة،

 

في الشهر الماضي، شاركنا أهلنا في محافظات المهرة، وسقطرى وحضرموت أياما عصيبة في قلب أسوأ عاصفة مدارية يشهدها بلدنا المنكوب بحرب المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني، وهذا يعني أننا لسنا أفضل من العام الماضي، وفيما يبدو لن نكون أفضل في الأعوام المقبلة، إذا استمرت استجابتنا للمتغيرات المناخية على هذا النحو من الإجراءات المحدودة، وغير القائمة على العدالة، والإنصاف، والمسؤوليات المشتركة.

 

لقد جعل إعصار “تيج” مدنا بأكملها معزولة عن محيطها، وتسبب بأضرار جسيمة في الخدمات الأساسية، كما جرفت الفيضانات حيازات زراعية واسعة، وإحالتها إلى كومة من الأحجار، والرمال التي طمرت في طريقها كل شيء، بما فيها آبار المياه، وخطوط الشبكة الكهربائية، والاتصالات، ودفعت مؤقتا بآلاف السكان بعيدا عن منازلهم ليضافوا إلى ملايين المشردين من بطش المليشيات الحوثية الإرهابية على مدى السنوات العشر الماضية.

 

لقد وقفت الحكومة اليمنية وحيدة في مواجهة أعباء هذه الكارثة، ولم يكن لديها الشيء الكثير لتقدمه لإعادة إصلاح الطرق المدمرة، وجبر ضرر الناس، ومساعدتهم على التكيف مع المتغيرات المناخية التي صارت موعدا سنويا للمعاناة، في ظل تشعب الجبهات التي تعمل عليها الدولة من الوفاء بالالتزامات الحتمية للمواطنين، إلى الدفاع عن الكرامة والحرية ضد مشاريع المليشيات الحوثية والمنظمات الإرهابية المتخادمة معها، التي كان أخرها عمليات القرصنة المنظمة، والسطو المسلح على السفن التجارية في المياه الإقليمية، والدولية.

 

إن اليمن أيتها السيدات أيها السادة، يواجه تحديات أمنية، واقتصادية وسياسية بالغة الصعوبة جراء الحرب المستمرة التي ترفض المليشيات الحوثية كل المبادرات لوقفها، وإنهاء المعاناة الإنسانية الأسوأ في العالم، وهو ما يجعل الجهد الوطني في التصدي لمخاطر التغير المناخي أمرا في غاية التعقيد، ويتطلب أعباء إضافية تفوق القدرات الشحيحة في الأصل للمؤسسات الحكومية.

 

وكما جاء في توصيات القادة خلال الدورة السابقة من هذا المؤتمر، فإنه من الضروري أن تشعر كافة الدول النامية، خصوصا تلك الغارقة في النزاعات المسلحة، أن أولوياتها يتم التجاوب معها، وان ظروفها الاستثنائية مأخوذة بعين الاعتبار، وأنها تتحمل مسئولياتها بقدر إمكانياتها، وبقدر ما تحصل عليه من دعم وتمويل مناسبين.

 

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

 

السيدات والسادة،

 

ينبغي العمل على تحفيز الجهود الجماعية، وتعزيز المكاسب المحققة على صعيد مواجهة المتغيرات المناخية، بما فيها المبادرات الخلاقة التي تعمل عليها العديد من دول المنطقة، لكن التقارير المرجعية مع ذلك ماتزال تشير إلى كم هائل من الاستحقاقات المطلوبة لحماية كوكبنا، وتأمين مستقبل أفضل للأجيال المقبلة.

 

فعلى الرغم من التقدم المحرز، هناك الكثير مما يجب فعله للحد من التغيرات المناخية، أو التكيف معها، والتخفيف من أثارها، حيث تتأخر الجهود في الحفاظ على الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية، كما أن الدول النامية والأقل نموا، ماتزال تدفع الثمن الأكبر لهذا التباطؤ في التنفيذ.

 

وفي بلادنا ساهمت الحاجة للكهرباء في ظل ظروف الحرب القاهرة، إلى إطلاق جهد مجتمعي واسع للتحول نحو الطاقة الشمسية التي قد تصل قدرتها التراكمية إلى حوالي 400 ميجاوات على مستوى البلاد، وهو جهد نشجعه، وسنبني عليه، وجعله أكثر أمانا واستدامة.

 

كما رأينا كيف بنى مجتمع الأعمال الناشئ مشاريعه الصغيرة، والمزارعون، والمعامل المدرسية بالاعتماد على هذا النوع من الطاقة المتجددة، الذي لا يعني فقط اقتصادا ناميا بل أكثر صحة ونظافة.

 

وهنا يحب التوقف باعتزاز وتقدير لمساهمة الأشقاء في دولة الإمارات العربية في دعم مشاريع الطاقة المتجددة التي دخلت الحزمة الأولى منها في مدينة عدن بقدرة 120 ميجاوات، على أمل زيادة هذه المشاريع إلى خمسمائة ميجاوات.

 

كما نخطط لإطلاق مشروع الأمير محمد بن سلمان لزراعة مليون شجرة سدر، ضمن مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي تتبناها المملكة العربية السعودية الشقيقة.

 

وتعزيزا لهذه الجهود فإننا نوافق بشدة على أن مبدأ “الوحدة من أجل التنفيذ” الذي اختارته هذه الدورة شعارا لها، هو ما نحتاجه الآن للوفاء بالتزاماتنا الوطنية، وإطلاق المساهمات الطموحة القادرة على جمع العالم حول أهداف محددة، والانفتاح على المبادرات الجديدة التي تعتزم دولة الإمارات العربية المتحدة طرحها على مدى أيام هذا المؤتمر الرفيع.

 

والأهم من ذلك بالنسبة لنا أيها القادة، هو تحلي مفاوضيكم بالمرونة والتعاطي المسؤول والجاد مع احتياجات بلداننا النامية والأقل نموا التي تتحمل العبء الأكبر للانبعاثات، وتتخلف عن ركب الجهود الجماعية للتخفيف منها، والتنبؤ بها، أو التكيف معها، وهذه هي الفرصة السانحة أمامكم لتكونوا القادة الذين أسهموا بالفعل في إنقاذ الكوكب، وحمايته لأجيال عديدة قادمة.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد