سكوب أمام مفترق طرق في مباراة النيبال بالتصفيات المزدوجة.. البقاء أم الرحيل

2023-11-19 22:54:09 أخبار اليوم / كاتمندو

 

يحلّ منتخبنا الوطني غدا ضيفاً على نيبال، في الجولة الثانية بالمجموعة الثامنة ضمن التصفيات الآسيوية المشتركة، المؤهلة لـكأس العالم عام 2026 وكأس آسيا عام 2027.

المنتخب الوطني يبحث عن تحقيق أول نصر له في التصفيات، بعد هزيمته أمام البحرين 2-0 في المرحلة الماضية.

كذلك يسعى منتخب نيبال إلى استغلال عاملي الأرض والجمهور، من أجل تحقيق فوزه الأول، بعد هزيمته في الجولة الماضي أمام الإمارات 0-4.

ويجد مدرب منتخبنا الوطني التشيكي ميروسلاف سكوب نفسه في موقف حرج بعد الخسارة من البحرين بهدفين دون رد في افتتاح مشاركة المنتخب بالتصفيات المزدوجة.

وكان سكوب، في غنى عن ردود أفعال الجماهير اليمنية الغاضبة على المستوى المتواضع الذي ظهر عليه المنتخب في مباراة البحرين، وقبلها مباراتي سريلانكا، ضمن التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027، لولا أنه أوقع نفسه في أخطاء جسيمة لا ينفع معها التبرير.

وصحيح أن المنتخب الوطني تجاوز عقبة الدور التمهيدي بالفوز على سريلانكا ذهابًا بثلاثية، ثم تعادل إيابًا بهدف لمثله، غير أن الخسارة أمام البحرين والمستوى العام للمنتخب في جميع المباريات لم يكن مقنعًا أو مطمئنًا.

وإذا كان المدرب ميروسلاف سكوب قد وضع نفسه بين مطرقة غضب الجمهور اليمني وسندان امتعاض اتحاد الكرة، فإن المراقبين لأوضاع الكرة اليمنية، يرون في تقديم سكوب كبش فداء وحيدًا لامتصاص الغضب الجماهيري الساطع، تجنيًا وظلمًا للمدرب الذي غامر بتدريب الأحمر اليمني في وضع صعب، لا يحسده عليه إلّا مَن كان ممسكًا بالجمر.

بدورها، بدأت الجماهير اليمنية المستاءة من عروض المنتخب في الفترة الأخيرة، تصب جام غضبها على سياسات اتحاد الكرة غير المفهومة، التي تأتي على عكس ما تشتهي سفن الواقع، والثابت في الأمر أن الاتحاد اليمني يسقط دائمًا في المحظور، ولا يقرأ خريطة الواقع بكل عللها وأمراضها، فتأتي قراراته الارتجالية دون حدس مسبق، وكأنها تغرد خارج سرب الواقع المرير الذي يلف الكرة اليمنية منذ ثماني سنوات عجاف.

يرى كثير من النقاد أن الاتحاد اليمني لكرة القدم أخطأ كثيرًا عندما تعاقد مع المدرب التشيكي ميروسلاف سكوب في ديسمبر من العام الماضي لعدة أسباب، منها يعود إلى أن سكوب نفسه اشترط على اتحاد الكرة ممارسة عمله من خارج اليمن، كما أن اتحاد الكرة نفسه وافق على هذا الشرط الذي لا يستوعبه عقل، فكان من الطبيعي أن تتحول معسكرات المنتخب إلى سياحة، ما دام اختيار اللاعبين يتم بقرون الاستشعار عن بُعد، وليس عن كثب.

يقول الاعلامي والعضو السابق في الاتحاد العام لكرة القدم معاذ الخميسي بهذا الخصوص: منتخب يذهب لإجازة مع مدربه وجهازه الفني وتبقى لمباراته المهمة أمام البحرين أقل من شهر ..! هو منتخب للأسف ..لا حول له ..ولا قوة ..!!

ويضيف الخميسي: سكوب كنت من أشد المطالبين بعودته عطفاً لما حققه في خليجي 22 مع منتخبنا وما حققه مع منتخب البحرينوبعد كل مباراة أتألم.. ولكني أظل متمسكاً بأمل أن يختلف الأداء إذا ما حرص سكوب للعودة إلى أيامه الجميلة !!

وبهذه السياسة انكشف المستور مبكرًا، فحلّت الفوضى غير الخلّاقة والتربصات غير الحميدة محل العمل الجاد والهادف، بدليل أن الطرفين (اتحاد الكرة وسكوب) لم يجدا أرضًا صالحة يمكن أن يلتقيا عليها مجددًا لتصحيح مسار المنتخبات اليمنية.

وفيما يبدو أن النار المستعرة تحت رماد العلاقة بين اتحاد الكرة وسكوب، قد تأججت أكثر، خاصةً بعد مردود المنتخب في مباراتي سريلانكا، فكان -ولا بد- أن يدخل الطرفان مرحلة رد الفعل النهائي.

هذه المرة ووسط غليانٍ إعلاميّ غير مسبوق، لم يجد اتحاد الكرة حرجًا بالتلويح بورقة الإقالة في وجه سكوب، لا سيما وقد بلغت قلوب الجماهير اليمنية الحناجر.

تبدو إقالة اتحاد الكرة اليمني لسكوب رسميًّا مسألة وقت وحسب، ولعل ما يؤخر إعلان الطلاق المبين بين الطرفين، يكمن في حيرة اتحاد الكرة نفسه، فهو لا يريد أن يُقدِم على هذا الخطوة عمليًا إلا بعد الاستقرار على تسمية المدير الفني الجديد.

وبالقطع سيلجأ اتحاد الكرة اليمني إلى إيقاف أسطوانة التعاقد مع مدربين أجانب، ومن دون شك سيكون المدرب الوطني على موعد مع محاولة إصلاح ما أفسده العطّار سكوب.

في هذا الاتجاه لم يبعثر أعضاء اللجنة الفنية باتحاد الكرة اليمني حاسة الحدس، على اعتبار أن اللجنة اختزلت مشوار البحث عن مدرب محلي في أربعة مدربين، سيكون أحدهم مدرب الطوارئ القادم.

ويقف في صف المُفاضَلة المدربون الوطنيون: أمين السنيني ومحمد النفيعي وأحمد علي قاسم ومحمد حسن البعداني، فكيف تبدو حظوظ الرباعي من الناحية المنطقية؟

من دون شك ستنحصر المفاضلة في النهاية بين المدربين؛ الكابتن أمين السنيني والكابتن محمد النفيعي، غير أن الأهم من خيار اللجنة الفنية، هو توجه رئيس اتحاد الكرة اليمني الشيخ أحمد العيسي، الذي يمتلك عصمة القرار في المسائل الشائكة التي تختلف فيها وجهات النظر.

وإذا كان الكابتن أمين السنيني مدرب نادي وحدة صنعاء حاليًا، يرتكز على سيرة ذاتية مثقلة بالنجاحات المحلية، بالإضافة إلى أنه أول وآخر مدرب يمني بلغ معه منتخب اليمن للناشئين نهائيات كأس العالم في فنلندا عام 2003، فإنه يعاني من فتور في علاقته برئيس اتحاد الكرة الشيخ أحمد العيسي.

ومن هذه الزاوية يبدو أن تحمس معظم أعضاء اللجنة الفنية للتعاقد مع المدرب محمد النفيعي، خيارٌ ينسجم تمامًا مع قناعات رئيس اتحاد الكرة، أضِفْ إلى ذلك أن هذا المدرب قدّم الكثير من القناعات بأن التعويل عليه قد يكون خيارًا منطقيًا، بالنظر إلى ما قدمه مع منتخبي الشباب والأولمبي في بطولات قارية سابقة.

ومهما كان اسم المدرب الذي سيقود منتخب اليمن في تصفيات كأس العالم وكأس آسيا القادمتين، فإن الثابت هنا أن صفحة المدرب التشيكي ميروسلاف سكوب تبدو في طي النهاية، وربما إلى غير رجعة.

تقام الجولة الثانية من منافسات المجموعة غدا الثلاثاء، حيث تلتقي ايضا البحرين مع الإمارات في الرفاع.

ويضم الدور الثاني 36 منتخباً تم تقسيمها على تسع مجموعات، وبحيث تضم كل مجموعة أربعة منتخبات تتنافس بنظام الدوري المجزأ من ذهاب وإياب، ويتأهل أول فريقين من كل مجموعة إلى الدور الثالث من تصفيات كأس العالم، وتحصل هذه المنتخبات على تذاكر المشاركة في كأس آسيا 2027.

وفي الدور الثالث، يتم تقسيم المنتخبات الـ18 على ثلاث مجموعات، وبحيث تضم كل مجموعة ستة منتخبات تتنافس بنظام الدوري المجزأ من مرحلتي ذهاب وإياب، ويتأهل أول فريقين من كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم، في حين ينتقل ثالث ورابع كل مجموعة للمنافسة بالدور الرابع، من أجل تحديد آخر فريقين حاصلين على المقاعد المباشرة لكأس العالم، والفريق الذي ينتقل لخوض الملحق الآسيوي لتحديد المنتخب المتأهل إلى الملحق العالمي.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد