ميليشيا الحوثي تلزم عُقال الحارات رصد تحركات المواطنين في صنعاء

2023-10-15 03:09:00 اخبار اليوم /بلقيس نت

 

خشيةً من أي تظاهرات احتجاجية، كلّفت ميليشيا الحوثي كل عُقال الأحياء في صنعاء بالإبلاغ عن المواطنين، الذين خرجوا لمناوأتها، واحتفاءً بذكرى ثورة سبتمبر كردة فعل على تمزيق عناصر حوثية العَلَم الوطني، وإهانة قُدسية هويتهم الجمهورية.

 

وحرصاً من الميليشيات الانقلابية على كبح جماح السكان الرافضين لتواجدها، ذهبت إلى تعقب جميع المحتفيين وملاحقتهم، باستخدام ما أمكنها من المخبرين في صنعاء وبقية المدن الخاضعة لسيطرتها، وكلفتهم برصد تحركات جميع الأهالي، ومن ثم إبلاغ عملياتها الخاصة بالمعلومات والبيانات الشخصية للضحايا المحتملين.

 

- ادعاءات مُلفقة

بدعاوى كاذبة واتهامات زائفة، تحاول الأجهزة القمعية لميليشيا الحوثي تلفيق حجج مزوّرة افترتها خِسةً ضد كل اليمنيين المناوئين لها، خصوصاً من خرجوا للاحتفاء بذكرى ثورة سبتمبر، أو من سيذهبون للاحتفاء بالمناسبات الوطنية في مناطق سيطرتها، ملصقةً بهم تُهمة الخيانة والانتماء لبعض أطراف الصراع المحلية.

أحد عُقال الأحياء التابعة لمنطقة الوحدة في صنعاء -فضّل عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية- قال لموقع "بلقيس": "أجهزة الأمن ألزمونا برصد أسماء الأشخاص من أبناء الحارات، الذين خرجوا للاحتفال، وإبلاغ الجهات الأمنية بكل بياناتهم؛ لأنهم مدفوعون لإثارة الفوضى، تهمتهم جاهزة بأنهم استلموا تمويلا من بعض الجهات".

وأضاف: "هذا تصرف جنوني من الجماعة، يريدون حبس كل الناس في الحارة، هؤلاء خرجوا ولم ينظمهم أي طرف لا داخلي ولا خارجي، واحتفالهم كان عفوياً، أبرز أسبابه استفزازات الحوثي المعادية لثوابت الثورة والجمهورية".

فيما تتدثّر الميليشيات الكهنوتية بشعارات طائفية مستوردة، تسعى إلى طمس واستبدال كافة الثوابت الوطنية، التي ضحى اليمنيون بدمائهم من أجل إرسائها كقيم متجذرة لدى الأجيال المتعاقبة، يدرك أبناء الشعب حقيقة المشروع المستبد لهذه الميليشيات الغاشمة.

عدد من الفتيات، المشاركات في الاحتفاء بذكرى ثورة سبتمبر، أكدنَ بقولهنّ لموقع "بلقيس": "خرجنا لرفع علم بلادنا، والاحتفال بمناسبة ثورتنا المجيدة، ميليشيا الحوثي مزقت العلم اليمني، وتريد تغيير كل الثوابت الوطنية، لن نكون عبيداً لهذه العصابة المستبدة والظالمة، القمع لن يزيدنا إلا إصراراً لإسقاطه".

 

- ضمانة خروج

يقبع المئات من الشباب في سجون ميليشيا الحوثي على خلفية مشاركتهم بالاحتفاء الشعبي بذكرى ثورة سبتمبر، حيث تم اعتقال بعضهم من الشوارع، التي تجمعوا فيها، والبعض من داخل أحيائهم السكنية لحظة تحرّكهم للمشاركة في الاحتفال.

يقول الشاب "مبارك الجلال" لموقع "بلقيس": "أخذوني أفراد حوثيون من الحارة إلى سجن قسم شرطة جمال جميل في التحرير؛ لأنه العلم كان بيدي، وأريد الذهاب مع أصحابي نحتفل بعيد الثورة عند جولة الرويشان، حبسوني يومين، وأفرجوا عني بضمانة ناس معروفين، والتزام خطي بعدم المشاركة في أي احتفال".

وكانت مئات الأسر اليمنية قد تعهدت للميليشيات الانقلابية بعدم تكرار أبنائها وبناتها الخروج إلى الشارع للتظاهر، كي تتمكن من الإفراج عنهم من معتقلات الحوثي، التي اكتظت بأعداد كبيرة من الشباب.

أحد عُقال الحارات في منطقة الزراعة بصنعاء -تحفظ عن ذِكر اسمه لدواعٍ خاصة- قال لموقع "بلقيس": "ليلة الاحتفال، ذهبت لقسم الشرطة مع أحد أقارب فتاة شاركت في الاحتفالات، كانت موقوفة هناك منذ ساعتين، حررت لهم تعهدا خطيا عن الفتاة وأسرتها، أفرجوا عنها ورجعنا مع بعض".

وتمثل التعهدات وسيلة ضغط على المشاركين، وإبقاء سلوكهم تحت ملاحظة أجهزة القمع الحوثية.

 

- رقابة مشددة

كثفت أجهزة الأمن الحوثية من تفعيل وسائلها القمعية؛ كونها تعيش في حالة قلق ورُعب، منذ أن كسر المواطنون حاجز الخوف، كما ضاعفت الأساليب الرقابية المختلفة بصورة مشددة، مستخدمةً كاميرات المراقبة في مداخل جميع الحارات، كي تتمكن من معرفة تحركات السكان بشكلٍ دقيق.

 

الضابط السابق "محمد علي ناجي" -في جهاز الأمن- يقول لموقع "بلقيس": "الجماعة أحست بالخوف يوم خرج الناس يحتفلون، كلفت عُقال الحارات، واعتمدت على كاميرات المراقبة والموالين لها، في برصد تحركات أبناء الحارات".

 

يقول المواطن "ماهر العنسي" لموقع "بلقيس": "مهما زادت حالة التأهب الأمني، الناس قد سكتوا كثيرا على أفعال الحوثي، لكن صبرهم لن يطول دائماً".

 

تشكل المظاهر الاحتجاجية حالة من القلق والرّعب لدى ميليشيا الحوثي، وتكشف عن الهشاشة التي تعيشها، بالمقابل يزداد مستوى الوعي الوطني برغبة الخلاص من الميليشيات الكهنوتية، التي تريد إحكام سيطرتها على المجتمع، وإخضاعهم بشتّى طُرق الاستبداد والوسائل القمعية.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد