مالكو النادي أنفقوا مبالغ طائلة للتعاقد مع لاعبين جدد تم تجميعهم بصورة عشوائية..

تشيلسي لديه فريق بمليار دولار... لكن هل يمتلك خطة؟

2023-08-24 00:34:22 أخبار اليوم/ متابعات

 

كان تشيلسي هو الفريق الأفضل بكثير خلال النصف ساعة الأخيرة من الشوط الأول أمام وستهام يوم الأحد الماضي، ونجح في إحراز هدف التعادل وأهدر ركلة جزاء، وصنع كثيرا من الفرص الأخرى.

واقترب رحيم سترلينغ من الوصول إلى أفضل مستوياته، وكان إنزو فرنانديز ينطلق في المساحات الخالية ويمرر الكرات بإتقان، وسجل كارني تشوكويميكا هدفاً رائعاً للغاية، وهو الأول له مع البلوز. لكن من ناحية أخرى، خسر تشيلسي تلك المباراة بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، وهو ما يعني أنه لم يحقق إلا فوزا وحيدا في آخر 16 مباراة، ولم يمر سوى 15 شهراً منذ أن أكمل تحالف «كليرليك كابيتال»، الذي يقوده رجل الأعمال الأميركي تود بوهلي، استحواذه على تشيلسي، ومنذ ذلك الحين تم التعاقد مع 24 لاعباً مقابل 1.1 مليار دولار. في الحقيقة، لم تشهد كرة القدم شيئاً من هذا القبيل من قبل، ومن بين 23 لاعباً كانوا موجودين في قائمة تشيلسي في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا التي فاز بها الفريق في عام 2021، لم يتبق سوى لاعبين فقط كانا في التشكيلة الأساسية للفريق أمام وستهام يوم الأحد. لقد تحول الفريق الذي فاز بأهم بطولة في كرة القدم على مستوى الأندية، والذي بدا بحاجة إلى تعديلات بسيطة للغاية حتى يكون منافساً قوياً باستمرار على كل البطولات الكبرى، إلى فريق يعاني من الفوضى، رغم إنفاق ما يزيد على مليار دولار.

وتتمثل الخطة الحالية لتشيلسي في التعاقد مع لاعبين شباب بموجب عقود تمتد لسنوات طويلة. إن كل 100 مليون جنيه إسترليني يتم تجميعها من بيع اللاعبين يمكن أن تمول صفقات شراء بقيمة 500 مليون جنيه إسترليني إذا تم توقيع عقود جديدة مدتها خمس سنوات (يمنع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الآن الأندية من التوقيع على عقد لمدة تزيد على خمس سنوات؛ لكن الدوري الإنجليزي الممتاز ليس لديه مثل هذه القيود). قد يبدو هذا جيدا، لكنه قد يعني أيضا تجميع 100 مليون في العام المقبل، ثم العام الذي يليه، وهكذا، وإذا نجح تشيلسي في ذلك، وإذا نجحت هذه المجموعة من اللاعبين الشباب الموهوبين للغاية في التألق والهيمنة على كرة القدم الأوروبية خلال العقد المقبل، فستبدو هذه الخطة ذكية للغاية، وسيثبت بوهلي ومؤسس مجموعة «كليرليك كابيتال»، بهداد إقبالي، حينئذ أن النهج الأوروبي القديم المحافظ كان خاطئا. لكن اللاعبين الشباب قد لا يحتفظون بقيمتهم، لأنه لا يمكن التنبؤ حقا بالتطور الذي يمكن أن يحدث في كرة القدم، فاللاعب الذي يبدو عبقريا في نظام ما يمكن أن يبدو غبيا تماما في نظام آخر!

وتعد الأنماط التي لا نهاية لها من الأحداث المتشابكة، من عوامل الجمال الدائم لهذه اللعبة، وهي السبب الذي يجعل كرة القدم في كثير من الأحيان عصية على التحليلات والتوقعات. وعلى الرغم من أن العقود طويلة الأجل قد تسمح لتشيلسي على ما يبدو بتقديم عقود مجزية بشكل كبير بناء على رواتب أساسية منخفضة نسبياً، إلا أن اللاعب الزائد عن الحاجة الذي سيبقى لسنوات طويلة في النادي سيمثل استنزافاً كبيراً للموارد، وسيكون الحل الوحيد آنذاك هو بيعه بخسارة كبيرة.

قد يكون هذا كله أقل إثارة للقلق لو كان هناك أي شعور بأن هذا الفريق يتم تجميعه وفقاً لخطة واضحة ومدروسة بشكل جيد. لكن في الوقت الحالي، من الصعب للغاية رؤية أي خطة أخرى غير تجميع كثير من اللاعبين الشباب الموهوبين للغاية، وهو عدد كبير جدا لدرجة أنه خلال الموسم الماضي لم يكن هناك مكان في غرفة خلع الملابس لجميع اللاعبين في ملعب التدريب، وأشارت تقارير إلى أن بعض اللاعبين كانوا يضطرون لتغيير ملابسهم في الممر.

والآن، يبدو الآمر وكأن بعض اللاعبين قد بدأوا يضلون الطريق بالفعل. لقد تم التعاقد مع ميخايلو مودريك من شاختار دونيتسك الأوكراني مقابل 112 مليون دولار في يناير (كانون الثاني) الماضي، رغم أن هذا اللاعب الشاب لم يلعب سوى 33 مباراة فقط كأساسي في الدوري خلال مسيرته في أوكرانيا!

وعلى الرغم من تألقه ضد لايبزيغ وسيلتك في دوري أبطال أوروبا، فإن السبب الرئيسي في ذلك كان يتمثل في المساحات الشاسعة التي تركها الناديان خلف خط الدفاع؛ ولم يكن هناك دليل واضح على أنه يمكنه التألق ضد الفرق التي تلعب بتكتل دفاعي، وهي الطريقة التي تعتمد عليها معظم الفرق التي تواجه تشيلسي، وعندما شارك مودريك بديلا أمام وستهام يوم الأحد، بدا أنه يفتقر إلى الثقة بنفسه بشدة، وهو ما تجسد تماما في الفرصة المحققة التي أهدرها عندما سدد الكرة بشكل سيئ للغاية أمام المرمى مباشرة. ربما سيتحسن مستواه بمرور الوقت، لكن الشعور بالتغير لا بد أن يكون مقلقاً للجميع.

انضم مويسيس كايسيدو إلى تشيلسي الأسبوع الماضي في صفقة قياسية في كرة القدم البريطانية بلغت 146 مليون دولار. قدم اللاعب الإكوادوري مستويات استثنائية مع برايتون الموسم الماضي، ويبدو أنه سيكون الشريك المثالي لإنزو فرنانديز في خط الوسط. إنه يبلغ من العمر 21 عاماً، كما يبلغ فرنانديز 22 عاماً، وهو ما يعني أنهما قادران على قيادة خط وسط تشيلسي على مدار عقد من الزمان. لكن كايسيدو شارك بديلا أمام وستهام بعد مرور ساعة وكانت مشاركته الأولى سيئة للغاية، حيث تسبب برعونة في احتساب ركلة جزاء ضد فريقه، حسمت الأمور تماما لوستهام قرب نهاية المباراة، لقد كان تشيلسي يعاني من الخلل والأخطاء في كل خط من خطوط الملعب، لكن الأمر الأكثر خطورة هو أن تشيلسي لعب ضد 10 لاعبين منذ الدقيقة 67 بعد طرد نايف أكرد، وفشل في خلق كثير من الفرص للعودة في نتيجة المباراة. لا يزال الوقت مبكرًا حتى الآن، وقد تعني سلسلة المواجهات السهلة نسبيا خلال الأسابيع الستة المقبلة أن المدير الفني للبلوز، ماوريسيو بوكيتينو، ستكون لديه الفرصة لإعادة ترتيب الأوراق واللعب بهدوء، وقال بوكيتينو بعد الهزيمة أمام وستهام: «هذه بداية الموسم ونحن في إطار عملية التحسن. في الوقت الحالي نحن نحتاج إلى أن نكون أكثر حسما ونسجل المزيد من الأهداف عندما نصنع الفرص». وظهر تشيلسي بشكل قوي خلال التعادل مع ليفربول في الجولة الأولى، لكن بعد الخسارة أمام وستهام، سيكون الفريق مطالبا بسرعة التعافي إذا كان يريد المنافسة على مراكز المقدمة. وقال بوكيتينو: «لا أستطيع تغيير كلامي بعد مباراة ليفربول. نحتاج إلى أن نثق في عملية بناء الفريق، ونحتاج إلى مواصلة التحلي بالهدوء». لكن احتمال عدم التأهل للمسابقات الأوروبية لموسم آخر من شأنه أن يزيد تعقيد الأمور المالية!

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد