مئات الأطفال حولتها المليشيات إلى أدوات الموت

2023-06-14 07:49:07 أخبار اليوم/ متابعات خاصة

 

حولت مليشيا الحوثي المئات من الأطفال، إلى نماذج ممسوخة من الطفولة بعد أن نزعت منها البراءة وشغف العلم والمعرفة والمتعة وحولتهم إلى وحوش بشرية صغيرة تقتل أقرب الناس إليهم.

 

وتحدث الواقع المؤلم عن نماذج محزنة لأطفال حولهم الحوثي إلى مجرد آلة للقتل تخدم مشروعه الدموي حيث يعاني عشرات الآلاف من الأطفال من إدمان “القات” و”الشمة” والسجائر، وبعض أنواع الحبوب التي تصرفها مليشيا الحوثي الإرهابية للمقاتلين في صفوفها على سبيل التنشيط.

وهذه المواد أول ما عرفها هؤلاء الأطفال كانت في الجبهات والمراكز التدريبية التابعة لمليشيا الحوثي.. ويقول والد الطفل وضاح إن سلوك ابنه لم يعد كما كان قبل التحاقه بالجبهة للقتال في صفوف الحوثيين.

وأضاف: “لم يعد يهتم بدروسه ومسلسلات الأطفال التي كان يعشقها، وبعد أن كان الطفل الخجول المؤدب أصبح يرفع صوته علينا ويجرحنا بكلماته، وصار مدمنا للقات والشمة”

ويقول خبراء في منظمة “اليونيسيف” تعد ظاهرة “جنون الأطفال” العائدين من مراكز التدريب واقعًا اجتماعيًا معتاداً، ويرجعون السبب الى التعبئة والشحن النفسي الذي يتلقاه الأطفال هناك سواء في جبهات القتال أو في المراكز التدريبية، اضافة الى تعاطي بعض المواد الضارة التي تساعد على خلق حالة الارتباك النفسي والعقلي لدى الطفل .

وقالت إيمان اليوسفي، وهي أخصائية نفسية في اليونيسيف، إن 90% من الأطفال العائدين من تلك الأماكن لا يكونون صالحين للعيش مجددًا وسط رفاقهم الأطفال ويفضلون قضاء الوقت مع الكبار، وتكون في ألسنتهم مصطلحات معينة لا يتوقفون عن ترديدها كـ” الجنة، النار، آل البيت، القتال، الرصاص، الصواريخ، سيدي، التمويه، الحراسة، الأفاعي” كنوع من “الإفرازات العاطفية” ونتيجة عملية غسيل الدماغ التي تعرضوا لها في سنهم المبكر.

 

جرائم الحوثي بحق الطفولة

وكان في مايو الماضي قد، استيقظ أهالي منطقة “وصاب” على جريمة مروعة لطفل لا يتجاوز عمره التسعة أعوام، أقدم على قتل فتاة تبلغ 7 اعوام بطريقة بشعة، حيث قام الطفل بأخذ حجر كبيرة وضربها على رأسها عدة مرات ثم ألقى بها من النافذة. ولم يكتف بذلك، بل نزل ورائها وقام بجرها من شعرها إلى السائلة وترك جثتها هناك ومن خلال التحقيقات تبين أن الطفل كان من رواد المركز الصيفي في تلك المنطقة وتلقى دروساً مكثفة من قبل جماعة الحوثي.

وقبل عامين سقط الطفل “ص. الغفري” 13 سنة مضرجا بدمائه نتيجة اطلاق النار عليه من قبل “ع. السياغي” 12 سنة، بعد يوم واحد فقط من عودته من الجبهة. وفي مارس من العام الجاري، قتل الأستاذ “جمال الحداد” على يد ابنه المراهق خريج الدورات الحوثية بواسطة مطرقة في محافظة إب وسط اليمن .

وتوضح إحصائية لمنظمة اليونيسيف بتاريخ 6 مايو 2021 “ان من بين كل 10 اولاد عائدين من الجبهة سبعة غير متزنين عقليا ويشكلون خطرا على اقاربهم واهلهم، وتسعة من كل 10 أطفال مدمنين للقات والسجائر وحبوب “الانفيناك” المهدئة، وستة يرغبون بالقتال إلى الابد، وثلاثة يرون أن قتل والديهم جائز في حال مخالفتهم لـ”عبد الملك الحوثي”، زعيم المليشيا الحوثية.

ووصفت المحامية علياء الكاملي، إجبار الطفل على إدمان القات والشمة والسجائر والمهدئات بأنها “جريمة إنسانية بحق الطفولة”. موضحة أن هذا “يسلخهم عن طفولتهم ويحولهم إلى وحوش تمارس القتل والبلطجة بدون إدراك ناهيك عن جريمة ادخالهم اصلاً إلى المراكز الصيفية أو اخذهم للجبهات”.

وأضافت إن “جريمة تجنيدهم وغسيل ادمغتهم هي الجريمة الاصلية وما عداها مجرد فروع ونتائج طبيعية للجريمة الأساسية، وهي أخذ الأطفال من مدارسهم واعطائهم السلاح وشحنهم بالمعتقدات الخاطئة”.

وأكدت أن القانون الإنساني الدولي يعترف بأن حماية الطفل تعد أولوية لإنقاذ المجتمع، ويشدد على وقاية الطفل من كافة أنواع الإدمان والعنف وسوء المعاملة والاستغلال، وضمان بقاء الأطفال خارج النزاعات وعمليات الاستقطاب، وذلك من خلال وضع نظم حماية الطفل على المستوى الوطني وعلى صعيد المجتمع المحلي، وبالتالي فان ما يقوم به الحوثيون يعد جريمة في القانون الدولي

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد