في أجواء فرائحية كبيرة احتشدت مأرب بكل قضها وقضيضها رسميا وشعبيا رافعة أعلام الجمهورية واللافتات التي تعبر عن مدى الفرحة التي اكتسحت وغيمت على أجواء مدينة الأحرار مأرب.

وفي مطار تداوين المحدد لاستقبال الفوج الثالث من أبطال الجمهورية المحررين حطت طائرة الصليب الأحمر الدولي رحاها لنرى ويرى أولئك الأبطال أمامهم في الاستقبال القيادات السياسية المدنية والعسكرية والآباء والأمهات والزملاء ابتسموا وفور إن لامست أقدامهم تراب مأرب ساجدين الشكر لله بعد ظلام دام لسنوات في وجوههم بغرف لا تتجاوز المترين والثلاثة.

وشهد وصول الأسرى والمختطفين إلى مأرب استقبالا رسميا وشعبيا تقدمه رئيس الفريق التفاوضي هادي هيج، والمفتش العام للقوات المسلحة اللواء الركن عادل القميري ، ووكيلا محافظة مأرب عبدالله أحمد الباكري ومحمد المعوضي ، ووكيل وزارة الإعلام أحمد ربيع ووكيل وزارة النفط شوقي المخلافي وقيادات الأحزاب السياسية وأهالي عدد من المختطفين والأسرى وعدد من القيادات العسكرية والأمنية والمدينة ووكلاء عدد من المحافظات.

كان المشهد لأمهات المختطفين الذين ملأوا الأرض بالزغاريد فرحا وابتهاجا بقدوم أبنائهن.

وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر أحمد زكي 'إن هذه أكبر عملية تبادل محتجزين في السجون.

وأكد أن هذه بارقة أمل للشعب اليمني بعد مرور أكثر من ثماني سنوات من أهوال النزاع.

وأشار أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تبدي كامل استعدادها لزيارة المحتجزين جميعا.

ومن إسطنبول مرورا بشارعي ميلانوا وصولا لشارع الجامعة استقبل المواطنين وعامة الناس وسكان مأرب الأحرار.

ورافق فوج الأسرى مواكب السيارات وعليها اللافتات التي تعبر عن مشاعر الفرح المختلطة بالدموع والشوارع تكتسي بأعلام الجمهورية والأطفال مجوا الفرح بالجمال والتعابير الفياضة والجياشة.

حفل ليلي وتعبير فرائحي .

وفي مساء الأحد نظمت رابطة الأسرى والمختطفين حفلا فنيا وتكريميا ووفاء للأسرى المحررين من سجون ميليشيا الحوثي الإرهابية الذين أطلق سراحهم الأحد ضمن صفقة تبادل الأسرى الموقع عليها بين الحكومة الشرعية وميليشيا الحوثي في 20 مارس الماضي برعاية الأمم المتحدة.

كلمات رسمية

وفي الحفل قال رئيس هيئة الأركان إن كل من أطلقتهم الحكومة هم مسلحون تابعون لتنظيم إرهابي، بينما من تم تحريرهم من سجون ميليشيا الحوثي هم من المدنيين والمختطفين والمخفيين البعض منهم ليس له علاقة بالحرب، اختطفتهم ميليشيا الحوثي من الشوارع ".

وأشاد بن عزيز بتضحيات الأسرى والمختطفين وصمودهم أمام وحشية الآلة القمعية والتعذيب الجسدي والنفسي الذي مارسته عليهم ميليشيا الحوثي خلال سنوات الاختطاف والأسر.. وخاطبهم قائلا:" لقد مثلتم قامات الشهامة التي لا تقبل الضيم ولم تستلذ العيش في ظل القهر والاستعباد وكنتم نمورا تمردت على الترويض وجبالا استعصت على الانحناء ".

وجدد الفريق بن عزيز العهد بالمضي في سبيل استعادة الدولة بكل الطرق والأساليب مهما كانت التضحيات والمعوقات والعمل على تحرير بقية الأسرى والمختطفين في سجون الميليشيا الحوثية .

وأكد بن عزيز أن المعركة مع ميليشيا الحوثي هي معركة كل أبناء اليمن باعتبارها العدو الوحيد الذي يستهدف كل اليمنيين وهو ما عبرت عنه قائمة المفرج عنهم من سجونها والذين يمثلون مختلف مناطق ومحافظات اليمن.

إلى ذلك أشار رئيس وفد الحكومة المفاوض بشأن ملف الأسرى هادي الهيج أن ما قدمته الحكومة الشرعية من تنازلات ومرونة في التفاوض إلى جانب جهود الأمم المتحدة والعالم من أجل إنهاء معاناة الأسرى والمختطفين في معتقلات وسجون ميليشيا الحوثي، إلا أن الميليشيا تجردت من كل القيم والأخلاق وأصرت على المماطلة وإفشال اتفاق التبادل مرة تلو أخرى وماتزال حتى اللحظة تماطل في إطلاق بقية الأسرى والمختطفين وفقا لنص الاتفاق الذي وقعته على قاعدة الكل مقابل الكل.

من جانبه هنأ وكيل محافظة مأرب عبدالله الباكري الأسرى والمختطفين المحررين مرحبا بهم في محافظة مأرب .

مشيرا إلى الإحساس بحجم المعاناة التي كابدها الأسرى والمختطفون في سجون الميليشيا التي لا تؤمن بالسلام وتتخذ من الحرب وسيلة لها لاستثمار معاناة الشعب اليمني ولا تلتزم بالمعاهدات والمواثيق الدولية.

لافتا إلى ما تقوم به الميليشيا الحوثية من تصعيد في مختلف .

الجبهات وخاصة جبهات مأرب التي لم تتوقف فيها المواجهات إطلاقا.

واستكملت لجنة الصليب الأحمر الدولي اليوم الأحد عمليات نقل الأسرى والمختطفين ضمن صفقة التبادل الثانية التي جرى التوافق عليها برعاية الأمم المتحدة بين الحكومة الشرعية، وميليشيا الحوثي المصنفة إرهابيا في 20 مارس الماضي بسويسرا.

مأدبة إفطار كبر

إلى ذلك نظمت السلطة المحلية في مأرب مأدبة إفطار كبرى تحت شعار "مأدبة الحرية" على شرف أبطال اليمن الأحرار من المختطفين والأسرى المحررين من سجون ميليشيا الحوثي الإرهابية، احتفاء بالأبطال المحررين ونيلهم حريتهم وفرحة برجوعهم ولم شملهم بأسرهم.

وخلال مأدبة إفطار الحرية هنأ وكيل محافظة مأرب محمد المعوضي ، المفرج عنهم من سجون ميليشيا الحوثي مرحبا بهم بين أهاليهم وذويهم في محافظة مأرب الصمود والحرية وقبلة الأحرار والثوار وعمق اليمن الكبير وقلعة الجمهورية.

وأشاد بصمود، الأبطال، المحررين من الجنود، من أبناء القوات المسلحة والمدنيين الأبرياء والصحفيين الذين اختطفتهم هذه العصابة من منازلهم ومقار أعمالهم، أمام آلة التعذيب الوحشي للميليشيا الإرهابية، وثباتهم ومناهضتهم لها ومقاومة مشروعها الظلامي الإمامي.

من جانبه أشار وكيل وزارة الإعلام أحمد ربيع إلى الانتهاكات والجرائم الجسيمة التي، تعرضت لها الصحافة والصحفيون من قبل ميليشيا الحوثي الإرهابية منذ بداية انقلابها على الدولة، وكان ذلك بأوامر من قائد هذه الميليشيا الإرهابي عبدالملك الحوثي، حيث استولت على المقرات والمؤسسات الإعلامية وأوقفت الرواتب وصادرت الحريات وقتلت الصحفيين واعتقلت واختطفت الكثير منهم وأودعتهم في السجون، وأصدرت بحق بعضهم أوامر الإعدام، فيما قضى بعضهم تحت التعذيب...

وطالب المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة الإنسانية إدانة انتهاكات الميليشيا الإرهابية بحق المؤسسات الإعلامية والصحافيين وكذلك المدنيين الأبرياء المختطفين والمخفيين في معتقلاتها والضغط الحقيقي للإفراج للإفراج عنهم وضمان عدم إفلات قيادة الميليشيا من العقاب على الجرائم والانتهاكات الإنسانية.

واستقبلت محافظة مأرب الأحد آخر دفعة من الأسرى والمختطفين، بعد يومين من عمليات النقل إلى كل من عدن والمخا والمملكة العربية السعودية وصنعاء ومأرب.