دوري متوقف منذ سبع سنوات، والملاعب الرياضية أصبحت مثل أراضي الفلاحة وتطلبون من المنتخب الفوز على العراق وغيره من منتخبات دول الخليج العربي، حتى الدوري الوحيد الذي أقيم العام الماضي بجهد جبار من وزير الشباب والرياضة ومن رئيس الاتحاد العام لكرة القدم على نظام المجموعتين في سيئون وشبوة أقول حتى هذا تعرض لحملات إعلامية وعرقلات مختلفة ولم تشارك فيه أندية عدن مثل التلال والوحدة بسبب منعها من قبل مليشيات الإمارات هناك. في الرياضة القضية ليست قضية توفير ملابس وأدوات رياضية بقدر ما هي ممارسة رياضة طوال العام عبر مسابقات مختلفة، وقضية معسكرات خارجية وقبل هذا وذاك الاستقرار النفسي للاعب من خلال تأمين المتطلبات اللازمة التي يحتاجها في حياته، وانا استمع للحوار في قناة الكأس القطرية أفاد الضيف الإماراتي أن أقل لاعب في منتخب بلاده يستلم مليون درهم شهريا كراتب ومع ذلك مستغرب لماذا خيب منتخب بلاده الكرة الإماراتية؟ فكم يستلم لاعب المنتخب اليمني شهريا؟ ولا حاجة فهو مثقل بالديون لمتطلبات الحياة والبعض منهم مهدد بالطرد من بيته بسبب عدم توفر الإيجار. هذا المنتخب قادم من بلاد لا توجد فيها مرتبات شهرية للموظف الحكومي فما بالك بلاعب رياضي! ومع ذلك قدموا عروض في هذه الدورة يشكرون عليها بشهادة كل المحللين الرياضيين، وعن طريقهم تم رفع العلم اليمني في شوارع البصرة وملاعبها وتم عزف النشيد الوطني في ملاعبها بينما لا تستطيع أنت يا من تهاجمهم وتسخر منهم رفع العلم اليمني في عدن؟ هناك الآلاف من الذين يستلم الواحد منهم آلاف الدولارات شهريا وهم في الفنادق منذ ثماني سنوات لا رفعوا علم ولا عزفوا نشيد، بينما أفراد المنتخب الوطني الذي نسخر منهم يحفرون بأظافرهم من أجل تأمين لقمة العيش اليومية ، حتى هزيمتهم أمام العراق بخمسة أهداف اعتبرها طبيعية في ظل مهزلة التحكيم التي حدثت ، وكان الانهيار طبيعي في النصف الساعة الأخيرة بعد أن تم إلغاء هدفين واحتساب هدف للفريق العراقي رغم أن الكرة لامست يد اللاعب العراقي، فلا تجلدوا أفراد المنتخب لقد حاولوا بكل الطرق إسعادنا ولكن الظروف كانت أقوى منهم فشكرا لهم . شكرا للإخوة الذين قدموا من أمريكا وتركوا أعمالهم هناك ليشاركوا ضمن أفراد المنتخب الوطني. شكرا لوزارة الشباب فهي الوزارة الشغالة في الحكومة مقارنة ببقية الوزارات، شكرا لاتحاد كرة القدم ما قصرتم. لقد افرحتمونا بمنتخب الناشئين ولا عتب عليكم بسبب نتائج المنتخب الأول فالمسؤولية الاجتماعية تختلف من هذا إلى ذاك. مرة أخرى شكرا منتخبنا الوطني لقد عملتم بكل جهد وحاولتم إسعادنا بينما النخب السياسية بينها وبين المحاولة ما بين السماء والأرض.
د.كمال البعداني
الحقيقة! 878