;
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان

النعرة تنحر الفكرة 1014

2020-07-15 07:28:54

كرم الله الإنسان بالعقل, وميزه بالتفكير, و فارق استخدام العقل , اوجد فروق فردية وجماعية , وشتان بين عقل مأسور للغرائز والنعرات و مؤثرات عاطفية , و عقل مستقل و متحرر من كل ذلك . 

shape3

وشتان بين رعاع يسيرون خلف مسار ودعوات بمؤثرات العواطف والغرائز الحيوانية لدى الانسان , بعقول اسيرة لتلك الغرائز , وبين حر يسير وفق قناعات تفكير ايجابي للعقل بدرجة عميقة من الكفاءة , ليظل في حراك تساؤلي دائب , يتحلى بالنزاهة , والنزاهة تحتاج لمعرفة الحقائق , بحساسية البحث في تفاصيل الأحداث والمفردات الضئيلة التي لا يكترث لها رعاع القوم , العقل دائما يطرح ألف سؤال وسؤال ليتجاوز القشور ويتعمق في لب الحدث و ينفذ لجوهر العلة , ليبني اختيار وموقف حق وعادل .

الواقع البائس الذي نحن فيه , هو نتاج تسلط النعرة على الفكرة , نعرات ايدلوجية طائفية ومناطقية ,على فكرة الدولة , والعدالة الانتقالية لترسيخ عدالة اجتماعية ,تفوق الغرائز والنعرات , على القيم والأخلاقيات , تفوق الحيوان فينا على انسانيتنا , تفوق امات الضمير لدى الكثير , تفوق شل من قدرتنا على التفكير وغيب العقل, والبحث في الاسئلة المحورية لجذور القضية .

نهاية هذا المسار هو الخذلان , خذلان الناس في تطلعاتهم وأحلامهم , لأننا تجاوزنا فكرة المأساة لنتنفس نعرات من الشعارات والهتافات والأوهام , يتخللها كم هائل من التخوين والتكفير , بفتاوى سياسية وفكرية ودينية ,بل بإرهاب فكري وثقافي ,وتبرير للانتهاكات والاغتيالات والجرائم .غرق البعض في النعرات , ولم يعد يرى بوضوح المشهد , يبني مواقفه واختياراته وفق نعرات, وفق انتماء ضيق , و زاوية ضيقة الأفق , يتجنب اسئلة العقل والمنطق , تجنب البحث عن الحقيقة , والهيام في وهم السيطرة والتمكين .التمكين بوسيلة العنف , و واقع العنف رديء برداءة حالنا اليوم , بتربع النفاق والمصالح والاسوأ للمنصة , الاحتكام لأدنى مستوى ثقافي وفكري , بمنتج خطاب  مشبع بالكراهية والعنصرية والغلو والتعصب , وتصفيق للفتاوى دينية وسياسية واتهامات وتخوين وتكفير و اجتثاث الاخر , ومن خالف فقد كفر , بروح الانتقام والثأر والدعوات الضيقة مناطقية وطائفية وايدلوجية , فكل شيء تشكل على ذلك النحو , تشكيلات سياسية وعسكرية, مع لزوم المغالطة بتطعيم من يقبل ان يؤدي دور مدفوع الثمن , ثمن جعل من النضال وظيفة مرتهنة لأجندات , والجهاد مصدر ثراء وتكسب , والقضية مرتع للمزايدة السياسية .

فخ المزايدة , يعمل على التعطيل , لاستمرار الفائدة , دون مراعاة بالتكلفة الباهظة التي يدفعها البسطاء و المتطلعون لوطن ودولة , مزايدة عملت على هشاشة النسيج الاجتماعي , وتشرذم القوى السياسية والاجتماعية , وخلق حالة من التناحر في جبهات تمزق الجغرافيا , وتخلق انقسامات حادة , وتقزم العناوين السياسية لتفاهات, تفاهات تفوق الانتهاكات ومبررات العنف والقتل والاغتيالات والاتهام , في تغييب واضح للعدالة , وخرق للنظام والقوانين والقيم والأخلاقيات .

نحن اليوم ضحايا مزايدة سياسية لقضايانا و واوجاعنا وتطلعاتنا , تنتج بؤس واسى , وتغرق الجميع في وحل من الصراعات , وخلق قطيع من الرعاع لا يتساءل , ومن يتساءل اليوم بحرقة , ليصل لحقيقة ما يحدث , يجد نفسه في مواجهة تيار لا يرحم ولا يترك رحمة الله تعم , الاسئلة تضعك في موضع اتهام وتخوين وتكفير , بعقلية مرفوضة تدير المشهد البائس اليوم . 

نحتاج إجابات بمنطق وعقل , عن أسئلة كثيرة , لماذا تفكك الصف؟ , وتشرذم اللحمة ؟,و تتأكل القضية ؟ , وتنقلب موازين النضال ؟ وتصنع تكتلات مصالح انية , فيها يتحالف الضحية مع جلاده ؟, ولماذا يتقاتل رفاق الدرب في عمق الوطن ؟, ولماذا كفر البعض بالقضية ؟ واعتبر الثورة خطيئة والأحزاب السياسية شياطين ؟ , والديمقراطية تهاون وجريمة ؟.

لماذا تستحوذ وتستأثر فئة قليلة من المفلسين على مصدر القرار والاختيار ؟,لها ثأر ,تؤجج الخصومة وتعمق الجراح , وتنقلنا من حرب لحروب عبثية وقودها منا فينا ,واتهامات وتخوين وتكفير دون دلائل ولا براهين .لماذا ترفض التكتلات الفكرية والثقافية ؟ ,ويتاح مجال للعصبية والنعرات المريضة , لفرض العنف كسيد للمشهد , والتطرف واقع , والبندقية أداة حسم , والعنجهية سلوك نضالي ,والشعار خاوي من القيمة والمبدأ , والراية وسيلة للعبث , والمجرم يتحدى العدالة , والله المستعان يا رفاق .

  

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد