ذكرى استشهاد الشيخ شوقي كمادي- رحمة الله عليه- تذكرنا بضحايا الإرهاب السياسي والفكري في عدن, ضحايا الاجتثاث للآخر المختلف, تذكرنا بفتوى تخوين وتكفير كل من يعارض نهجهم السياسي ومشروعهم الصغير, تذكرنا بحشد الناس, وتعبيتهم بالكراهية والعنصرية, لكل ما هو مختلف عنهم ومعارض لهم. عمليات اغتيالات منظمة نفذت بعناية, بعضها تم القبض على الجناة, واختفوا دون أن نسمع عن تحقيقات أو تقديمهم للقضاء لتأخذ العدالة مجراها وتنصف الضحايا, كم هو مؤلم أن يغيب العدل ويغيب الإنصاف, وتذهب دماء أبناء هذه المدينة وغيرها من المدن هدراً دون عقاب للجناة. الضحايا كثر وهم من أخيار عدن.. بعض الجرحى والناجين من هذه الاغتيالات تركوا عدن وهاجروا.. أطباء، معلمين، مهندسين، مبدعين, خطباء، مصلحين، حقوقيين، صحفيين، مواطنين صالحين, وبقى القتلة والأشرار بعيداً عن العدالة ومحميين, ولن يفلتوا آجلاً أم عاجلاً, مالم تطلهم عدالة الأرض فعدالة السماء لا مفر منها. تلك هي صورة مؤلمة لما حدث ويحدث في عدن.. رحمة الله على شهدائنا والشهيد شوقي كمادي في ذكرى استشهاده, يوم أن استيقظت عدن صباح يوم 13 فبراير 2018م على فقدان التربوي والشيخ الفاضل/ شوقي كمادي- رحمة الله عليه- ولم يكن الأول ولن يكون الأخير ما دامت العدالة عرجاء, والإنصاف غائب والقضاة مشغولين في وضعهم, غير قادرين على ترسيخ العدل وإنصاف الناس. والطبيب الدكتور/ عارف أحمد علي- الناجي من محاولة اغتيال- كان ضحيتها ولده الشاب الطموح المهندس/ أحمد عارف أحمد علي، الذي فقد إحدى رجليه, ولازالت الابتسامة في شفتيهما، رغم غيابهم عن مدينهم الجميلة عدن التي تفقدهم وتنتظر عودتهم إليها.. تحية لهما من أهل عدن الطيبين.. والقتلة والمجرمون لازالوا طلقاء يعبثون بعدن.. ننتظر العدل من أهل العدل والحق والإنصاف للضحايا.
أحمد ناصر حميدان
وداعاً شيخنا الشهيد.. 1258