كل يمني يتسأل اليوم ماذا تريد منا الإمارات العربية المتحدة؟، وكل يوم يظهر أمير من أمرائها يستفز اليمنيين في سيادتهم وأرضهم وهويتهم، اليمن بلد عريق وأصيل، سبعة آلاف عام من التاريخ والحضارة، ثري بعظمته وحضارته وحكايات الرحالة والمؤرخون، أدرسوا التاريخ وتعمقوا في أحداثه ووقائعه، ستعرفون حجمكم الحقيقي، وأنكم في يوم كنتم مجرد ساحل من سواحل اليمن في عصر من عصور حضارته وممالكه من سبأ وقتبان وريدان وحمير وحضرموت، حضارة تثري التاريخ العربي والاسلامي والجزيرة، اليمن هو محور تلك الحضارة. لا تستطيع أي دويلة صغيرة أن تزور التاريخ، وتعبث بهوية اليمن أرضاً وإنساناً، كل تلك الدويلات لا تاريخ لها دون اليمن، لا يمكن أن تتحدث عن تأسيس هذه الإمارات المتناثر على الصحراء دون جيش الليوي والقائد حيدرة امسعيدي ابن مودية اليمن، وكتيبته التي ارسلها الانجليز لحماية مصالحهم في المنطقة، و منها تأسست الإمارات، أول زعيمة رست في سواحل تلك الدويلات موجودة في متحف الكويت، اشتراها تاجر كويتي من تاجر عدني يمني، وصنعت في عدن اليمن، للتذكير كل كوادر عدن في الموانئ والملاحة والبنوك وأطباء ومهندسين وإعلاميين، هاجر عدن بعد الحرب الأهلية لدول الخليج وعملوا فيها بإخلاص، نهضت بهم، فتحولت من صحراء لموانئ ومدن سياحية، الشيخ زايد- رحمة الله عليه- يعرف تلك الحقيقية وكان يحترم اليمن أرضا وإنسانا، عندما زار عدن في السبعينات أخذ معه كوادر لتبني بلاده ومنهم المرحوم الموسيقار/ جميل عثمان غانم- الذي أسس معهد الفنون في الإمارات.. لليمن فضل على نهضتكم، ولازالت كوادر اليمن لليوم تعمل في مؤسسات مهمة في بلدكم، كل هذا يستدعي من هذه الدويلات الوفاء والعرفان، وعدم التطاول على اليمن، وكل يعرف حجمه الحقيقي، اليمن المعروفة من عدن وسقطرى للمهرة ومن تهامة لمأرب، اليمن أصل العروبة، تكفي هذه العبارة التي يرددها الشرق والغرب، فليحترم اليمني أينما كان. إذا كان اليوم اليمن يعاني من بعض البغاة فيه أدخلته في صراعات سلبية وحروب عبثية، فلا يعني ذلك أن اليمن صار ضحية سهلة لأمثال أمرائكم، اليمن سينهض "واسألوا التاريخ عني أنا يمني"، سينهض ويستعيد مكانته.. هم ثلة متخلفة قتلتها العصبية ووهم الاصطفاء والتسيد، قادر هذا الشعب على تربيتها، وستعود لرشدها، وسيعود اليمن قوة لا تستهان، يحفظ سيادته وكرامته وهويته، إذا كان لديكم بعض الضعفاء أمام المال الحرام والعمالة، فلكل بيت حمام، هؤلاء هم قذارة اليمن، لن يستطيعوا أن يقرروا مصير اليمن، فمصير اليمن بيد شعبه العظيم الشرفاء الأجلاء وهم كثر، في جبهات القتال يسطرون أروع التضحيات من اجل اليمن. عن أي جنسية يتحدث هذا الأمير، لا يخجل من نفسه، اليمني هوية وتاريخ أرضا وإنسانا، كانت أمنية سلاطينكم وأمرائكم، ولازالت مدرسة السلاطين بعدن شامخة تحكي تاريخ ذلك الزمان الذي علمتكم عدن ألف باء والهجاء، وعلامات الحساب، وحضارة الإنسان، كان كل من يدخل عدن، يعود محملاً بما جادت به من خير وتكنولوجيا وكل جديد، كانت حقائب المسافرين من عدن تدهشكم بما تحمله من بضائع لا تعرفونها. ابحث عن جنسيتك أولا قبل أن تجنس اليمني، هذا عار في حق من ينطقها ويكررها مرة أخرى، يمني يتخلى عن جنسيته ليأخذ جنسية توأم أبو ولد، الذي يتناوله أطفالنا، من أجل كم درهم. احترموا اليمن تحترمون، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: أتاكم أهل اليمن أرقّ أفئدة وألين قلوباً الإيمان يمان والحكمة يمانية متفق عليه، واللهم بارك لنا في يمننا وأصلح حاله لتخرس كل الألسن التي تسيء له وتحاول العبث في هويته أرضا وإنساناً.
أحمد ناصر حميدان
انا يمني وسأل التاريخ عني ! 1274