;
خالد الرويشان
خالد الرويشان

دمّاج.. مذبحة البلاد التاريخية! 1225

2017-02-06 03:20:37

حذّرتُ في مثل هذا اليوم.. وقبل ثلاث سنوات!
وكان تحذيري صاخباً ولم يستمع أحد! 
بل كان تقريعاً علنياً عبْر صحيفة الثورة!
مرحلة انتقالية.. إلى أين؟!
لا أستطيع أن أُخفي حزني الشديد على عشرات القتلى من الجنود والمواطنين في طول البلاد وعرضها خلال يومٍ واحد هو يوم الجمعة الماضي. ثمانية عشر جندياً تمّ قتلهم في نقطة عسكرية على أبواب مدينة شبام حضرموت أثناء تناولهم وجبة الغداء بعد صلاة الجمعة مباشرة! وستون قتيلاً في نفس اليوم في حاشد! عدا قتلى الضالع بشكل يومي.. وكأن معنى المرحلة الانتقالية هو انتقال البلاد إلى رحمة الله! أي إلى الموت غِيلةً وغدراً.
الذين لا يرفّ لهم جَفْنٌ، ولا يهتزّ لهم ضميرٌ لضحايا الجنود والمواطنين اليمنيين لا يمكن أن تكون خاتمتهم إلّا النهاية نفسها! الله يقول ذلك، والرسول يؤكده، والأحداث تاريخياً شاهدةٌ عليه! وإذا كان عمر بن الخطاب يعتبر نفسه مسؤولاً عن تعثّر بغلةٍ في العراق.. فماذا كان عساه أن يصنع لو أن المئات من رعيته بين قتيل وجريح كل يوم.
هل يتعرض الشعب اليمني للاجتثاث والإبادة في معركةٍ بلا إعلان، وحربٍ بلا بيان؟ كيف يمكن الصمت على مقتل 830 في دمّاج وجرح الآلاف من السلفيين لمجرّد أنهم لا يروقون للمتفرّجين!
830 قتيلاً من طرف واحد خلال بضع أسابيع! ما بالك بعدد القتلى من الطرفين. أيّ حقد هذا وأيّة كراهية هذه التي لم يعرفها الشعب اليمني في تاريخه هذا رقمٌ لم يحدث في تاريخ اليمن! فالعادة أن الحروب التي لا تكون الدولة طرفاً فيها لا يقتل خلالها أكثر من 2% مما يحدث الآن بين الفرقاء تتقاتل القبائل اليمنية شهوراً وسنواتٍ ولا يتجاوز عددُ الضحايا عددَ أصابع اليد الواحدة. ثم إن القبائل تحسم القتال بصلح ودِياتٍ وعقوبات وأحكام معروفة ومشهورة، وهذا هو الذي حفظ اليمن خلال عهودٍ وعقود من غياب الدولة.. أمّا اليوم، فإن جنود الدولة المغدورين وضحايا الصراع هم بالمئات.. وكل يوم! والأكثر بشاعةً أنه لا دياتٌ ولا صلحٌ ولا حساب ولا عقابٌ ولا أحكامٌ.. ولا حكّام!
إنّ اللامبالاة جريمةٌ صامتةٌ، وقتلٌ إضافيٌ للضحايا! ونتائج هذه اللامبالاة وخِيمةٌ وكارثيّة. ولعلّ نموذج أخبار التاسعة من الفضائية اليمنية مساء الجمعة الماضي أن يكون شاهداً ودليلاً على لامبالاةٍ نائمةٍ ولا مسؤولة!
كنتُ أظنّ أن خبر مقتل الجنود المغدورين الثمانية عشر في شبام حضرموت سيتصدّر نشرة الأخبار فإذا بالخبر الأول في النشرة عبارة عن تعزيةٍ اجتماعية في وفاة أحدهم، وانتظرت الخبر الثاني فإذا به تعزية أُخرى في وفاة آخر! وكانت المفاجأة أن الخبر الثالث كان بالنص "رحّبت كندا عبر وزير خارجيتها بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني! (...) وخصوصاً البند الذي يمنع زواج الأطفال" إي والله! هذا الخبر سابقٌ في النشرة على خبر مقتل الثمانية عشر جندياً.. تذكّروا الرقم: ثمانية عشر جندياً!
ربما شعرت بغثيان سيتحول إلى مَغْص بعد أن سمعت الخبر الرابع: شدّد خطباء المساجد في اليمن على ضرورة الاصطفاف الوطني خلف مخرجات الحوار الوطني! ثم أسهب المذيع في مقدمة طويلة مملّة قبل أن تتم إذاعة مقتطفات لعدة خطباء وبالتوالي حول منجز الحوار ومخرجاته! دون أيّ ذكر حتى هذه اللحظة لجريمة مقتل الثمانية عشر جندياً في شبام حضرموت بُعَيْدَ صلاة الجمعة.. أي في نفس اليوم!
رحم الله أستاذنا الجليل أحمد حسين المروني.. كان يقول بلهجته الصنعانية المحبّبة "ما قد معانا من كلمة إعلام إلا إعْ! وما قد معانا من كلمة تلفزيون إلا تلف! ".. وفي كل الأحوال لابدّ أن نعترف أن العلة ليست في التلفزيون ولا في الإعلام.. للأسف، هناك ما هو أسوأ! إنه انعدام الشعور بالمسؤولية عن حياة الناس ودمائهم المراقة كل يوم. انعدام الشعور بدموعهم وأحزانهم.
ثمانية عشر قتيلاً من جيش البلاد كارثةٌ بكل المقاييس.. لو أنها حدثت في دولة تحترم نفسها لأعلنت الحداد سنة كاملة، وأقامت الدنيا ولم تقعدها، وحقّقت وحاسبت ولاحقت وعاقبت.
يجب ألا ننسى أن الاستهانة بدماء الجيش في لعبة السياسة الداخلية والخارجية هي التي قضت بنهاية الرئيس السابق في حروب صعدة. بداية النهاية كانت في صعدة ولم تكن الخاتمة مجرّد أن يصلي خلف الجثامين أو أن يبعث ببرقيات العزاء.. بل كانت الخاتمة ثورة شعبية، وانقسام الجيش.. وسقوط النظام! لا شيء كدماء المظلومين يُوْغِرُ صَدْرَ هذه الأرض، فترفع قبضتها مِطرقةً لتهوي بها على أمّ رأس الجناة والمتآمرين.. ولو بعد حين!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد