الموظفون والمدرسون والعمال في المؤسسات التعليمية والتربوية, وفي الهيئات والاتحادات وكذلك الوزارات, يعانون ظروفاً سيئة, وخصوصاً مع قرب أيام الأعياد وعند بدء العام الدراسي, والكثير منهم كانوا متوقعين صرف الجوائز, أو العلاوات والمكافآت قرب أيام العيد, وبالتالي أصبحوا غير قادرين على توفير الحاجات الأساسية, وشراء ملابس لأطفالهم, بالرغم أن فيهم مدراء إدارات خدموا في القطاع العام أو القطاع الخاص لأكثر من 40 عاماً ومع هذا فالموظف أو المدرس أصبح محبطاً, وعاجزاً عن توفير الحاجات الأساسية والضرورية له ولأولاده وأصبح غير قادر على شراء العلاج, أو معالجة نفسه ومعالجة أسرته في أي مستشفى, وغير قادر على شراء ملابس العيد, والذهاب بهم للحدائق, السؤال الذي يطرح نفسه: من أوصل الموظفين و المدرسين والعمال إلى هذه المعيشة؟ أيضاً تتفاقم مشاكلهم النفسية, والاجتماعية والصحية وكذلك المشاكل الأسرية من ضغوط نفسية خطيرة, منهم اليوم من هو طريح الفراش نتيجةً لإصابته بذبحة صدرية ومنهم من أُصيب بجلطات دماغية, ومنهم من رحل عن هذه الدنيا, وأيضاً منهم من أُصيب بالأمراض النفسية, أخطر هذه الأمراض هو مرض الاكتئاب لارتباطه بالانتحار, وما نقرأ في الصحف ونسمع ونشاهد عن ظاهرة الانتحار, فهناك من يقتل زوجته ثم ينتحر, ومنهم من يقتل أولاده وزوجته, ثم ينتحر وهناك من يلجأ إلى السلاح لقتل نفسه, اليمن أكثر دول العالم فيها الناس يستغيثون بالله رافعين أيديهم الى السماء ويقولون اللهم أهلك الظالمين والفاسدين وزلزل الأرض من تحت أقدامهم, ودائماً نسمع هذه العبارات تُردد في المساجد على ألسنة الخطباء وفي الساحات والاعتصامات, كذلك نسمع من الحاكم, ومن المكونات السياسية عن محاربتهم للفساد, والفاسدين, وبالرغم من أن اليمن من أكثر دول العالم فيها أجهزة رقابية وفيها هيئات وطنية عليا لمكافحة الفساد ومع هذا كله فاليمن أكثر دول العالم فساداً!!

 ربنا سبحانه وتعالى خلق الكون, وأوجد هذه القوانين العقابية, منذ أن خلق آدم عليه السلام لكن هذه القوانين لا تُطبَّق.

المشكلة في اليمن ليست مع تشكيل حكومة, ولا الحكومة القادمة ستحل المشاكل, وستوفر الأمن والاستقرار, وستزيح الفاسدين, حتى لو تم تعيين وزير مستقل, وزير مهندس للعقول ومروِّض للوحوش, ولو استعنَّا بخبراء من أمريكا وأوروبا, ولو حتى عاد الدكتور/ فرج بن غانم ــ رحمة الله عليه ــ من قبره لن تنجح أي حكومة, ولن تتحسن ظروف الناس بمن فيهم الموظفون والمدرسون والعمال ولن تتحسن الظروف المعيشية والصحية للأطفال, والمهمشين والمعاقين والمسنين, ولن يتم التغلب على البطالة وتوظيف الشباب.. لن يتحقق ذلك مادام القضاء غائباً, وفي ظل تحكُّم الحاكم, وقيادات الأحزاب في السلطات القضائية, والتنفيذية, والتشريعية, اليمن بحاجة فقط إلى إرادة سياسية من الحاكم والمكونات السياسية في إصلاح الأوضاع وتحسين ظروف الناس.

من الحكام ــ رحمة الله عليهم ــ من حكموا اليمن لسنوات قليلة وبوجودهم شعر الناس بالعدالة, والمساواة, وتحسَّنت ظروفهم المعيشية والصحية, وتحسنت أيضاً العلاقات الاجتماعية وتطور العلم, وتطورت الرياضة أيضاً وعمت الفرحة والسعادة والرخاء والازدهار في أجواء يسودها الأمن والاستقرار والسكينة ففي عهدهم انتهت الحروب, وانتهت الصراعات ــ رحمة الله عليهم ــ فهم رجال صنعوا التاريخ.