من خلال متابعتي للأحداث العسكرية سواء كانت في صعده أو أبين وخصوصاً أثناء احتلال أبين في بداية الحرب, فإن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الوحدة تسبق الأخرى قامت بتسليم معداتها ومواقعها بدون أدنى مواجهة ضد المهاجم وعلى سبيل المثال وبحكم معرفتي المؤكدة فإن القوات المسلحة الموجودة في زنجبار عرفت بالهجوم على مشروع مصنع 7 أكتوبر قبل ساعات وخرجت ورجعت من مفرق جعار أي قرب الجسر وقالوا نريد توجيهات واضحة بالذهاب لمصنع أكتوبر وبعد ساعات حدث ما حدث وفي وادي دوفس, يعرف الجميع كم ظلت الألوية تتعرض لأبشع الهزائم العسكرية التي لم يعد عليها أي جيش بهذه الخسائر.

وأما لواء 310 ميكا في عمران أنه ومن خلال متابعتي للشكا والبكاء, فإن اللواء لم يتلقى أي إمدادات عسكرية من قبل وزارة الدفاع وأن عليه مؤامرة.

وأثناء مطالعتي لأغلب الصحف وخصوصاً بعد أن سلم اللواء وهي طبعاً لواء ميكانيكا وهذا السلاح يفهمه الأخوة القادة العسكريون ومدرسو مادة التكتيك في الأكاديميات العسكرية في القوات المسلحة, فإن اللواء قد سلم المعدات الآتية:-

1- دبابات 50 دبابة- 2- 202 طقم قتالي جاهزة للحرب- 25 مصفحة- 25 مدرعة            800 صاروخ كاتوشا ومعدات كثيرة جداً من الذخيرة وأسلحة إلي يذكرها أفراد اللواء وقادته .

نقل هذه الترسانة الضخمة من الأسلحة والمعدات والقوى البشرية ومن مواقعهم الدفاعية المحصنة ؛ حدث ء لم يخطر على أي قائد عسكري أو مدني.

وأن الجميع يعرف كم نسبة الخسائر في القوى والوسائل وهذه المعلومات معروفة لدى اغلب جيش العالم والمتفق عليها من خلال دراسة الدفاع والهجوم والمقارنات في الحرب الحديثة المشتركة المعروفة لجميع .

فإن القوات المدافعة في دفاعات محصنة تكبد القوات المهاجمة بنسبة 2 -3 أي خسائر وأن الجندي المدافع والدبابة المدافعة تدير 2 – 3 للقوات المهاجمة لكن المعادلة التكتيكية قد تغيرت تماماً في قواتنا المسلحة حيث أصبح المهاجم هو الذي يدمر أكثر مما هو متعارف عسكرياً ولكن المهاجم وهو مدني أصبح المسيطر على ميدان المعركة ويستولي على أسلحة ومعدات لم تخطر على بال أي عسكري, وأصبح أفراد القوات المسلحة يتسابقون في تسليم أنفسهم وأسلحتهم ورغم أن من طبيعة الحرب فيها الخسائر والأسرى إلا أن ما يدور في إطار قواتنا المسلحة أصبح أمراً مشكوكاً به.

هل القادة تحولوا من قادة عسكريين إلى حزبيين على حساب مهامكم العسكرية أو أن التعيينات والمحاصصة على حساب الكفاءات, أم أن القادة ذهبوا على البحث عن الفائدة والبحث عن الأقارب وتعينهم في مواقع الإمداد والمالية وأصبح الأفراد لا يحترمون قادتهم في تنفيذ المهام؟.

ومن خلال هذه الظاهرة الغريبة والخطيرة والمهينة, فإني أتوجه لجهات الاختصاص لإعطاء هذه الحالة ودراسة بموضوعية جادة. كما يعرف الجميع دور القائد الميداني المتواجد في مقدمة أفراده في المعركة وقادة البدرومات والبعيدين عن أفرادهم في السلم والحرب, يقال القائد الأسد يحول أفراده إلى أسود والقائد الثعلب يحول أفراده إلى ثعالب.

*مدير خفر السواحل بخور العميرة ورأس العارة بلحج