منذُ قيام ثورة الشباب في 11فبراير2011م والتي تحولت إلى ثورة شعبية عارمة وحتى اليوم تبدت أمور كثيرة واتضحت حقائق وتغيرت كثير من الأمور وتأرجحت شخصيات كثيرة في مواقفها واهتز آخرون وتكشفت معادن الرجال من خلال مواقفهم وتبين للناس أهل المواقف المبدئية من المتربصين والمتاجرين بالمواقف، وخاصة عندما طالت فترة الثورة كانت نعمة (ليميز الله الخبيث من الطيب) فالبعض اعتقد ان الثورة اليمنية ستكون مثل الثورتين التونسية والمصرية اللتين كان نجاحهما بأقل من شهر فهب هؤلاء مسرعين لتأييد الثورة في بدايتها على طريقة ركوب الموجة معتقدين انها نزهة فلما اشتدت الأمور وطالت الشهور وبدأت المخاطر تحدق بالثوار نكصوا على أعقابهم وارتدوا على أدبارهم، ولم يجدوا حرجا في تبرير مواقفهم بالطعن بالثورة والثوار معتقدين ان إرادة الشعب قد هزمت وان الاستمرار في الثورة معناه الموت وليس كما كانوا يظنون، أما الثوار الصادقون ومن التحق بركب الثورة عن قناعة وايمان فقد صمدوا بكل ثبات ويقين، تحملوا المشاق وصبروا على المخاطر بكل عزيمة وارادة لا تقهر رغم التهديدات والاستهدافات، بل إن هذه الشدائد كانت تزيدهم ثباتا ويقينا، وكان بطش النظام وجرائمه يعمق في نفوسهم الإرادة والقناعة بصدق مواقفهم، وكانت ذروة الإجرام والبطش مجزرة جمعة الكرامة في 18مارس2011م عندما كشر المجرمون بأنيابهم وقتلوا اكثر من خمسين شهيدا أعزلا متوضئا ليس لديهم أي سلاح سوى السجاجيد التي صلوا عليها، فكانت جريمة غير متوقعة ولم يسبق لليمنيين ان شهدوا مثلها عبر تاريخهم القديم والحديث، فهزت هذه الجريمة النكراء ضمائر اهل النخوة وأيقظت المشاعر وبقدر الفاجعة والألم، بقدر ما كانت هذه الدماء الطاهرة هي بداية النصر وإنهاء عهد الظالمين، وكان في مقدمة من هزتهم هذه الجريمة وجعلتهم يراجعون المواقف واشعرتهم انهم في محك صعب وامتحان عصيب هم قيادات الجيش الذين ناصروا الثورة بعد ذلك وكان في مقدمة الجميع اللواء الًركن علي محسن صالح قائد الفرقة الاولى مدرع قائد المنطقة الشمالية الغربية آنذاك، وكانت المفاجأة الكبرى لجميع ابناء الشعب اليمني وللنظام في الدرجة الاولى ذلك الاعلان القوي والمفاجئ الذي أذيع بالصوت والصورة عبر قناة الجزيرة وكـل القوات بصوت جهوري قوي للواء على محسن والذي قال فيه ( نعلن دعمنا وتأييدنا لثورة الشباب السلمية) الى آخر ما جاء في ذلك البيان الذي كان بمثابة زلزال وصاعقة على رأس النظام وأذنابه.، وبردا وسلاما على أحرار وحرائر اليمن، فانهالت بعده الانضمامان للثورة من كل مكان في الداخل وفي معظم سفارات اليمن، ولن أكرر ما تناولته سابقاً، بهذا الشأن رغم انه كان موقفا فاصلا يستحق الوقفات تلو الوقفات..
ومنذ ذلك التاريخ وكـل الحاقدين يتناولون اللواء محسن بكل حقد ودناءة ويحاولون التشكيك بمواقفه وكلما حاولوا تشويه مواقفه كلما زادوه رفعة وظهر للناس صدق مواقفه وتثبت الوقائع والايام ان الحاقدين على اللواء علي محسن هم المنتفعون والسلاليون وأهل المصالح الشخصية ومن فقدوا مواقعهم التي كانوا من خلالها يمتصون الشعب وخيراته، أما الأحرار والحرائر فيزدادون إعجابا وعرفانا وتقديرا لمواقفه الوطنية، فقد أوفى بكل وعوده رغم التشكيك، والتزم بتنفيذ كل قرارات الرئيس هادي فخيب ظنونهم المريضة وقبل ذلك أوفى بما قطعه من عهد للثوار..
فلك التحية أيها القائد الوطني الصادق وتظل سفاهة السفهاء التي تحاول التطاول على قامتك السامقة شهادة عالية بعظمة مواقفكم الوطنية ولن ينالوا من مقامكم الا كما تنال تلك العنزة بقرنيها النحيلين من الجبل الشامخ ولله در القائل:
ياناطح الجبل العالي بهامته... رفقا على الرأس لا رفقاً على الجبل.