عند الساعة الثانية من فجر يوم أمس السبت، وجوار مبنى وعساكر ونقطة تفتيش جهاز المخابرات "الأمن القومي" وفي أحد الأزقة وتحت ظلام الليل.. كان ثمة واقعة أشبه بأحد المشاهد السينمائية التي عادة ما يكون أبطالها ومنفذوها مهربين أو تجار ممنوعات أو أحداً ممن يجيدون لعب الأدوار المشبوهة بحسب قصة الفلم الذي تدور فيه هكذا أحداث لمناقشة قضية ما تعاني منها كثير مجتمعات.
عناصر تلك الواقعة التي شهدها أحد أزقة حي "الخارجة" ـ شعوب كما هو معروف ـ تمثلت في شاحنة متوسطة "دينة"، ثلاثة أشخاص يعتلون البضاعة التي تحملها الشاحنة، وإلى جوار الشاحنة شاب يبلغ من العمر "24" عاماً ويرتدي الزي الصنعاني المعروف "حق الجمعة" ويمسك بيده ورقة أشبه بتعويذة قد تكون كشف أسماء، ويقف إلى جواره عساكر تلك النقطة.. ويتحدث ذلك الشاب إلى بعض الأشخاص المدنيين الذين حضروا لشراء البضاعة التي تحملها الشاحنة، وكان يتحدث معهم بصوت خافت رغم الضجة والإزعاج الذي يحدث عندما يًلمس أي شاب ممن يعتلون الشاحنة أي من تلك البضاعة.
إلى هنا والمشهد يبدو مرعباً ويخال للقارئ أن هكذا عمل وبذلك الأسلوب، بالإضافة إلى عتمة الليل أن هؤلاء الأشخاص يقومون بعملية سرقة في ظل وجود عناصر الأمن، أو أنهم يقومون بتوزيع بضاعة أو مواد يمنع ويجرّم القانون تداولها، أو أن ثمة عملية تهريب لقطع سلاح أو ذخيرة تتم وسط هكذا أجواء.. طبعاً العملية لم تكن سرقة أو تهريباً أو أي عمل يحتاج إلى هذه السرية، غير أن الأسلوب كان يوحي بعملية سرقة أكثر منه عملاً يجب أن يتم في وضح النهار.
عزيزي القارئ لا تذهب بخيالك بعيداً لتفسير هكذا حادثة جوار ذلك الجهاز المخابراتي وفي ذلك التوقيت.. العملية التي تم تنفيذها في تلك الأجواء عبارة عن توزيع اسطوانات الغاز المنزلي لمن تم تسجيل أسمائهم في كشف "عاقل الحارة" والذي لم يتضمن سوى أسماء الموالين للشرعية الدستورية حق الأخ الرئيس الذي يدير ابن أخيه ذلك الجهاز المخابراتي..
ولأن عملية التوزيع والبيع وأؤكد البيع "مش بعدين تقولوا أنهم يوزعوا بلاش وتتحملوا الدباب طريق الأمن القومي تدوروا غاز" ـ تتم بتلك السرية وفي ذلك التوقيت بالتأكيد ينم عن كثير أشياء إبتداءً بالانتقائية وحرمان كثير من الأسر في ذلك الحي من مادة الغاز المنزلي، ومروراً إلى أن هكذا أسلوب يدعو جميع المحرومين للخروج إلى الشوارع والاعتصام لإحداث ثورة غاز إلى جوار ثورة الشباب، وانتهاءً بالتأكيد على أن أزمة انعدام مادة الغاز المنزلي هي أزمة مفتعلة من قبل السلطة تسعى من خلالها لتحقيق عديد أهداف ليس من بينها فتح سوق سوداء لبيع اسطوانات الغاز المنزلي بالقرب من جهاز الأمن القومي، كون ذلك يمثل خطراً أمنياً على ذلك الجهاز الذي يتحاشى مسؤولوه الإبتعاد عن أي مخاطر محتملة بما فيها الزحمة لدواعٍ أمنية.
في الأخير.. أعتقد عزيزي القارئ أنك تتفق معي بأن تلك الواقعة أشبه بحادثة سرقة إن لم تكن كذلك مع احترامي لمن أضطر للمساهمة في عملية منظمة كهذه.
* مرايا
ـ لست أدري عن أي شرعية يتحدث عنها النظام وجميع مؤسساته، ومسؤولوه لم يستطيعوا توفير مادة الغاز المنزلي لسكان عواصم المحافظات وليس لسكان اليمن عموماً.
ـ للشهداء والثوار:
من حق كل شهيد أكد القسم على الفداء **وسقى أرض الكفاح دما
أن لا نضيع له عهداً ولا ذمما** وأن نسير على الطريق الذي رسما
الفضول رحمة الله عليه
إبراهيم مجاهد
الغاز للسّرق!! 3284