;
أمل عبدالله جزيلان
أمل عبدالله جزيلان

أغمض عينيك يا أبي.. واطمئن 7125

2010-12-25 01:02:36


لو كانت الدموع تغسل الآلام، لملأت أنهاراً بدموعي،ولو كانت الكلمات تعبر عما بداخلي، لكتبت دواوين عن فراقك يا أبي.. لكن لا الدمع ولا القلم يلغي قدرنا جميعاً.
وبالرغم من أن دموعي تسبق قلمي، وبالرغم من أن أفكاري تجرى وتتخبط لتلحق بدمعي، مسكت بقلمي كما علمتني لأقول لك بعد الفراق: "أغمض عينيك يا أبي.. الآن فقط تستطيع أن تستريح، واطمئن، فنضالك وأهدافك، ومشوار حياتك، لم ولن يضيع هباءاً.
واسترح فأنت الآن في وطنك الغالي عليك، اطمئن فأنت الآن في المكان الذي أوصيت به، فأخيراً يا أبي أنت في أحضان وطنك، أخيراً تستطيع أن تستريح من آلام الحنين والعودة إليه.
اطمئن يا أبي.. فأخيراً عدت ولكن ليس أخيراً لأنك رحلت بجسدك فقط، ولكنك مازلت موجوداً بيننا بأعمالك وتاريخك، موجوداً في تاريخ شعب بأكمله، بل أنت موجوداً في كياني وذاكراتي.
فما زلت أذكر أول يوم أمسكت بيدي الصغيرة لتعبر بي أول خطواتي المطمئنة لوجودك.. وبعدها أمسكت بيدي لتعبر بي مشوار أطول ، فكنت دائماً ملاذاً وأماناً وسنداً وعوناً لي إلى آخر لحظة في حياتك.
اطمئن يا أبي.. واسترح، فدروسك لن أنساها ولن ينساها أحد، فقد علمتني أن لا أبخل وأن لا أتكل على أي شخص بعلم أو بصيحة أو بمال، علمتني كيف أشعر بآلام الآخرين، علمتني المعنى الحقيقي للوفاء والصداقة، علمتني كيف تجتمع الصرامة والحنية والمحبة والكرم في شخص واحد هو أنت.
علمتني كيف أقرأ ما بين السطور، علمتني كيف أفهم لغة العيون، علمتني كيف أدرك الأمور، علمتني كيف يكون لي موقف في الوقت المناسب، وعلمتني كيف أتعامل بتسامح وقبول، وأن لا أقف عند صغائر الأمور، علمتني كيف أحترم الصغير قبل الكبير، علمتني كيف تكون الكلمة سيف على رقبتي، وكيف يكون الوعد عهد، علمتني الكثير الذي لن أستطيع أن أحصاه بكلمات متضاربة، وحزينة، وهزيلة من ألم الفراق.
علمتنا الكثير، ولكن أكبر درس علمته لي وللآخرين كان بعد وفاتك، فقد علمتنا أن الشرف تاج على رؤوس العظماء فقط مهما غدر بهم الزمان، علمتنا أن التواضع يرفع الإنسان إلى أعلى، علمتنا أن محبة الناس لا تقدر بمال، علمتنا أن عملك الطيب، وسيرتك العطرة، لن تموت حتى بعد أن تلفظ أنفاسك الأخيرة.
فضع رأسك في أمان، وأهدئ ،ولا تقلق، وأغمض عينيك يا أبي.. فلن أخذلك طوال ما حييت، فاسمك شرف على جبيني يرفع رأسي عالياً، ولن ينساك التاريخ، ولن أنسى، ولن ينسى أحد أبداً ما علمته لنا جميعاً.
وسلوانا الوحيدة، أننا نعلم جيداً أنك في مكان أفضل بكثير، وأن البقاء لله سبحانه فقط، فالله يصبر ويجبر قلوبنا جميعاً.. وأسألكم الفاتحة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد