استقالة مدير الأمن.. قتلى وجرحى في يريم.. هدوء في المدينة.. واحتجاجات شبابية للمطالبة بإخراج المليشيات الحوثية..

إب.. "90" ساعة حرب!!

2014-10-19 09:30:35 تقرير/ محمود الحمزي

لا تزال الأوضاع في محافظة إب هادئة وسط حالة من الترقب والحذر والتفاؤل بانفراج الأزمة التي وصلت المحافظة عقب السماح لمليشيا الحوثي الدخول للمحافظة عبر حصان المؤتمر الشعبي العام ، ولاتزال الجهود القبلية وقيادة محافظة إب وقادة الأحزاب متواصلة لبذل مساعٍ لإيقاف نهائي للمواجهات وإخراج جميع المليشيات من المدينة..

قالت مصادر محلية بمديرية يريم ـ 60 كيلو شمال مدينة إب ـ بأن مسلحي القبائل في منطقة "كتاب" منعوا مساء أول من أمس تعزيزات حوثية قادمة إلى محافظة إب من الوصول للمدينة لمساندة مسلحي الحوثي في المواجهات المحتملة مع رجال القبائل وسط المدينة. المصادر قالت بأن قتلى الحوثيين حتى اللحظة وصل إلى 13 قتيلاً وعدد من الجرحى.

تداعي الحمى

وبحسب مصادر محلية أخرى قالت بأن مسلحي الحوثي حينما أجبروا على عدم الخروج من يريم عادوا إلى مدينة يريم وحاولوا اقتحام منزل الشيخ علي مسعد بدير غير أنهم لقوا مقاومة كبيرة سقط فيها 3 قتلى من الحوثيين وقتل أخ الشيخ بدير وابن أخيه.

 وأفادت بأن الاشتباكات المسلحة مع منزل الشيخ بدير أسفرت عن أسر 3 من مقاتلي جماعة الحوثي وجرح آخرين من الطرفين. وقد تدخلت قيادة اللواء 55 التابعة للمنطقة العسكرية السابعة لاحتواء الموقف وتم تسليم قيادة المعسكر أسرى الحوثيين.

وفي صباح أمس تداعى عدد من أبناء قبيلة الشيخ بدير من ريف يريم إلى المدينة ومعهم عدد كبير من القبائل الموالية لهم؛ تداعوا لنصرة الشيخ بدير فيما حشد الحوثيون أيضا مقاتليهم إلى المدينة وتجددت الاشتباكات بطريقة أشبه بحرب شوارع؛ سقط فيها عدد من القتلى والجرحى من الطرفين.

المصادر قالت بأن مسلحي القبائل سيطروا على معظم شوارع مدينة يريم وتم دحر مسلحي الحوثي من مناطق المواجهات. مصادر محلية أخرى قالت بأن مسلحي الحوثي تراجعوا إلى أمام بوابة معسكر اللواء 55 ودخلوا المعسكر ومنه استخدموا أسلحة المعسكر ضد مسلحي القبائل. وبان حصيلة قتلى صباح أمس 6 قتلى حوثيين و2 من مسلحي القبائل وسقوط جرحى من الطرفين.

خسائر أولية

وحصلت "أخبار اليوم" على أسماء قتلى رجال القبائل وعددهم اثنان وهما: عبد الجليل بدير وعبدالله بدير. ومن بين قتلى الحوثيين قيادي ميداني كبير واسمه أبو جعفر السراجي.

المصادر قالت بأن مسلحي القبائل تمكنوا من تدمير طقمين للمسلحين الحوثيين. وبعد مواجهات وصفت بالعنيفة دخلت وساطة قبلية لتهدئة الأوضاع ووقف إطلاق النار وحتى كتابة الخبر لا تزال المواجهات متوقفة. الوساطة بقيادة الشيخ أحمد صلاح المقبلي والشيخ توفيق البحم والشيخ أحمد يحيى العلي وتمكنت حتى اللحظة من تهدئة الأوضاع؛ بيد أنه لم يعلن عن أي اتفاق. المصادر قالت بأن لجنة الوساطة القبلية تسلمت منزل الشيخ علي مسعد بدير, تأجيل لقاء المحافظ والأحزاب والحوثة.

لقاءات واتفاقات

وفي سياق متصل تم تأجيل لقاء مفترض للمحافظ القاضي يحيى الإرياني مع قيادات الأحزاب والمشايخ والمجالس المحلية والحوثيين لمناقشة آلية لتوقيع اتفاق وآلية لتنفيذه يقضي بموجبه سحب جميع المليشيات المسلحة من المحافظة وتسليمها للأمن والجيش. وقد تم تأجيل اللقاء إلى أجل غير مسمى فيما تشير مصادر أخرى إلى لقاء غير معلن في منزل محافظ المحافظة لمناقشة تداعيات الأحداث. وأفادت المصادر بأن ممثلي الحوثي أبلغوا اللجنة والوساطة بأنهم لم يحضروا نتيجة تداعيات أحداث ليلة أمس.

أبرز بنود الاتفاق

الوساطة القائمة والتي يقودها الشيخ عبد الواحد صلاح وكيل المحافظة رئيس مؤتمر إب وعضوية خالد هاشم رئيس ناصري إب ود/ عبد العزيز الوحش قيادي اشتراكي ورئيس الدائرة السياسية لإصلاح إب أمين الرجوي اتفقت أمس على إيقاف فوري لإطلاق الناري وحتى قبيل ظهر اليوم وهو ما تم بالفعل وشهدت المدينة حالة من الهدوء حتى كتابة الخبر الثالثة والنصف عصراً من مساء أمس.

وعلم مراسل الصحيفة عبر مصدر في اللجنة أن من أبرز بنود الاتفاق وقف فوري لإطلاق النار وسحب جميع المجاميع المسلحة من الطرفين من عاصمة المحافظة وأن تتولى مهمة الأمن داخل عاصمة المحافظة القوات الخاصة (الأمن المركزي ) سابقا والجيش يمسك بمنافذ المدينة وأن يتم توزيع عدد من قوات الحرس الجمهوري على الأماكن الحيوية الهامة كالبنك المركزي ومبنى ديوان عام المحافظة ومحكمة الاستئناف وإدارة الأمن والسجن المركزي.

استقالة مدير الأمن

وفي موضوع متصل قدم مدير أمن محافظة إب استقالته من منصبه وقال مدير أمن إب العميد الركن فؤاد العطاب- في رسالة استقالته والموجه إلى وزير الداخلية- قال بأن استقالته في سبيل حقن كل قطرة دم تسيل علي تربة هذه المحافظة التي يستحق أهلها كل الحب والاحترام حد قوله. وقال العطاب : أشد على جميع أطياف وأحزاب ومشائخ ووجهاء واعيان وأنصار الله الذين هم احد مكونات نسيج هذا الوطن بان يكونوا يدا واحده لإعمار هذه المحافظة الغالية على قلوبنا جميعا. وأضاف باستقالتي إبراء إلى الله تعالى من كل عمل أو تخريب وبانها تفويت على كل من يريد جر المحافظة للصراع والاحتراب.

وطالب المؤتمر الشعبي العام وعدد كبير من مشائخ إب بإقالة مدير أمن المحافظة منذ توليه منصبه قبل عامين. ويوم الأربعاء الفائت وحين دخل مسلحو الحوثي المحافظة رفع الحوثيون مطالبهم بإقالة العطاب مبررين انتشار مسلحيهم بضبط الأمن وتحميل العطاب المسئولية.

وقفة احتجاجية

وصباح أمس نفذ عدد من الناشطين والحقوقيين والمحامين والإعلاميين ونشطاء ثورة 11 فبراير وقفة احتجاجية للمطالبة بإخراج جميع المليشيات المسلحة من المحافظة ومطالبين الدولة بفرض سلطاتها بدلاً من المجاميع المسلحة. ورفع الشباب والناشطون لافتات عديدة معبرة عن استيائهم الواسع من التواجد المسلح داخل المحافظة وعدم إدخال محافظة إب مربع الصراعات .

وردد المحتجون هتافات تطالب بسرعة إخراج المليشيات المسلحة من جميع الأطراف وبسط نفوذ الدولة في المحافظة . وطالب المحتجون في شعاراتهم بأن مدينة إب الخضراء لا تحولوها إلى مدينة حمراء بحماقاتكم وصراعاتكم وأن أمنها مسؤولية أهلها .

وطالب المحتجون في بيان صادر عن وقفتهم الاحتجاجية بإخراج جميع المليشيات المسلحة من المحافظة وقيام السلطة المحلية بجميع واجباتها ومهامها الدستورية والقانونية .

ودعا البيان كل المنظمات الحقوقية والإعلاميين والقوى الشبابية للوقوف صفاً واحداً لرفض مشاريع العنف ورفض التعصبات المناطقية والطائفية والحزبية . وندد بيان المحتجين بأي تخاذل نحو محافظة إب من أي جهة كانت .

رفض شبابي للمليشيا

وقد شارك في التظاهرة شباب حركة شباب من أجل اليمن ـ إب معبرين عن رفضهم الكامل لكل المظاهر المسلحة المنتشرة في عاصمة المحافظة وعواصم بقية المحافظات. وقالوا- في بيان صادر عن الحركة- بأنه وفي ظل ما تشهده المحافظة والعاصمة صنعاء وبعض محافظات الجمهورية من تدهور أمني متسارع ومخطط ، وفي ظل التداعيات الخطيرة التي نتجت عن المظاهر المسلحة وجماعات العنف المسلحة، التي استباحت المحافظة وبقيّة المحافظات وللنتائج البشعة التي بدأت تظهر بفعل جرائم قوى العنف والإرهاب من الدماء التي سفكت يوم أمس الأول الجمعة الموافق ١٧ أكتوبر ٢٠١٤م.

وطالب شباب الحركة الدولة باعتبارها المسئول الأول عن أمن واستقرار الوطن تأمين المواطنين ،طالبوها القيام بمسئولياتها في رفع المظاهر المسلحة ووقف أعمال العنف والاقتتال بواسطة مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية وبسط هيبة الدولة وفقا للقانون والدستور والمضي بعجلة التغيير السلمي بتنفيذ اتفاقية السلم واتفاق الشراكة والسلم ، وملحقها الأمني والإسراع في إعلان وتسمية أعضاء الحكومة من المؤهلين ومن ذوي الكفاءة والنزاهة والمضي قدما في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني والإسراع في استكمال صياغة الدستور وإنزاله للاستفتاء الشعبي للولوج إلى الدولة المدنية الحديثة؛ دولة النظام والقانون والعدالة والمساواة التي ضحى ويضحي من أجلها شعبنا العظيم.

ووجه بيان الحركة مطالب ورسائل عدة؛ منها رسالة إلى قيادة السلطة المحلية في المحافظة بأن عليهم القيام بواجباتهم ومهامهم الدستورية والقانونية والحفاظ على سلمية محافظتنا التي حافظنا عليها منذ اندلاع أحداث فبراير ٢٠١١م. وطالبوا بإخراج الجماعات والمليشيات المسلحة من داخل المحافظة وإغلاق منافذ المحافظة في وجه أي مجموعات مسلحة تريد دخول المحافظة.

ووجه البيان رسالة إلى الجماعات والمليشيات المسلحة بالقول: لقد حرم ديننا الإسلامي على المسلم أن يشير "بحديدة" في وجه أخيه فما بالكم برفع السلاح والقتل, لازلنا نؤمل فيكم دواعي الإسلام والوطنية والإنسانية ارفعوا مسلحيكم من محافظتنا حتى لا تكونوا قوى هدم وكونوا قوى بناء بعيدا عن العنف ولغة السلاح.

كما دعوا المليشيات المسلحة إلى أن لا تجعل من محافظة إب ميدان معركة واقتتال واحتراب وتصفية حسابات ، كما طالبوا منظمات المجتمع المدني والقوى الشبابية والمرأة للوقوف صفا واحدا لرفض مشاريع العنف والاقتتال والسلاح.

وأضاف" بثوا رسالتنا إلى أبناء المحافظة وأبناء شعبنا اليمني العظيم من أدناه إلى أقصاه كلنا شعب واحد ويجمعنا وطن واحد ودين واحد وعلينا جميعا رفض التعصبات الطائفية أو الحزبية أو المناطقية التي تهدف إلى إشعال الفتنة في الوطن".

 واختتم البيان- الذي وُزع على نطاق واسع- برسالة إلى أبناء المحافظات الجنوبية بالقول : نحن منكم وأنتم منا وما يجمعنا أكثر مما يفرقنا ولقد توافق الجميع على حل القضية الجنوبية في إطار مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وفي تلك المخرجات ما يلبي كل تطلعات الشعب في المحافظات الجنوبية والشرقية وفي كل الوطن الحبيب.

تشييع قتلى المواجهات

وفي إب أيضا شيع صباح أمس المئات من أبناء محافظة إب قتلى يوم أمس والذين سقطوا جراء مواجهات القبائل مع مليشيات الحوثي عليهم في الخط الدائري. وقد تم تشيع القتلى ودفنهم في منطقة الربادي بمديرية جبلة بمحافظة إب.

 وطالب المشيعون بإخراج مليشيات الحوثي من المحافظة واعتزازهم بموقف أبناء الربادي وأبناء المحافظة للدفاع عن مدينتهم.

وكانت مواجهات أول من أمس خلفت سقوط 10 قتلى 4 منهم من أبناء قبائل إب و6 من الحوثيين بينهم القيادي الميداني محمد علي الهراس وينتمي إلى منطقة أرحب شمال اليمن.

مطالب بتجنيب الاقتتال

وطالب أبناء إب الجهات الرسمية بتحمل مسؤوليتها وتوقيع اتفاق لإيقاف المواجهات أو تجددها, محذرين من ترك مساحات كبيرة للحوثة لتعيد تموضعها بطريقة تجر المحافظة للاقتتال.

 فيما قالت مصادر قبلية بأن أبناء إب لم يعلنوا حتى اللحظة المقاومة الشعبية مهددين بانتفاضة قبلية وشعبية عارمة في وجه المليشيات, مطالبين بسرعة إخراجها وتأمين المحافظة عبر الجيش والأمن.

وقال مصدر قبلي بان عدداً من قبائل محافظتي إب وتعز أكدت بأنها ستنضم لقبائل إب قبل أن يصلها خطر مليشيات الحوثي والتي تنتقل من محافظة لأخرى.

توقف بث الإذاعة

قالت مصادر بأن إذاعة إب توقف بثها وسيطر عليها الحوثيون اثر القصف الثقيل الذي استهدفها عصر أول من أمس وبأن الإذاعة تضررت بصورة دفعتها للتوقف ولم يتمكن العاملون بالإذاعة من الحضور نتيجة انتشار المسلحين الحوثيين فيها.

شوارع تعج بالمسلحين

وتعج مدينة إب بمئات المسلحين الذين ينتشرون بالشوارع من القبائل والحوثيين ، مصادر محلية قالت بأن المسلحين الحوثيين يتمركزون في الصالة الرياضية بالإستاد الرياضي وفي نقطة قريبة من الإستاد الرياضي وخلف سور جامعة إب القريب من شارع الدائري الغربي للمدينة وفي إحدى المنازل المجاورة لجولة العدين.

مطالبات حقوقية

مكتب حقوق الإنسان بالمحافظة طالب الجهات الأمنية بتحمل مسؤولياتها وأدان ما يحدث في المحافظة من أعمال عنف وتصادم مسلح أدى إلي إزهاق الأرواح وترويع المواطنين.

 وأكد في بيان له على العقلاء والشرفاء وكذا ممثلي الأحزاب والمنظمات والشخصيات الاجتماعية في هذه المحافظة إلى سرعة اتخاذ ما من شأنه حفظ الأمن والسكينة في المحافظة وإيقاف كافة أعمال العنف التي تحصل وان ينأوا بالمحافظة بعيدا عن الصراع وان لا تكون المحافظة مسرح ترجمة لأعمال الإرهاب والتطرف والعنف.

ودعا البيان الجهات الأمنية القيام بدورها باستقلالية والتجرد عن التوجهات الحزبية وعدم السكوت على كل مأمن شأنه إقلاق السكينة العامة سواء معسكرات القاعدة والمسكوت عنها أو الجماعات المسلحة, الأمر الذي أوصل المحافظة إلى الوضع السيئ الذي لا تحسد عليه. وجدد إدانتنا لكل ما من شانه إقلاق الأمن والسكينة العامة.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد