بعد سقوط قتلى وجرحى في صفوف المسلحين والمواطنين إثر قصف مدفعي وجوي استهدف زنجبار..

قبائل أبين تشترط على وزير الدفاع انضمامه لثورة الشباب مقابل تصديهم للعناصر المسلحة .

2011-05-31 17:27:31 أخبار اليوم/ خاص


لقي العشرات من العناصر المسلحة التابعة لما يسمى بتنظيم القاعدة مصرعهم أمس جراء قصف الطيران الحربي والمدفعي الذي طال تلك الجماعات المتمركزة في المقار الحكومية والأمنية التي سيطرت عليها يوم الجمعة الماضية في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين.
وأفاد شهود عيان لـ"أخبار اليوم" أن القصف المدفعي من قبل اللواء "25" ميكا والطيران الحربي قد طال إدارة البحث الجنائي ومكتب بريد زنجبار ومركز الأمومة والطفولة وبعض المقار الحكومية التي كانت تتمركز فيها العناصر المسلحة، مشيرين إلى أن القصف أدى إلى تضرر عدد من منازل المواطنين بمنطقة الصرح، كما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص بينهم امرأتان، بالإضافة إلى إصابة عشرة آخرين نقلوا على إثرها إلى مستشفى الرازي وثلاثة منهم تم إسعافهم إلى أحد مستشفيات عدن لإصاباتهم الخطيرة التي تعرضوا لها إثر القصف المدفعي الذي طال منازلهم بزنجبار.
وأكد شهود العيان أن القصف المدفعي أجبر تلك العناصر على الفرار إلى مدينة جعار التي سبق وأن سقطت في أيدي ما يسمى بالعناصر الجهادية منذ شهر مارس الماضي.
كما أفاد شهود عيان قادمون من محافظة عدن إلى أبين بأنهم شاهدوا أربع جثث لمواطنين في نقطة "دوفس" مرمية بالأرض وأن أفراد الجيش الذين كانوا يتمركزون قد غادروا النقطة مساء أمس إلى عدن تاركين الأربع الجثث بالأرض دون معرفة هويتها.
وكانت منطقة دوفس قد شهدت مساء أمس الأول مواجهات مسلحة بين الجيش والعناصر المسلحة، نتج عنها اختفاء أربعة ضباط برتبة عقيد وكذا إحراق طقم عسكري واستشهاد ثلاثة صف ضباط وهم "محمد أحمد زيد الصباحي ـ رتبة مساعد أول، وعلي مساعد ناجي الحولمي، ومحسن صالح ناجي سعيد المصوب".
هذا ومازالت مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين تعيش وضعاً مأساوياً وأصبحت كمدينة أشباح جراء انقطاع المياه والكهرباء، بالإضافة إلى النزوح الجماعي لمئات الأسر عن زنجبار جراء القصف المدفعي الذي طال منازلهم وأصبحوا دون مأوى ولم تقم السلطة المحلية بتوفير لهم الخيام والبطانيات والغذاء حتى تتوقف الحرب ويعودوا إلى منازلهم.
إلى ذلك قال المحامي/ نبيل العمودي إن ما يدور في عاصمة محافظة أبين زنجبار بسبب رفض أبناءها الانصياع والوقوف مع النظام وإعلان تأييدهم لثورة الشباب المطالبة بإسقاط النظام.
وأضاف العمودي في تصريح لـ"أخبار اليوم" إن محافظة أبين وعلى مدى التاريخ ومنذ عام 78م عانت كثيراً من الأنظمة السابقة وعانى أبناؤها من قبل مراكز قوى معينة تلعب على أوتار السياسة في كل اتجاه، مشيراً إلى أن النظام اليوم يواصل تصفية حساباته مع أبناء محافظة أبين لأنها رفضت الوقوف إلى جانبه وأعلنوا وقوفهم مع ثورة الشباب السلمية.
وأكد المحامي نبيل العمودي أن النظام سعى أمس الأول إلى إدخال القبائل التي قدمت من مديريتي مودية والمحفد "قبائل آل باكازم" للوقوف إلى جانب اللواء "25 ميكا" ـ إلى إدخالهم في حرب أهلية، معتبراً أن بإمكان السلطة التصدي لتلك العناصر المسلحة التي يصفها النظام بالقاعدة لما يمتلك من ثكنة عسكرية كبيرة.
وأوضح أن القبائل قد انسحب البعض منهم، كون العناصر المسلحة الذين يواجهون اللواء هم من أبنائهم وأن ذلك سيخلق مستقبلاً ثارات بين القبائل نفسها وسيدخلون في أتون حرب أهلية.
 وعلق العمودي على هروب السجناء بأن هذه ورقة يستخدمها النظام من أجل بث الرعب والخوف في نفوس المواطنين وسبق أن فعلها النظام في تهريب السجناء بصنعاء وغيرها من المحافظات، لافتاً إلى أنه قد يكون من بين السجناء من لهم علاقة بالمسلحين.
وتابع: إن صمود قيادة اللواء 25 ميكا تجاه المسلحين سيخلق أضراراً كبيرة بمنازل المواطنين الذين هجروها جراء القصف الذي طالهم.. مردفاً: ينبغي أن تشكل لجنة أهلية من عقلاء ومشائخ مدينة زنجبار لإقناع اللواء بالكف عن القصف وإجبار المسلحين على الخروج من المدينة، معبراً عن إدانته للقصف الذي طال منازل المواطنين وكذا منزل الشيخ/ طارق الفضلي.
وأشار المحامي العمودي إلى أن النظام وما يعانيه من ضغط في صنعاء أضطر إلى فتح جبهات أخرى، حيث أصبحت زنجبار مستهدفة بالطيران والمدفعية، لافتاً إلى أن الخسائر بين المواطنين تفوق الخسائر بين المسلحين والجنود وأن المستفيد مما هو حاصل في زنجبار هو النظام الذي يسعى لنقل المعركة إلى محافظة عدن ـ حد قوله.
من جانبه وصف الأمين العام للمجلس الأهلي بمديرية زنجبار الوضع العام في عاصمة محافظة أبين بالمأساوي، فقد هاجر الناس بيوتهم وأتجهوا إلى عدن وأماكن أخرى في مديريات المحافظة أكثر أمناً واستقراراً، خاصة بعد القصف العشوائي الذي طال منازلهم وأصبح المواطنون يقتلون ولا يدرون لماذا يقتلون.
وأضاف عبدالله الجفري ـ الأمين العام للمجلس الأهلي بمديرية زنجبارـ إن المجلس ونتيجة عدم تجاوب السلطة المحلية والقيادات الأمنية مع اللجنة الأهلية بمديرية زنجبار بشأن وضع الحماية الكافية للمواطنين وتحديد مساحة إيواء لهم حتى يتم تجنيبهم القصف ـ فإن المجلس ارتأى أن يتقدم بعدد من الحلول لمعالجة ما يجري في زنجبار على أن يقوم المجلس الأهلي باستلام أمور السلطة بالمديرية بشكل عام وأن يتم رفع اللواء والأمن المركزي من شوارع زنجبار مع المسلحين في آن واحد وأن يتحمل المجلس مسؤولية استتاب الأمن وسلامة المواطن والحفاظ على الممتلكات العامة وإنهاء كافة الأشكال المسلحة أو أن يقوم الجيش بتحمل مسؤوليته بتوفير حماية أمنية للسكان والمجلس سيتكفل بحراستها من أي مسلح يدخل إليها.
وحمل الجفري النظام المسؤولية الكاملة والمطلقة بهدر دماء وحياة الناس وإهانة كرامتهم، مؤكداً بأن المجلس سيقاضي النظام ومحافظ أبين وكافة القيادات الأمنية بالمحافظة على كل قطرة دم تسفك بحق المواطنين من أبناء زنجبار، داعياً كافة قبائل أبين أن لا ينجروا لأي فتنة أو احتراب بين أبناء المحافظة.
مؤكداً بأن أفراد الأمن يقفون ضد كافة المواطنين بمديرية زنجبار عند محاولتهم انتشال بعض الجثث المرمية في الشوارع التي أصبحت الكلاب تنهش منها.. مؤكداً أن رئيس المجلس الأهلي بمديرية زنجبار الشيخ/ شايع سالم الأحوري أصيب بطلق ناري أثناء تفقده لبعض المواطنين ممن تبقوا في بعض مناطق مديرية زنجبار.
ودعا في ختام تصريحه النازحين من أبناء زنجبار التواصل مع المجلس الأهلي بزنجبار على الأرقام التالية: "777869564 ـ 777004316 ـ 771374325 ـ 733621405".
مطالباً المنظمات الدولية للإغاثة مساعدة النازحين من مواطني زنجبار جراء هذه المحنة التي لحقت بهم.
إلى ذلك علمت "أخبار اليوم" أن اللواء الركن/ محمد ناصر أحمد ـ وزير الدفاع ـ إلتقى يوم أمس بعدد من أبناء القبائل بمحافظة أبين وعرض عليهم تسليحهم تسليحاً كاملاً مقابل أن يقوموا بمواجهة من وصفهم بالعناصر الإرهابية المسلحة التي سيطرت في غضون ساعات يوم أمس الأول على المقرات الأمنية بالمحافظة وعدداً من المصالح الحكومية.
وفي هذا السياق أكدت مصادر محلية للصحيفة أن أبناء القبائل اشترطوا على الوزير ناصر انضمامه لثورة الشباب السلمية وحينها سيتولون عملية صد هذه المجاميع، معتبرين ما طرحه الوزير ناصر على القبائل بحضور عدد من القيادات العسكرية ـ محاولة لجر أبناء المحافظة إلى حرب أهلية.
من جانب آخر حصلت الصحيفة على أسماء الضباط والجنود التابعين للجيش والأمن الذين استشهدوا وجرحوا أثناء الزج بهم في مواجهات خلال الثلاثة الأيام الماضية مع العناصر المسلحة دون معرفتهم بخطة التسليم، حيث بلغ عددهم "76" ضابطاً وصف جندي ـ تنشر "أخبار اليوم" أسماءهم غداً بمشيئة الله.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد