الإمارات تحاول إحياء مبادرة سابقة اليمن.. نزيف الدم مستمر والحوار متعثر

2015-12-05 18:58:20 عدن_إبراهيم مجاهد

يبدو أن حوار جنيف2 قد يتعثر أو يؤجل إلى أجل غير مسمى سيما وأنه كان يفترض منتصف شهر نوفمبر الحالي أو نهاية هذا الشهر إلاّ أنه لا يلوح في الأفق ما يشير إلى ذلك، فقد أكد رئيس الفريق الحكومي للمفاوضات في «جنيف2» أنه لم يحدد موعد انعقاد هذه المفاوضات.

 

وقال عبدالملك المخلافي في تصريح خاص لـ «الشبيبة» موعد حوار «جنيف2» لم يحدد بعد لأن الحوثي وصالح لم يقدما أسماء ممثليهم بعد ولم يردوا على المسودة المقدمة من الأمم المتحدة بشأن جدول الأعمال ومسودة ضوابط الحوار.

 

وعن وجود أي ضمانات لهذا الحوار أكد المخلافي أنه لا يوجد ضمانات إلاّ الاتفاق المسبق على كل النقاط والالتزام بقرار مجلس الأمن 2216 وعدم السماح بالخروج عليه أو التحايل عليه. وحول ما إذا كان يعتقد أن تسارع الأحداث في محافظتي تعز ومأرب لها علاقة بتأخر رد الحوثي وصالح على مسودة الأمم المتحدة قال المخلافي: هذه حرب حركتها الأوهام لازالت الأوهام تسيرها، سمعنا من كثير من المراقبين والسفراء إن الحوثي وصالح يعتقد أن تحركه في تعز ومأرب يمكن أن يؤدي إلى تحقيق ميزه له في المفاوضات وشعبنا يدفع الثمن.

 

الإمارات تطرح خروج صالح:

 

وفي سياق متصل قال أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية: إن تأخير وتأجيل الحوثيين تشكيل وفدهم المفاوض في جنيف يعبر عن خلافات حادة ناتجة عن التحول الميداني في تعز، وإن الوقائع على الأرض تحاصر التمرد.

 

وأضاف قرقاش في تغريدات له على «تويتر» إن: «نجاح جنيف اليمني وجهود المبعوث الأممي سيتطلب ضغوطاً دولية تدفع باتجاه خروج صالح من اليمن، وغيابه عن الساحة سيسهم جذرياً في نجاح الحل السياسي».

 

وتابع: «القوى الدولية مطالبة بالضغط نحو خروج صالح من اليمن دعماً للقاء جنيف، غيابه سيحرر فريق المؤتمر التفاوضي ويزيل إحدى أهم عقبات الحل السياسي». وأشار إلى أن «تجربة بقاء صالح في اليمن مؤشر وعبرة حول دور وإرث الماضي في تعقد آفاق الحل السياسي والذي يؤسس للمستقبل».

 

مبادرة إماراتية تعثرت:

 

من جانبها كشفت مصادر سياسية مطلعة لـ «الشبيبة» أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت تسعى منذ شهر أبريل الماضي -أي بعد أقل من شهر على بدء عمليات عاصفة الحزم- لإيجاد تسوية سياسية في اليمن لا يكون صالح طرفاً فيها ويتم استبدال نجله «أحمد»، المقيم في الإمارات باستضافة حكومية، بدلاً عنه في رئاسة حزب المؤتمر الشعبي العام. إلاّ أن صالح -بحسب تلك المصادر- تراجع في اللحظات الأخيرة التي سبقت وضع المسودة النهائية لصيغة تلك التسوية، مشيرة إلى أن مسألة ترأس أحمد علي لحزب المؤتمر لقي معارضة شديدة من قبل الفقيد الدكتور عبدالكريم الإرياني، والدكتور أحمد عبيد بن دغر، نائبي صالح في الحزب.

 

هجوم حضرموت

 

أكد العميد يحيى أبوعوجا قائد اللواء «135» مدرع المرابط في مديرية الوادي والصحراء بمحافظة حضرموت جنوب شرقي اليمن، أن أفراد الموقعين العسكريين الذين تعرضا للهجمات مسلحة صباح ومساء يوم أمس الأول الجمعة، تمكنوا من التصدي لتلك الهجمات التي تبناه في وقت لاحق من اليوم ذاته ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية «ولاية حضرموت» الذي بات يعرف باسم «داعش». وأوضح العميد يحيى أبوعوجا في تصريح خاص لـ «الشبيبة» أن أكثر من 250 مسلحا على متن سيارات متنوعة اغلبها سيارات نوع « شاص» بالإضافة الى سيارتين مفخختين هاجموا على موقع كتيبتين عسكريتين تابعتين للواء في موقعين واحد عند الساعة السابعة والنصف من صباح يوم امس الاول الجمعة، حيث استهدفت الهجمات الكتيبة المرابطة في منطقة شبام ومنطقة وادي سر عبر سيارتين مفخختين واعقبهما هجوم مسلح غلى موقع الكتيبة العسكرية المرابطة في نقطة القارة غرب مدينة شبام تلاها اشتباكات مسلحة بين إفراد الكتيبة العسكرية والمسلحين المهاجمين الذين يتبعون تنظيم «داعش» بحسب بيان التنظيم, تمكن خلالها أفراد الجيش من اللواء 135 صد الهجوم ودحر المهاجمين الذين اضطروا للفرار الى الجبال الواقعة شمال المدينة بعد أن وجدوا مقاومة شرسة من أفراد الجيش.

 

«16» شهيداً و »38» من أفراد الجيش:

 

وأفاد قائد اللواء 135 أن الاشتباكات والهجمات المسلحة التي استهدفت الكتيبتين المرابطتين في كل من مدينة شبام، ووادي سر في مدينة القطن, أسفرت عن استشهاد 15جندي من أفراد اللواء وجرح 30 آخرين اثنين منهم حالتهم خطيرة, منوها بأنه سقط في من المهاجمين أكثر من 60 قتيل جثث العديد منهم لازالت موجودة حتى مساء الجمعة في المنطقة التي شهدت الاشتباكات غرب مدينة شبام.

 

تجدر الإشارة الى أن اللواء 135 ينتشر أفراده في أربع مديريات وهي القطن وشبام وسيئون– المطار- وتريم, ويبعد موقع الكتيبتين اللتين تعرضتا للهجوم أكثر من «50 كم» من مركز مدينة سيئون.

 

سيارة مفخخة اعترضت التعزيزات:

 

من جانبه أكد مصدر عسكري بمديرية سيئون شرقي اليمن أن التعزيزات العسكرية التي كانت في طريقه لإسناد أفراد الكتيبة التي تعرضت للهجوم في منطقة شبام، اُستهدفت من قبل المسلحين المتشددين من خلال سيارة مفخخة نوع «صالون - سوداء» «موديل94» أثناء ما كانت تلك التعزيزات في طريقها إلى مدينة شبام، حيث استغل الانتحاري الذي كان يقود السيارة المفخخة المسافة بين الطقم العسكري والذي يليه ودخل بين الطقم الأول والثاني، منوهاً إلى أنه ما أن دخلت تلك السيارة بين سيارات «أطقم» التعزيزات وانفجرت في الحال مما أسفر عن سقوط شهيدين وثمانية جرحى من أفراد حملة التعزيزات التابعة لقيادة المنطقة الأولى المرابطة في حضرموت الوادي والصحراء جراح أحدهم خطيرة، كما أدى انفجار السيارة المفخخة إلى إعطاب طقم عسكري وعربة مصفحة نوع «همر». مشيراً إلى أن عدد منفذي هجمات يوم الجمعة يقدر عددهم بـ «300» مسلح.

 

أبوعوجا يشيد بشجاعة

 

أفراد اللواء والمنطقة الأولى:

 

العميد أبوعوجا الذي تحدث لـ «الشبيبة» يوم الجمعة أن اثنين من المهاجمين لم يتمكنا من الهرب بعد انتهاء الاشتباكات في مدينة شبام وقاما بمهاجمة النقطة «القارة» العسكرية مساء الجمعة بالأسلحة الرشاشة وقذائف «الاربي جي» وتم الرد عليهم في الحال من قبل أفراد الموقع مما دفع بأحد المهاجمين بتفجير نفسه من خلال الحزام الناسف الذي كان يرتديه في حين قتل الآخر على يد أفراد الجيش. وأشاد قائد اللواء 135 مدرع بشجاعة وبسالة أفراد اللواء وزملائهم الذين ساندوهم من أفراد المنطقة العسكرية الأولى، أثناء التصدي لمنفذي تلك الهجمات الإرهابية، مؤكداً أن يقظة أفراد الجيش اللواء حالت دون تحقيق الأهداف من تلك الهجمات؛ حيث كان المهاجمون يسعون لإسقاط مواقع عسكرية والسيطرة عليها إلا أن أبطال اللواء والجيش دحروا المهاجمين وأوقعوا في صفوفهم خسائر بشرية ومادية كبيرة، موضحاً أنهم تمكنوا من ضبط «6 أطقم» سيارات تابعة للمهاجمين بعضها عليها أسلحة متوسطة نوع «7/‏12» و»5/‏14». وذكر قائد اللواء «135 مدرع» أن الطائرة العمودية التي كان على متنها و التي شاركت في عملية فك الحصار على الموقع العسكري في «شبام» هبطت اضطراريا في منطقة قريبة من مكان المواجهات دون وقوع أي إصابات.

 

الرواية الرسمية لهجمات حضرموت:

 

وفي السياق ذاته نقلت وكالة سبأ الموالية للشرعية عن مصدر طبي بحضرموت قوله أن 15 شهيدا من أفراد الجيش استشهدوا في حادث انفجار «إرهابي».

 

وأضافت الوكالة «أُستشهد 15 جنديا من منتسبي القوات المسلحة وأصيب 32 آخرون في حادث انفجار إرهابي استهدف نقطة أمنية في المدخل الغربي لمدينة شبام حضرموت فجر يوم الجمعة

 

وأوضح مصدر طبي أن 15 شهيدا من أفراد القوات المسلحة استشهدوا في العملية الإرهابية وأصيب و32 آخرون إصاباتهم متفرقة بين خطيرة ومتوسطة، مشيراً الى انه تم نقل الجرحى بسيارات الإسعاف من قبل الطواقم الصحية بمستشفى سيئون العام بعد أن هرعت منذ ساعات النهار الأولى الى موقع الحادث. وقال شهود عيان إن اشتباكات دارت بين المهاجمين وأفراد النقطة الأمنية عقب الانفجار سقط خلالها عدد من القتلى والجرحى من العناصر الإرهابية.

 

ضحايا مدنيين في هجمات حضرموت

 

من جانبه أوضح مصدر محلي بمديرية شبام لـ »سبأ» عن إصابة عدد من المواطنين بينهم نساء وأطفال بإصابات خفيفة وتهشم نوافذ منازل المواطنين وتعرض منزلين للانهيار، مؤكداً أن قوات الأمن بدأت عملية عسكرية واسعة استخدمت فيها المروحيات لتعقب العناصر الإرهابية التي هاجمت نقطتي شبام وسر الأمنيتين.

 

المقاومة تتقدم صوب تعز ودمت:

 

من جانب آخر تحدثت عدد من وسائل الإعلام اليمنية عن تمكن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المسنودة بقوات التحالف، من تحرير منطقة «الشريجة» التابعة لمحافظة لحج جنوبي اليمن، وأحد المناطق المهمة والمداخل الرئيسية لمدينة تعز. وقالت مصادر محلية إن الجيش والمقاومة الشعبية حرروا منطقة الشريجة وتوجهوا صوب مدينة الراهدة في تعز.

 

وذكرت بأن الوحدات العسكرية من المنطقة العسكرية الرابعة والجيش والمقاومة التحمت مع مقاومة الداخل، بعد أن تمكنت من طرد ميليشيا الحوثي وصالح.

 

وأعلن المجلس العسكري في تعز مدينة الشريجة محررة، بدءاً من مساء الجمعة.

 

وذكر المصدر بأن مليشيا الحوثي وصالح ركزت على المنطقة بشكل كبير، حيث عززتها بقوات وآليات عسكرية ضخمة، لكن الجيش الوطني والمقاومة وقوات التحالف تمكنوا من دحرهم. وفي مدينة دمت التابعة لمحافظة الضالع ذكرت مصادر محلية أن المقاومة الشعبية والجيش الوطني حققوا تقدماً كبيراً في دمت بمحافظة الضالع جنوب اليمن يوم الجمعة، عقب مواجهات مع المليشيات الحوثية. وأشارت إلى أن المقاومة سيطرة على موقع «رأس الذاري» بـ»حيد منه» وجبل «مضرح» على حدود مديرية دمت الجنوبية. كما دمرت مدفعية المقاومة والجيش الوطني في منطقة «مُريس» يوم الجمعة، آليات عسكرية وذخائر لمليشيا الحوثي وصالح في منطقة «ذا العُبِد».

 

وصول قوات يمنية مدربة إلى عدن:

 

وعلى صعيد متصل بالوضع الميداني وصل يوم الجمعة إلى عدن دفعة جديدة من شباب المقاومة الجنوبية الذين أرسلهم التحالف العربي للتدريب والتأهيل في أحد معسكراتها في دولة إرتيريا.

 

ونقلت «شبكة إرم الإخبارية» عن مصادر في المقاومة الشعبية الجنوبية قولها إن الدفعة التي وصلت الى عدن قوامها 600 شاب من أبناء المقاومة الشعبية الجنوبية بعدن، أرسلوا إلى معسكر خاص بها في إرتيريا. كما نقلت عن مصادر في شباب المقاومة بمديرية كريتر تأكيدها أن دفعة أخرى من الشباب تم إرسالهم يوم السبت الى إرتيريا لتدريبهم وإعادة تأهيلهم في معسكر خاص بها مزود بأحدث التقنيات العسكرية. وأوضحت المصادر أن الدفعة التي وصلت الى عدن سيتم دمجها بالأجهزة الأمنية والعسكرية في عدن للحفاظ على الأمن في المدينة.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد