أصدر مجلس الأمن الدولي بياناً أدان فيه الإجراءات الأحادية المستمرة التي تتخذها جماعة الحوثي، وقال إنها تقوض الانتقال السياسي في البلاد وتعرض أمنها للخطر، في حين طالب مندوب اليمن بالأمم المتحدة المجلس بمواجهة ما سمّاها "المطامع الإيرانية" في بلاده.
واستنكر المجلس- في جلسة طارئة عقدها مساء أمس الأحد بدعوة من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي- استنكر عدم التزام الحوثيين بالقرارات الدولية التي دعتهم إلى إخلاء المقرات الحكومية، ودعا كل الأطراف في اليمن إلى الالتزام بالمبادرة الخليجية وآليات تنفيذها.
واعتمد مجلس الأمن بالإجماع بيانا رئاسيا يؤكد التزامه القوي بوحدة وسيادة واستقلال اليمن وسلامة أراضيه، كما أكد فيه دعمه لجهود بنعمر ولجهود مجلس التعاون الخليجي، من أجل التوصل إلي حل سلمي توافقي للأزمة.
ودعا المجلس- في بيانه- جماعة الحوثي إلي ضرورة التنفيذ الكامل لقرار المجلس الذي ينص علي ضرورة قيام الحوثيين بسحب قواتهم من جميع المؤسسات الحكومية وإعادة الأوضاع الأمنية إلى طبيعتها في صنعاء وبقية المحافظات.
وأكد المجلس استعداده لاتخاذ مزيد من التدابير ضد أي طرف في حال عدم تنفيذ قراراته، مؤكدا دعمه لجهود مجلس التعاون الخليجي في عملية الانتقال السياسي، ورحب بالدعوة إلى الحوار في العصمة السعودية الرياض.
وأكد البيان على شرعية الرئيس هادي، وأدان الغارات الجوية التي استهدفت القصر الرئاسي في عدن والهجمات الانتحارية في صنعاء وصعدة.
تقويض الانتقال
مجلس الأمن الدولي استنكر عدم التزام الحوثيين بمطالب القرارات الدولية بشأن اليمن، وكذا استمرار الإجراءات الأحادية التي يتخذها الحوثيون، مجددا دعمه لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وأوضح على لسان رئيسه، إن خطوات الحوثيين تقوض عملية الانتقال السياسي في اليمن، وتعرض أمنه للخطر، داعياً كل الأطراف إلى الالتزام بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
كما أعرب مجلس الأمن الدولي عن استيائه من عدم انسحاب الحوثيين من مؤسسات الدولة اليمنية.
كما أدان مجلس الأمن وبأشد العبارات قصف المقر الرئاسي في عدن، من قبل طائرات موالية للحوثيين.
كما شجب المجلس كافة الأعمال العدائية التي يقوم بها الحوثيون، مطالباً إياهم بتسليم الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها من مؤسسات الدولة.
كما جدد رئيس المجلس دعم المجلس للمبادرة الخليجية بشأن الحوار بين الأطراف اليمنية، كما جدد المجلس دعمه اليمن ووحدته.
ودعا المجلس الدول الأعضاء لعدم التدخل في اليمن ودعم الحوار فيه، مجددا دعوته للأطراف في اليمن إلى الحوار ونبذ العنف.
بلاغ القلق
وأبلغ المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر مجلس الأمن أن أغلب مطالب مجلس الأمن للحوثيين لم تنفذ، باستثناء رفع الإقامة الجبرية عن رئيس الوزراء وأربعة أعضاء في حكومته.
وعبر بنعمر- في إحاطته التي قدمها لمجلس الأمن- عن قلقه البالغ من كون التطورات الأخيرة تُبعد اليمن يوما بعد يوم عن تسوية سلمية للأزمة وتدفعه إلى حافة الحرب الأهلية.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن جمال بن عمر- في كلمة مصورة أمام المجلس- إن اليمن على مشارف حرب أهلية، وإن الحوار هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة، واصفا الرئيس هادي والحوثيين بأنهما طرفان مهمان في أي حل.
وذكّر مجلس الأمن بالدور الحاسم للدول الخليجية في دعم اليمن، معبرا عن ثقته في قدرة الأمم المتحدة ومجلس التعاون على العمل معا لمساعدة اليمنيين.
وأبلغ مجلس الأمن بمختلف الأحداث التي شهدتها عدن، مشيرا إلى أنه اعتبر القصف الجوي على المطار والقصر الرئاسي تصعيدا خطيرا وغير مسبوق.
كما عبر عن دعمه لحل سياسي تفاوضي وأكدت أنني أعمل مع الجميع بهدف الخروج من المأزق الحالي وتفادي حرب أهلية وإعادة العملية الانتقالية إلى مسارها.
وعبر بنعمر عن قلقه الشديد أيضا حيال استمرار الاعتقال التعسفي والاختطافات والعنف، داعياً إلى الاحترام التام لحقوق المتظاهرين السلميين وحرية الصحفيين.
وقال:" إن العواطف متأججة بسبب المواجهات والتفجيرات الأخيرة وما لم يتم إيجاد حل سريع للأزمة فإن اليمن سينزلق نحو مزيد من العنف والتشظي".
وشدد على أن من يعتقد بجدوى القوة المسلحة في فرض سيطرته على اليمن إنما يدفع فقط باتجاه سيناريو مثيل بما يحدث في ليبيا والعراق وسوريا مجتمعة، مجددا القول بأنه سيكون من الوهم أن يعتقد أي طرف بأنه سيكون قادرا على فرض سيطرته منفردا على كافة مناطق اليمن.
وتساءل بنعمر- في إحاطته لمجلس الأمن- عن البديل عمن يشككون في جدوى الحوار والمفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة، منوها إلى أنه يواصل التزامه لإيجاد حل لا ينتقص من شرعية الرئيس هادي ولا يضفي الشرعية على الذين يلجأون للعنف لوقف العملية السياسية.
ودعا جمال بنعمر في ختام إحاطته لمجلس الأمن كافة الأطراف إلى وقف التحريض وتقدير خطورة الوضع والكف عن كل ما يقوض العملية السياسية لأن الحوار هو الحل الأوحد.
مطلب يمني
مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة خالد اليماني طالب مجلس الأمن بكبح جماح الحرب والمطامع الإيرانية في اليمن.
وأوضح- في مداخلته خلال الجلسة- بأن الأعمال الإجرامية التي تقوم بها الميليشبات الحوثية ومن يواليها تهدد أمن اليمن والمنطقة.
وقال اليماني إنه يجب سحب الأسلحة بكافة أشكالها من المدن اليمنية، منوها إلى أن الالتزام بالقرارات الدولية يستلزم انسحاب الحوثيين.
وقال بأن الطريق الوحيد للخروج من الأزمة يمر عبر القرارات الأممية، معبرا عن شكره لدول مجلس التعاون الخليجي وخصوصا السعودية على دعمها لليمن.
مطالبة بتحرك جاد
وطالبت مندوبة قطر في مجلس الأمن- الأميرة علياء آل ثاني بتحرك أممي جاد لمعاقبة الحوثيين الرافضين للامتثال لقرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية وغيرهم من معرقلي العملية السياسية باليمن.
ودعت مجلس الأمن إلى اتخاذ قرارات تحت البند السابع لمعرقلي الحوار في اليمن، مشددة على ضرورة تجنيب اليمن الانزلاق وعدم الاستقرار يستدعي تضافر الجهود الدولية.
وشددت على ضرورة "اضطلاع مجلس الأمن بمسؤوليته وبصورة عاجلة لضمان تنفيذ قراراته الصادرة بشأن الأزمة اليمنية وبموجب الفصل السابع ضد معرقلي العملية السياسية وقرارات مجلس الأمن ولما من شأنه رفض سياسة الأمر الواقع لجماعة الحوثيين ويكفل بمنع وصول الأسلحة إلى الجهات المنتهكة لقرارات مجلس الأمن وتعمل خارج الشرعية اليمنية".
وأكدت الأميرة عليا في كلمة لها عن مجلس التعاون الخليجي عن تعرض القصر الرئاسي اليمني بعدن إلى قصف جوي من قبل الحوثيين.
وقالت:" بدلا من التزام الحوثيين بقرارات مجلس الأمن قاموا بقصف المقر الرئاسي بعدن"، منوهة إلى أن الحوثيين اتخذوا إجراءات تهدد وحدة اليمن واستقراره".
واعتبرت ذلك التطور الخطير سيؤدي إلى مزيد من التدهور السياسي والاقتصادي والأمني باليمن.
وأشارت إلى انه- وفي وقت كان ينتظر فيه العالم امتثال الحوثيين لقرارات مجلس الأمن القاضية بانسحابهم من المؤسسات والعاصمة صنعاء- تواصل الجماعة المسلحة سيطرتها على اليمن واقتحامها لمدينة تعز في صورة من التحدي لإرادة المجتمع الدولي وأمن واستقرار اليمن والعالم، إضافة إلى استمرارهم باتخاذ إجراءات مستمرة ليس لهم أي مشروعية في اتخاذها.
ونوهت إلى أن مجلس التعاون يجدد دعوته لكافة الأطراف اليمنية للحوار في الرياض، وأنها تدين كل عمليات التفجير في اليمن.
وأشارت إلى أن مجلس التعاون يجدد تأكيده على دعم استقلال اليمن والشرعية المتمثلة في الرئيس هادي.
