إنه لاعب غني عن كلّ تعريف، حمل طوال عقد من الزّمن القميص رقم 7 في المنتخب الأسباني. ولكنه اشتهر أكثر بكونه "رقم 7 الفريق الملكي" في أواخر التسعينات والعقد الأول من القرن الجديد. يُعتبر راؤول جونزاليس الفائز بدوري أبطال أوروبا 3 مرّات ولقب كأس الإنتركونتيننتال مرّتين ولقب الدّوري 6 مرّات والعديد من الألقاب الأخرى والأهداف والأرقام القياسية نجماً مميّزاً في تاريخ ريال مدريد.

بعد 17 عاماً من التألق في سانتياجو بيرنابيو، أبهر المشجعين الألمان في شالكه 04. والآن، بعد تجربة قصيرة في نادي السدّ القطري، يستعدّ راؤول لاجتياح أمريكا.

وقّع المهاجم الأسباني حديثاً لنادي نيويورك كوزموس الشهير، وحصل موقع الفيفا على فرصة للتحدّث معه حول هذا التحدّي وسرّ حفاظه على اللياقة في سنّ الـ37 وأحلى الذكريات في مسيرته الحافلة، ولأهمية الحوار تعيد "أخبار اليوم" نشره.. لا تفوّتوا الجزء الأول من هذه المقابلة..

* بعد اللّعب في الدوري الأسباني والدوري الألماني والفوز بالعديد من الألقاب في دوري أبطال أوروبا والمشاركة في العديد من نسخ كأس الأمم الأوروبية وكأس العالم، لماذا اختار راؤول نيويورك كوزموس في الدّوري الأمريكي للمحترفين؟

- وصلت إلى هنا لرغبتي في الإستمرار في اللعب بعد أن عرض عليّ كوزموس مشروعاً أثار اهتمامي. بالإضافة إلى مواصلة لعب كرة القدم، وهو ما أعشق فعله، ستتاح لي الفرصة أيضا لمساعدتهم على بناء أكاديمية أشارك فيها تجاربي وخبراتي. أحبّ فكرة العمل على إنشاء هذه الأكاديمية في بلد ينمو فيه "السوكر"، كما يسمّونه هنا، شيئاً فشيئاً. أعتقد أن هناك إمكانات كبيرة والعديد من الأمور المثيرة للإهتمام للقيام بها.

 * كما سيسمح لك هذا الأمر بالعيش في نيويورك، هل هذا جزء ممّا شجعك على قبول العرض؟

- نعم، على المستوى العائلي لا شك بأنها فرصة مهمّة للعيش في مدينة كبيرة مثل نيويورك التي فيها كلّ شيء. إنها مدينة مثالية لمستقبل أولادي. سبق لي أن زرت هذه المدينة مرّتين من قبل وفيها كل ما تريد فعله وتحقيقه على جميع المستويات. نعيش هنا منذ ثلاثة أشهر وقد تأقلمنا بشكل جيد ونحن سعداء جداً. مع مرور كلّ أسبوع أشعر بأن القرار الذي اتخذته كان صائباً. نحن متحمّسون جداً.

كُرة القدم هي شغفي وأنا الآن أشعر بأن لدي لياقة بدنية جيّدة لمواصلة اللّعب. عندما أقرّر الإعتزال سنرى ما سيحدث.

* لنتحدّث عن مشروع الأكاديمية. هل تنوي الإشراف على تدريب الأطفال أيضاً؟

- لم أحدّد دوري بعد، المؤكد هو أنني حالياً لن أكون في المكتب لأن هدفي الرئيسي الآن هو اللّعب ومساعدة الفريق وجعل الجماهير تستمتع وتقضي وقتاً طيباً خلال مبارياتنا، وبالطبع، الفوز بالألقاب التي سنتنافس عليها. سنحاول أن نكون في مستوى تاريخ كوزموس العظيم. وبعد ذلك سأنخرط تدريجياً في مشروع الأكاديمية. وعندما سأقرّر الإعتزال سأكرّس وقتي أكثر للأطفال، ربّما كمدرّب أو كمساعد. هذا ما سنعرفه لاحقاً لأنه قبل ذلك يجب عليّ أن أحصل على رخصة التدريب. في جميع الأحوال، ما أريده هو أن أنقل تجربتي لتطوير منهجية جيّدة للأطفال لفهم اللعبة والإستمتاع بها.

* حسب ما تقوله، لا تستبعد دخول عالم التدريب...

- حالياً لا أستطيع أن أنفي ذلك، ولكن لا أستطيع أن أؤكده أيضاً (يضحك)، سنرى ذلك في المستقبل القريب. فكُرة القدم هي شغفي وأنا الآن أشعر بأن لدي لياقة بدنية جيّدة لمواصلة اللّعب. عندما أقرّر الإعتزال سنرى ما سيحدث. في قطر جمعت أيضاً بين اللّعب والعمل في أكاديمية أسباير. وهنا سأفعل الشيء نفسه. وبعد مرور سنة أو سنتين، سنرى ما سأفعله.

* في سنّ الـ37، ما تزال تواصل اللّعب. هل يجب أن تتدرّب بشكل مختلف لتكون في أفضل حال؟ ما هو سرّ الحفاظ على لياقتك؟

- الإعتناء بالصّحة قليلاً واتباع نظام غذائي جيد والإستراحة والتمتّع بحماس كبير. كما أنني كنت محظوظاً خلال مسيرتي لأنني لم أتعرّض لإصابات خطيرة وأشعر أنني بحالة جيدة. وقد قدمت أيضاً لدوري رغم أنه متطلب من الناحية البدنية إلاّ أنه يوفّر لي الظروف الملائمة لمساعدة الفريق بأسلوب لعبي. هذا لا يعني أننا سوف نلعب مباراة كلّ ثلاثة أيام (يضحك)، بل سنلعب مباراة واحدة كلّ أسبوع، وهذا وقت كافي لاستعادة اللياقة والوصول في أفضل الأحوال إلى المباراة القادمة. كما أن إيقاع المسابقة سيظهر لي مستوى لياقتي وإلى متى يمكنني مواصلة اللّعب.

* عندما وصلت إلى نيويورك كوزموس، كان القميص رقم 7 في حوزة لاعب آخر. ولكن صاحب القميص لم يتردّد في تقديمه لك...اشرح لنا علاقتك بهذا الرّقم.

- في ريال مدريد جصلت على شرف حمل هذا الرّقم لسنوات عديدة، وقبلي ارتدى هذا القميص العديد من النجوم الكبيرة والأسطورية في النادي. وواصلت اللّعب دائماً بالرّقم نفسه في شالكه وفي قطر. هنا كان القميص رقم 7 في حوزة لاعب آخر، الأسباني أيوفي جارسيا. ولكن عندما أخبره المدرّب بأنني وقعت للنادي، قال إنه سعيد بمنحي هذا القميص. أشكره كثيراً على هذه اللّفتة، ولكنني قلت له بأنه ليس لديّ أي مشكلة في اللّعب برقم آخر.

* ربما كانت ستكون المشكلة عند الجماهير التي كان سيصعب عليها التعرّف عليك داخل الملعب برقم آخر...

- (يضحك) نعم، ربّما هذا أفضل بالنسبة لهم. كان سيكون من الغريب رؤيتي برقم آخر، ولكن الأهمّ هو اللّعب بشكل جيّد. ولكن من الواضح أنه بعد 20 عاماً، أصبحت الجماهير تربط اسمي بهذا الرّقم. من هنا إلى الخلود.

... يتبع في عدد الغد