شيعت صنعاء يوم أمس الجمعة جثامين قتلى التفجير، الذي استهدف الطلبة الجامعيين المتقدمين للالتحاق بكلية الشرطة بصنعاء يوم الأربعاء الماضي.

وطالب المشيعون الأجهزة المعنية اتخاذ الاجراءات الحازمة وملاحقة مرتكبي هذه الجريمة ومن يقف وراءهم وإقامة أشد أنواع العقوبات.

وشارك في مراسم التشييع وزير الدفاع اللواء الركن محمود أحمد سالم، ووزير الداخلية اللواء جلال الرويشان، ورئيس جهاز الأمن القومي اللواء الدكتور علي حسن الاحمدي، والمفتش العام للقوت المسلحة اللواء الركن عبدالباري الشميري، ونائب وزير الداخلية اللواء علي ناصر لخشع، والمفتش العام بوزارة الداخلية اللواء عبده ثابت.

وكانت انفجرت سيارة مفخخة أمام بوابة كلية الشرطة بصنعاء صباح الأربعاء الماضي، ما أسفر عن مقتل 41 شخصاً، وإصابة 65 آخرين.

وعلى صعيد متصل أعلنت الشرطة اليمنية مساء أمس الأول الخميس ضبط "خلية إرهابية" مكونة من خمسة أشخاص، قالت إنها متورطة في تفجير كلية الشرطة بالعاصمة صنعاء الذي وقع الأربعاء، وأوقع عشرات القتلى والجرحى.

ونقلت وكالة الأنباء "سبأ" عن مدير عام شرطة أمانة العاصمة العميد عبد الرزاق المؤيد، أن "أجهزة الأمن تمكنت من إلقاء القبض على خلية إرهابية متورطة في الحادث الإرهابي البشع الذي وقع (الأربعاء) أمام بوابة كلية الشرطة بصنعاء"، وأنها تبحث عن صاحب الحافلة الصغيرة التي استعملت في ارتكاب الاعتداء.

وأوضح العميد المؤيد أن أحد الموقوفين تم ضبطه في مكان وقوع انفجار السيارة المفخخة أمام كلية الشرطة، وتم استجوابه وأدلى بمعلومات عن بقية الخلية، التي تنتمي لتنظيم القاعدة، كما تم ضبط أربعة من أعضاء الخلية في مصلحة الهجرة والجوازات، أثناء محاولتهم استخراج وثيقة للهروب خارج البلاد.

وقال إنه تم التعرف على هوية صاحب الحافلة المفخخة التي تم تفجيرها، وأن أجهزة الأمن تقوم حالياً بتعقب مالكها.

وفي السياق أكدت مصادر خاصة لـ" أخبار اليوم" أن اثنين من ضباط الأمن السياسي تم إلقاء القبض عليهم يوم أمس الأول في الجوازات في إطار التحقيقات، مضيفة أن الضابطين من آل وهاس مديرية سنحان وسبق أن اختلفا مع مجاميع مسلحة حوثية وحدثت بينهم إشكاليات في وقت سابق. وفق المصادر.

من جانبه شكك الصحفي والإعلامي المقرب من جماعة الحوثي الأستاذ محمد المقالح في تصريحات مدير شرطة أمانة العاصمة العميد عبد الرزاق المؤيد والمحسوب أيضاً على جماعة الحوثي، وكتب في بوست له على حائط صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك مشككا في مصداقية أمن العاصمة تحت عنوان "يا مدير امن العاصمة اكشف عن أسماء المتهمين بالجريمة وانشر صورهم إن أردت أن نصدق تصريحاتك".

واستهل المقالح تشكيكه في مصداقية المؤيد قائلاً: "من تصريح مدير امن العاصمة العميد عبد الرزاق المؤيد أشك بأنهم ألقوا القبض على المتهمين بجريمة كلية الشرطة، واعتقد أن تصريحه لوكالة الأنباء سبأ مساء اليوم، والذي قال فيه إن أجهزة الأمن قد ألقت القبض على أربعة من الخلية الإرهابية التي فجرت بكلية الشرطة قد جاء تحت ضغط الرأي العام جراء وقع الجريمة البشعة واتهام الناس للأجهزة الأمنية بوجود تقصير أمني مريع!"

وتابع المقالح تشكيكه في مصداقية المؤيد قائلاً: "تصريح المؤيد لم يشر ولو بالأحرف الأولى إلى أسماء المتهمين الذين ألقي القبض عليهم بزعمه في مبنى الجوازات وهم يحاولون استخراج جواز سفر هذا أولاً"

وأضاف المقالح مفنداً تصريحات مدير شرطة العاصمة بقوله: "كما أن تصريحه الذي يتوعد فيه مالك الحافلة المفخخة التي فجرت أمام كلية الشرطة يوحي بأن المتهم الرئيسي بالجريمة لم يلقى القبض عليه بعد وان كان المدير يقول "بأنه لن يهدأ له بال ولن تغمض له عين حتى يلقي القبض عليه "... مع أن مالك السيارة يفترض أنه معروف الاسم والعنوان على الأقل طالما وقد أكدت الأجهزة الأمنية معرفتها لمن تتبع ملكية السيارة مع أنها قد تكون مسروقة وهو الأرجح !"

وتحدى المقالح العميد المؤيد وقال: "مطلوب نشر أسماء وصور المتهمين للراي العام وتأكيد الخبر من قبل الأمن السياسي والقومي " المعنيين بالأمر" والبدء بالتحقيق مع المقبوض عليهم تمهيدا لتقديمهم إلى المحاكمة بأسرع وقت ممكن".

وحذر من التنافس على التصريحات بين الأجهزة الأمنية لدفن القضية وقال: "أرجو أن لا تتحول المسألة إلى سباق في التصريحات بين مسؤولي الأجهزة الأمنية وكل واحد يسارع إلى إثبات أنه الأجدر من غيره ولو بمجرد التصريحات الإعلامية ليس إلا !"

وختم المقالح تشكيكه في تصريحات المؤيد بالتمني بعدم دقة شكوكه، وقال: "يبقى أن أقول بأنني أتمنى من قلبي أن تكون تصريحات مدير امن العاصمة دقيقة وان شكوكي حول عدم دقتها ليست صحيحة".