حذِّرت من انهيار الدولة ومن حروب أهلية لا نهاية لها وسيطرة للتنظيمات الإرهابية..

ضباط وقادة عسكريين يشهرون هيئة للحفاظ على الجيش واللواء الصوملي يدعو لإنجاز الدستور, والاستفتاء والانتخابات

2014-12-09 14:14:56 أخبار اليوم/ خاص

عُقِد بالعاصمة صنعاء يوم أمس الأحد حفل إشهار وتدشين الهيئة الوطنية للحفاظ على القوات المسلحة والأمن.

وقالت الهيئة الوطنية للحفاظ على القوات المسلحة والأمن في بيانٍ صادر عنها تلقَّت صحيفة "أخبار اليوم" نسخة منه: إن وحدة وأمن واستقرار اليمن كان وسيظل بامتلاكه مؤسسة عسكرية دفاعية وأمنية قوية موحدة مبنية على عقيدة عسكرية تجسِّد ولاءها لله والوطن، معبرةً عن إرادة الشعب اليمني العظيم.

وأكدت الهيئة في بيانها "أن استمرار مسلسل تدمير ما تبقَّى من الأجهزة العسكرية والأمنية سيؤدي إلى انهيار الدولة برمَّتها، وسيقود إلى صراعات وحروب أهلية لا نهاية لها، وسيفتح المجال أمام التنظيمات الإرهابية لبسط نفوذها في ظل غياب الدولة".

وأشار البيان إلى أنه ومن منطلق المطالبات الشعبية والمناشدات، أعلنت إطلاق مشروع الحفاظ على ما تبقَّى من المؤسسة العسكرية والأمنية وحمايتها من كافة المخاطر المحدقة بها، تحت مظلة الدستور والقانون والإرادة الشعبية.

ولفت البيان إلى أنه تم تأسيس الهيئة الوطنية للحفاظ على القوات المسلحة والأمن تطوعياً من كل أبناء اليمن الشرفاء، وأنها مستقلة وليست مع أحد ولا ضد أحد، بل إنها مع اليمن دون غيره، وأنها تجمع لا تفرق.. تبني ولا تهدم.. منبعها ومرتكزها وأساسها وطني يمني خالص.

وأكد البيان على أن اليمن لا يمكن أن تقوم له قائمة في ظل غياب مؤسسة عسكرية وأمنية قوية ومتماسكة.

ودعت الهيئة الوطنية للحفاظ على القوات المسلحة والأمن، كافة شرائح المجتمع اليمني، من أحزاب ومنظمات شبابية ومدنية وإعلامية واجتماعية وعسكرية وأمنية وناشطين، للانضمام والتفاعل مع أنشطة الهيئة الوطنية للحفاظ على المؤسسة العسكرية والأمنية؛ ليتحقق لهم ومن خلالهم جميع الأهداف المرجوة من إنشائها.

وفي حفل الإشهار طالب اللواء الركن/ الصوملي بسرعة إنجاز مسودة الدستور لإجراء الاستفتاء عليه, إجراء الانتخابات النيابية والرئاسية والمحلية على أن يُحدَّد كل هذا في خطه مزمَّنة تُرضي وتُلبِّي طموحات أبناء اليمن..

وأكد اللواء الركن محمد الصوملي في كلمة اللجنة التحضيرية – على حيادية هذا الملتقى وولائه المطلق لدعم الوطن والهدف منه إعادة الاعتبار للمؤسسة الدفاعية والأمنية والحفاظ على ما تبقَّى منها..

وقال الصوملي: يحدونا الأمل أن تجد دعوتنا دعماً وتجاوباً من شرفاء ومحبي يمن الثاني والعشرين من مايو وقواته المسلحة والأمن باعتبار عظمة الشعوب لا تتحقق إلا بعظمة جيوشها ويقظة رجال أمنها لينعم المواطن بحياة مستقرة وآمنة ويتطلع للبناء والتنمية والسير قُدماً إلى الأمام.. مشيراً إلى أن ذلك هو التفاؤل الذي تحمله الهيئة على عاتقها .

وأضاف: "إن على الجميع في اليمن تناسي جراحات الماضي وأن يدركوا أنهم أبناء اليوم متطلعين لمستقبل وغدٍ أفضل, مستلهمين تجارب وخبرات اكتسبها قادة وضباط وصف وجنود القوات المسلحة والأمن من خلال ما يُشاد بهم في الميدان وفي المعاهد والمدارس والكليات بمختلف مستوياتها تاركين وراء ظهورهم أي أخطاء أو تجاوزات سببها ظروف المرحلة بما حملته من مماحكات ومناكفات سياسية انتقامية أثرت سلباً على هذه المؤسسة العملاقة نتيجة لما مرَّت به اليمن من منعطفات خطيرة كادت أن تقضي على الجميع بدون استثناء"..

وقال: آن الأوان أن نضع أيدينا في أيدي بعض ونرصَّ صفوفنا بهدف مساندة ومساعدة القوات المسلحة والأمن ونعيد لها الاعتبار لتحقيق تلك الأهداف السامية في بناء وطن آمن ومستقر..

ودعا جميع القوى والمكونات السياسية في اليمن إلى التنفيذ الجاد والصادق لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني باعتباره المرجعية التي أجمع عليها أبناء اليمن بعيد عن المزايدات والمكايدات التي لا تُسمن ولا تغني من جوع وتنفيذ ما تضمَّنه اتفاق السلم والشراكة الموقَّع عشية الـ21 من سبتمبر الماضي.

هذا وشهدت العاصمة- صنعاء صباح أمس الاثنين- تدشين أنشطة الهيئة الوطنية للحفاظ على الجيش والأمن، كخطوة ومبادرة ذاتية للحفاظ على ما تبقى من أسس ومداميك هاتين المؤسستين، حيث قتل المئات في حوادث اغتيالات واستهداف لكبار الضباط الأمنيين والعسكريين خلال ثلاث سنوات عاشتها اليمن، في مرحلتها الانتقالية، جراء الأحداث التي عصفت بها إبان العام 2011.

وتحت سقف القاعة التي احتظنت فعالية التدشين، استعاد اليمنيون بعضاً من آمالهم في بناء الجيش الذي يحافظ على أمن البلد وأبنائه وصون كرامته والحفاظ على مقدراته، الجميع هنا من مختلف التوجهات والمشارب جمعتهم اليمن وأمنها وسلامة أبنائها والحفاظ على مؤسستي الدفاع والأمن..

وما إنْ عزفت الموسيقى السلام الوطني، لم يتمالك العشرات من كبار الضباط أنفسهم.. انهالت دموعهم تعبيراً عن الحزن الصامت والكبرياء المغمور بحب هذا الوطن، الذي أرهقته أحداث استمرت ثلاث سنوات، شهدت تصفية خيرة منتسبي الجيش والأمن.

عمليات اغتيالات واستهداف طالت منتسبي هذه المؤسسة الوطنية الكبرى، وسط عجز رسمي عن ضبط ولو متورط في جريمة واحدة، ومعرفة من يقف خلف تلك التصفيات.. بالإضافة إلى استهداف ممنهج، من خلال تفكيكه تحت مسمى (الهيكلة).

وفق حضور في الفعالية: لم يتبق أحد داخل القاعة لم تذرف دموعه.. الجميع أجهش، وشوهدت دموعه تسيل على وجهه".

عشرات الصور تداولها صحفيون وناشطون على صفحات مواقع التواصل تظهر كبار الضباط في الجيش والأمن، لم يستطيعوا تمالك أنفسهم وأجهشوا بالبكاء في القاعة وهم يستمعون للنشيد الوطني، "رددي أيتها الدنيا نشيدي".. ألهب مشاعر كل من سمعه..

بيان صادر عن الفعالية أكد أن الهيئة ليست مع أحد، وليست ضد أحد، بل مع اليمن دون غيره، متعهدين بالوقوف جنباً إلى جنب من أجل الحفاظ على تماسك المؤسسة الوطنية الدفاعية والأمنية "تجمع ولا تفرق، تبني ولا تهدم، منبعها ومرتكزها وأساسها وطني خالص"..

الحضور أكدوا أن المؤسسة العسكرية والأمنية كانت وستظل بجهود تعاون وتكاتف كل أبناء الوطن، التعبير الحي لإرادة هذا الشعب الحضاري، العريق المجسدة لوحدة أبنائه الوطنية الذائدة عن حياضه.. المدافعة عن سيادته، الحامية لأمنه واستقراره ومكاسب ثورته ونظامه الجمهوري ووحدته المباركة.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد