اعتبر البروفيسور ووزير المالية الأسبق/ سيف العسلي أن برنامج حكومة بحاح- الذي قدمته أمس إلى البرلمان- برنامج ميت لحكومة ميتة وأنه مجرد بيان يتحايل على اتفاق السلم والشراكة بل ويعارضه ويناقضه ويعمل على إفشال اتفاق السلم والشراكة وقال إنه برنامج انفصال يحوي مغالطات دستورية واصفاً البيان والبرنامج الحكومي بـ"خطاب تثقيف للأطفال في ثالث ابتدائي".

وأكد العسلي أن المانحين سيقولون بعد اطلاعهم على هذا البيان إن اليمن أصبحت دولة فاشلة أما المستثمرون فسيزدادون بؤساً وتشاؤماً وقال: البيان الحكومي شيء مخز يعكس غباء النظام وكلام ميت وعقيم لا قيمة له وهذه الحكومة ستعمل على موال الجرعة وأرقاها المقدمة في البيان ليست دقيقة ويحتوي على كثير من المغالطات الدستورية - حد وصفه..

وأوضح البروفيسور قائلاً: إذن ما تقدمت به الحكومة اليوم من برنامج يصلح أن يكون خطابا أو برنامجاً تثقيفياً للأطفال في الصف الثالث الابتدائي والبرنامج الحكومي المقدم لم يتكلم عن شيء ولم يعرض شيء ونحن في هذه المرحلة في اليمن لا نتحاج إلى خطوط عريضة ولا إلى سياسات عامة ولا إلى كلام لا معنى له وخصوصا أن اتفاقية السلم والشراكة حددت أرقاما..

وتابع العسلي قائلاً: كان ينبغي على الحكومة أن تعمل أرقاما من حيث زيادة المرتبات وتحسين مستوى الدخل وتخفيف الفقر ومعالجة قضايا الإدارة المالية والإدارة العامة بشكل عام مثل كشوفات المرتبات والفساد المستشري بأشكاله والتي لا تحتاج إلى لجان ولا إلى قضايا ولا إلى تعطيل وكان على الحكومة أن تبدأ بها دون أن تطالعنا بهذا الكلام الميت العقيم الذي لا قيمة له..

وأشار وزير المالية الأسبق قائلاً: إذن هذا البرنامج وهذه الحكومة لا تقبل المحاسبة وليس هناك أي شيء يمكن الوثوق به فعندما يقرأ المستثمرون ورجال الأعمال هذا البيان الحكومي فإنهم سيزادون بؤسا وسيزدادون تشاؤماً وعندما يقرأ المانحون هذا البيان فانهم أيضا سيقولون إن اليمن أصبحت دولة فاشلة ولا يمكن أن توجد بها حكومة, مؤكداً: ولا أدري هذه الحكومة بهذا البيان من تخاطب؟ إلا اذا كانت تخاطب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة فقط ويبدو أن ذلك كان واضحا لأنهم ركزوا على ما يسمى بالقضية الجنوبية التي لا وجود لها أصلا والتي هي ربما لغز لتمرير الانفصال وقد حدثت محاولة للانفصال في 30 نوفمبر الماضي ولا يمكن أن يعيده أحد..

وتابع العسلي قائلاً: فبدلا من التأكيد على القضايا الحالية التي يعاني منها اليمن الآن فإنهم يتكلمون عن الأقاليم وعن الفيدرالية وهذا سيكون سابقا لأوانه لأن الدستور لم يقر ولم يستفت عليه وكأنهم يقولون إن قضية الاستفتاء على الدستور قد تمت ولم يبق إلا إخراجها وإنها واقع وحقيقي وهذه مغالطة دستورية للحكومة أنها تعمل في هذا الأمر دون أن ترجع للشعب ولا يحق لها أن تقرر في أي شيء من هذا القبيل إلا بعد أن يتم إصدار الدستور والانتخابات وإذا ما تم الاستفتاء على الدستور وإقامة انتخابات فإن هذا النظام مقصده يكون موجودا وليس من اختصاصاته الحديث عن هذه القضايا وقد تم تدويخ الناس من خلال الكلام على قضايا مستقبلية لا ندري متى وقتها وليس هناك فترة لكي تحققها..

 ولفت العسلي قائلاً: تم تجاهل الوضع الحالي ماعدا الجرعة وهناك إشارة واضحة إلى أن هذه الحكومة ستعمل على الجرعة من خلال حديثها عن الدعم وتناست أنه تم رفع الدعم في الآونة الأخيرة وأن هذه الأرقام التي استند إليها أولا ليست دقيقة على الإطلاق وهي قديمة ولا يتم إيرادها من أجل تبرير الجرعة قد تم عملها وإذا كان المواطنون يتوقعون انخفاض أسعار المشتقات النفطية فإن هذه الحكومة أوردت قرارا أنها سترفع هذا الدعم بغض عن النظر عن اللجنة الاقتصادية الحالية التي شكلتها الحكومة ولا شك أن ذلك يعكس ثقة الحكومة بأنها ستبطل قرارات هذه اللجنة الاقتصادية من الآن..

وأكد وزير المالية الأسبق- في تصريح خاص لـ"أخبار اليوم" معلقاً على البرنامج الحكومي قائلاً: إن هذا البيان شيء مخز وشيء مستفز وشيء يعكس غباء هذا النظام وعدم قدرته على الإبداع وعلى الإتيان بأي جديد غير التهيئة والعمل وبصراحة بكل الجوانب فإن برنامج هذه الحكومة أسوأ حتى من البرامج السابقة وأقل منها في المستوى والمحتوى أو من حيث المضمون..

وأضاف العسلي قائلاً: وهنا أقول إن على الشعب وعلى القوى السياسية أن لا يقبلوا بهذا الأمر وهذه المزايدة وهذا التضليل فهذه حكومة خاصة جاءت بمهام خاصة وفقا للسلم والشراكة وعليها أن تلتزم بها وكان الأحرى بها أن تقدم اتفاق السلم والشراكة كبرنامج لها..

وأردف العسلي قائلاً: أما بهذا العمل وهذا البرنامج والبيان فإن الحكومة قد تحايلت على اتفاق السلم والشراكة بل وعارضته وناقضته بل وعملت صراحة على إفشاله وهذا لا يمكن أن يتم بعد أن حدث ما حدث وسالت دماء وحدثت تغييرات كثيرة ولذلك فإني أقول إن هذا البرنامج برنامج ميت وإن هذه الحكومة حكومة ميتة..