قتل عشرة أشخاص وجرح آخرون في اشتباكات مسلحة بين عناصر من تنظيم القاعدة وجنود من قوة مكافحة الإرهاب ومن المارينز الأميركي بمحافظة شبوة..

وقالت مصادر محلية إن قوات المارينز الأميركي نفذت إنزالاً جوياً في منطقة عبدان بمديرية نصاب في عملية "يمنية- أميركية" مشتركة في محاولة لتحرير رهينتين هما الصحافي الأميركي (ماك سومرز) وصحفي أفريقي يدعى بيير كوركي، مختطفين منذ أيام لدى عناصر القاعدة.

وأضافت المصادر لـــ(أخبار اليوم) أن الاشتباكات اندلعت بعد منتصف الليل, حيث استمرت العملية حتى فجر أمس عقب إنزال جوي بمشاركة العشرات من الجنود الأميركيين وقوات مكافحة الإرهاب الذين قدموا على متن مروحيتين هبطتا على الخط الرابط بين "عبدان - مدينة نصاب".

وروت المصادر أن عملية الهجوم التي سبقت انتهاء مهلة القاعدة للإدارة الأميركية بيوم واحد تمت بفريقين توزعا على محورين أحدهما اقتحم إحدى المنازل الذي كان يعتقد احتجاز الرهينة الأميركي بداخله و الآخر تولى إغلاق الطرقات فيما قامت طائرات بدون طيار بإطلاق قنابل وصواريخ تصدر غازات وأضواء قوية جدا بحسب الرواية..

وبحسب المصادر فإن عناصر مسلحة كانت متواجدة بالمنزل اشتبكت مع الجنود لمدة أربع ساعات انتهت بسقوط عشرة قتلى من الأهالي من بينهم امرأة وطفل وشخصان من كبار السن.

وفي الغضون أفادت مصادر محلية أن الرهينة الأميركي قتل خلال الاشتباكات، فيما أفادت نقابة الصحفيين بجنوب أفريقيا- في بيان لها أمس- أن الرهينة بيير كوركي، توفي فجر السبت بعد محاولة إنقاذه من قبل قوات خاصة أميركية باليمن.

وقال شهود عيان إنهم وجدو آثار دماء يبدو أنها إثر سحب جثث تم نقلها من موقع الاشتباك إلى الطائرة التي تم عليها الإنزال وهو ما اعتبرته مصادر يعزز جرح أو مقتل الرهينة.

وقد جرى تشييع جثمان القتلى الساعة الحادية عشرة من صباح أمس في منطقة عبدان فيما توعد أهالي الضحايا بالرد السريع على القتل الذي طال أبناءهم.

وتأتي عملية الإنزال الجوي لتحرير الرهينة الأميركي قبل ساعات من انتهاء المهلة التي حددها تنظيم القاعدة للحكومة الأميركية لتنفيذ مطالبه بدفع فدية مالية.

ووفقا لمصادر الصحيفة فقد قتل في العملية من اليمنيين:" الحاج/ عبدالله لعوج الدغاري، عمار عبدالله لعوج الدغاري، فهد احمد الحرد الدغاري، ناصر احمد الحرد الدغاري، احمد مبارك الحرد الدغاري، جمال مبارك الحرد الدغاري، صالح مبارك الحرد الدغاري، رويس مبارك الحرد الدغاري".

إلى ذلك أكد مصدر بوزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون،" قيام الولايات المتحدة بعملية لتحرير وإنقاذ الرهينة لوك سومرز إلى جانب رهينة آخ, ولم يكشف تفاصيل إضافية عنه.

وقال المصدر- في تصريح خاص لـCNN- إن عملية الإنقاذ شارك فيها عناصر من قوات النخبة بالبحرية الأميركية أو ما يعرف بـ"سيلز" والتي سرعان ما اشتبكت مع عناصر مسلحة على الأرض إلى جانب مقاتلات وطائرات بدون طيار حلقت فوق الموقع.

وتابع قائلا إن القوات المشاركة في هذه العملية تمكنت من انتشال الرهينتين ووضعهما على متن طائرة من طراز "V-22", حيث توفي أحد الرهينتين في الطريق إلى سفينة كانت بالقرب من موقع العملية في حين توفي الآخر على متنها.

وبين المصدر أن الموقع الذي كان عبارة عن مجمع سكني تواجد فيه عدد كبير من السكان الأمر الذي رفع المخاوف من احتمال كشف عناصر العملية.

من جهتها قالت نقابة الصحفيين بجنوب أفريقيا- في بيان لها السبت- إن الرهينة بيير كوركي، توفي فجر السبت بعد محاولة إنقاذه من قبل قوات خاصة أميركية باليمن.

إلى ذلك أوردت تقارير أميركية تفاصيل حول عملية فاشلة نفذتها قوات المارينز لتحرير رهينتين لدى عناصر القاعدة بمحافظة شبوة جنوبي اليمن..

وفي السياق نقلت صحيفة نيوروك تايمز الأميركية عن مسؤولين أميركيين إن قوات كوماندوز أميركية اقتحمت قرية في جنوب اليمن صباح السبت في محاولة لتحرير مصور صحفي أميركي من قبضة تنظيم القاعدة، لكن الغارة انتهت مع الخاطفين بمقتل الصحفي الأميركي ومواطن من جنوب أفريقيا كان محتجز معه.

وأفادت وكالة اسوشيتد برس الأميركية بان المصور الصحفي الأميركي والمدرس من جنوب أفريقيا، قُتلا اثناء ما كانا محتجزين من قبل القاعدة في اليمن، في غارة قادتها قوات أميركية لمحاولة إنقاذهما، والتي قال الرئيس باراك أوباما إنه أمر بتنفيذها بعدما تيقن بأن حياة الصحفي في خطر وشيك.

وقال الرئيس أوباما- في بيان له- إن المتشددين المنتمين إلى القاعدة في شبه الجزيرة العربية قتلوا الرهائن خلال عملية الانقاذ، التي كان قد وافق عليها فقط يوم الجمعة.

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن الصحفي لوك سومرز، 33 عاما، أصيب بجروح خطيرة عندما وصلت القوات الخاصة إليه. وقال المسؤول الأميركي إنه تم نقل سومرز إلى سفينة تابعة للبحرية الأميركية في المنطقة، مضيفا إنه مات متأثرا بجراحه وفقا لنيوروك تايمز.

ووفقا لبيان نشر على الموقع الإلكتروني لمنظمة إغاثة كانت تتفاوض على إطلاق سراحه، إنه تم التعرف على هوية الرهينة الأخر وهو المدرس الجنوب أفريقي بيار كوركي، الذي كان من المتوقع الإفراج عنه اليوم الأحد.

وقال زعيم قبلي يمني الذي قال انه كان شاهدا على عملية الانقاذ في محافظة شبوة جنوب اليمن إن اثنين من متشددي القاعدة وثمانية مدنيين على الاقل قُتلوا خلال الاشتباكات عندما داهمت القوات الأميركية عدة منازل.

وقال أوباما في بيانه إنه وافق على محاولة الانقاذ بعد أن تيقن بأن حياة سومرز كانت في "خطر وشيك".

وقال أوباما: "من منطلق مسؤوليتي أن أعمل أي شيء ممكن لحماية المواطنين الأميركيين. الولايات المتحدة لن تدخر أي جهد لاستخدام كل قدارتها في الجيش والمخابرات والدبلوماسية لتأمين وصل الأميركيين إلى الوطن بأمان أينما كانوا".

وقال على هامش مؤتمر الأمن الإقليمي في العاصمة البحرينية المنامة، قال اللواء علي الأحمدي رئيس جهاز الأمن القومي في اليمن، إن عملية مشتركة للقوات الأميركية واليمنية تم تنفيذها للإفراج عن الرهائن في سباق مع الزمن بعدما هدد الخاطفون بقتل سومرز يوم السبت.

وقال الأحمدي: "لقد كانت محاولة لإنقاذه. تم تنفيذ العملية، لكن بمجرد أن رأى الإرهابيون بأنهم يتعرضون لهجوم، قاموا بقتله".

ولم ترد أنباء فورية عن مصير رهينة بريطاني. وقال الزعيم القبلي طارق العولقي، الذي قال إنه شهد الغارة، إن الغارة بدأت في حوالي الساعة الواحدة من صباح يوم السبت حيث حلقت مروحيات في المنطقة وانزلت حوالي 100 جندي على القرية في وادي عبدان.

وقال إن القوات الأميركية اطلقت قنابل صوتية عندما داهمت أربعة منازل في القرية. وقال العولقي: "إطلاق الرصاص تسبب في حالة من الذعر. تسعة قتلى من قبيلتي قتلوا، اثنان من القتلى معروفين إنهم أعضاء في تنظيم القاعدة. واثنان من الجرحى مدنيان وإمرأة وطفل، تم نقلهم إلى مستشفى قريب".

وعاش سومرز في اليمن لعدة سنوات قبل اختطافه. وكان يعمل محررا في الصحف المحلية الصادرة باللغة الإنجليزية وكذلك مصور صحفي.

وعلقت وكالة اسوشيتد برس بأن شريط الفيديو الذي بثته القاعدة في شبه الجزيرة العربية على الانترنت تهدد فيه بقتل المصور لوك سومرز، دفع بالقوات الأميركية المدعومة من قوات برية يمنية إلى تنفيذ محاولة إنقاذ ثانية لسومرز، لكن منظمة إغاثة تساعد في التفاوض على الإفراج عن الجنوب أفريقي بيار كوركي قالت انه كان من المقرر اطلاق سراح المدرس الجنوب الافريقي يوم الاحد.

وقال مسؤول رفيع المستوى في إدارة أوباما للوكالة إن المتشددين حاولوا قتل سومرز قبل الغارة، لكنهم أصابوه بجراح.

 وأضاف المسؤول الأميركي إن قوات الكوماندوز الأميركية اخذت سومرز إلى سفينة تابعة للبحرية الأميركية في المنطقة حيث توفي فيها.

وقالت لوسي سومرز، شقيقة المصور الصحفي، إنها ووالدها علموا بمقتل شقيقها من عملاء في مكتب التحقيقات الفيدرالي صباح السبت.

رئيس جهاز الأمن القومي اليمني اللواء علي الأحمدي قال إن عناصر القاعدة خططوا لقتل لوك سومرز يوم السبت مما دفع بتنفيذ المهمة المشتركة. وقال الأحمدي أمس السبت: "هددت القاعدة باعدام سومرز اليوم لذلك كان هناك محاولة لإنقاذهم, لكن للأسف أطلقوا النار على الرهائن قبل الهجوم أو خلاله. لقد تم تحريره لكن للأسف فارق الحياة".

وبدأت العملية قبل فجر السبت في محافظة شبوة جنوب اليمن، وهي معقل للقاعدة في شبه الجزيرة العربية. وقال مسئول أمني يمني إن طائرات بدون طيار أميركية ضربت أولا منطقة وادي عبدان ومن ثم تم تمشيط المنطقة بواسطة طائرات وقوات برية يمنية.

وقال المسؤول اليمني إن طائرات هليكوبتر شاركت أيضا بمزيد من القوات لمداهمة منزل, حيث كان فيه الرهائن. وقال مسؤول أمني آخر إن تسعة على الاقل من عناصر القاعدة قتلوا في غارة بطائرة بدون طيار.

وزير الدفاع الأميركي تشاك هاجل قال: "كلا من سومرز وكوركي قُتلا من قبل ارهابيي القاعدة في شبه الجزيرة العربية خلال عملية الإنقاذ".

عملية يوم السبت تُعتبر ثاني عملية إنقاذ فاشلة تقوم بها قوات أميركية ويمنية خلال البحث عن سومرز من بين ما يقرب من 12 رهينة يُعتقد أن متشددي القاعدة يحتجزوهم في اليمن.