اعتبر المحلل السياسي الدكتور/ عبد الله الذيفاني, طلب السفير الأميركي بصنعاء من الرئيس السابق علي عبد الله صالح بمغادرة البلاد, اعتبره نوعا من السفه الدبلوماسي..
وقال الذيفاني- في تصريح لـ "أخبار اليوم"- إنه لم يحدث أن قامت دولة بإبلاغ مواطن بمغادرة بلاده عبر سفيرها، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة حين تصدر قرارات بهذا الشأن يكون ذلك عبر هيئات معنية بهذا الأمر تقوم بإبلاغ الأطراف المعنية، لا أن يقوم سفير دولة بإبلاغ المواطن هذا القرار.
ولفت الذيفاني إلى عدم صدور قرارات من مجلس الأمن بشأن العقوبات الدولية ضد أطراف يمنية خاصة وأن الأمور لا زالت في طي المناقشة وربما قد تصدر أو لا تصدر، معتبراً ما يحدث هو مجرد استباق للمناقشات الدائرة في مجلس الأمن.
ونوه إلى السطوة والهيمنة الأميركية على القرار الدولي، إلا أنه اعتبر الطلب الأميركي بمغادرة صالح نوعاً من السفه الدبلوماسي قائلاً إنه يفترض بالأمريكان أن يكونوا أكثر حصافة كونها دولة لها مركز مرموق في المجتمع الدولي.
ونوه الذيفاني إلى أن الولايات المتحدة وراء كل الفوضى التي تحدث في الوطن العربي والعالم الإسلامي حيث من مصلحة أميركا عدم الاستقرار في هذه البلدان.
وقال إن كانت أميركا فعلاً أقدمت على طلب صالح بالمغادرة، فهي تصب الزيت على النار وتزيد الأمور تعقيدا في اليمن للحيلولة دون الوصول إلى اتفاقات حقيقية تخفف المعاناة عن الشعب اليمني.
وطالب الذيفاني السفيرين الأميركي والإيراني ودبلوماسيي البلدين بالصمت وعدم التدخل في شؤون الشعب اليمني الداخلية.
ودعا القوى السياسية للسير وفق اتفاق السلم والشراكة والضغط على رفع المليشيات من المدن وإعادة سيطرة وسيادة الدولة، مطالباً إياها بالإقلاع عن المشاريع الصغيرة والوافرة كونه لن لم يبق لهم سوى هذا الوطن حد قوله.
من جانبه أكد الشيخ/ محمد عيضة شبيبة- عضو اتحاد حزب الرشاد السلفي وعضو مؤتمر الحوار الوطني ـ أكد أنه إذا وجدت عقوبات دولية, فالرئيس هادي ووزير دفاعه أولى بها كونهما أسقطا العاصمة بيد المليشيات الحوثية..
وقال الشيخ شبيبة- في تصريح خاص لـ"أخبار اليوم": أنا لا أؤيد العقوبات الخارجية ولو أيدتها لكان الأولى أن يعاقب الرئيس هادي ووزير دفاعه فهما من باعا الوطن وفككا جيشه وتحالفا مع مليشيات مسلحة على حساب أمن الوطن وسلامة نسيجه الاجتماعي".
وأضاف" إذا كان إصدار العقوبات ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح لأنه دعم الحوثيين وسهل مهمتهم فإن إصدار العقوبات ضد هادي ووزير دفاعه أولى وأوجب وأهم كونهما أكثر من سهل لمليشيات الحوثي وإسقاط العاصمة".
وأكد عضو مؤتمر الحوار الوطني أن هادي أغرق اليمن في وصاية أميركا إلى الأذنين".. بحسب وصفه.
وفي سياق متصل دعا الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام/ عارف عوض الزوكا, رئيس الجمهورية/ عبد ربه منصور هادي لموقف واضح وإيجابي إزاء ما سماه التسريبات بطلب الرئيس عقوبات دولية على رئيس المؤتمر الشعبي العام/ علي عبد الله صالح وقال الزوكا:" أدعو فخامة الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي- رئيس الجمهورية- أن يتحمل مسؤوليته فهو المسؤول الأول والأخير في هذا البلد وهو الذي سيكون المسؤول عن أي عقوبات تصدر تجاه الرئيس صالح أو غيره من المواطنين اليمنيين وأتمنى أن يكون موقفه إيجابياً وواضحا".
وأوضح الزوكا- في لقاء خاص بثته قناة آزال الفضائية مساء أمس- :" إذا صح وثبت أن هادي هو الذي طلب العقوبات فالحقيقة سيكون للوضع أمر ثاني ومختلف ورغم التسريبات حتى اللحظة, لا أعتقد أن ذلك قد حصل لكن إذا صح وثبت فنحن في المؤتمر الشعبي العام لا يمكن أن نقبل ولدينا اجتماع السبت القادم لأعضاء اللجنة الدائمة الرئيسية للوقوف بمسؤولية عالية".
وأضاف الزوكا قائلا:" لا يمكن أن نتهاون مع أي شخص يحاول أو حاول أو له ضلع في موضوع العقوبات إذا ما صحت التسريبات"، مؤكدا" الشعب اليمني لا يقبل البتة التدخل في شأنه الداخلي أياً كان فما بالك بالعقوبات على الرئيس السابق والشعب لن يقبل لا على علي عبد الله صالح ولا على غيره من المواطنين اليمنيين".
ولفت الزوكا قائلا:" نحذر كل من يحاول الاستقواء بالخارج والخارج لن ينفعه وسيؤدي به إلى مزبلة التاريخ وهذه رسالة واضحة للقاصي والداني".
وأشار الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر قائلا:" الدستور يلزم أي رئيس في أي بلد بالحفاظ على شعبه ومواطنيه ولدينا تجارب في هذا الأمر ولا يمكن للرئيس هادي أن يقبل مثل هذا الأمر وإذا صح ما تروج له الشائعات فهذا أمر مستغرب وسيكون غير مقبول من كل أبناء الشعب اليمني".
وأضاف الزوكا قائلا:" أؤكد أننا في المؤتمر الشعبي العام خلال الثلاث السنوات الماضية واجهتنا الكثير من المصائب والتهميش المتعمد وربما الأخ رئيس الجمهورية هو جزء منها وتحملناها، مضيفا أما إذا وصل الأمر إلى حد المساس بالزعيم علي عبد الله صالح, فهذا الأمر لا يمكن لأحد أن يقبله ولا يمكن السكوت عنه وستكون له نتائج وخيمة"، موضحا:" أتمنى أن الأخ الرئيس هادي لا يقبل بمثل هذا الأمر انطلاقاً من مسؤولياته الدستورية فما بالك بالمسؤوليات الأخرى".
وأكد الزوكا قائلا:" المؤتمر لن يمرر المخططات التآمرية على تمزيق الوطن ولذلك يتم استهدافه وما حصل هو أن السفير الأميركي حرك المياه الراكدة وهنالك شيء مبيت للتدخل في الشأن اليمني عندما تم إلغاء البند المتعلق بالسيادة في مخرجات الحوار رغم تقدمنا به ضمن ثمان نقاط للرئيس هادي عندما اعترضنا على وثيقة بن عمر حينها".
ونفى الأمين العام المساعد للمؤتمر ما يشاع عن انشقاق أي قيادي في حزبه وقال:" الدكتور عبد الكريم الأرياني خارج البلاد منذ فترة والدكتور أحمد عبيد بن دغر كان مسافراً وسيصل الليلة إلى صنعاء أما الدكتور رشاد العليمي فهو كان حاضرا لاجتماع اللجنة العامة والمؤتمر سيظل قوي وموحد بزعامة الرئيس علي عبد الله صالح".
وأضاف الزوكا قائلا:" نحن لا نعول على أحد إلا على شعبنا ويجب أن نعول على شعبنا وأن لا نعول على الخارج فشعبنا صامد وصادق ونحن جزء منه".
