عاصمة الثقافة حالمة بجفاف المجاري..

"تعز".. سقوط صامت في مستنقعات المجاري والقمامة

2014-11-05 14:31:52 تقرير/ فهمان الطيار

نكاد نسمع السقوط للمحافظات واحدة تلوى الأخرى بأصوات المدافع و"الاربي جي" ودوي الانفجارات هنا وهناك نستجمع ونرصد عدد القتلى والإصابات ومدينة العلم ومهبط الثقافة سقطت بين أكوام القمامة وغرقت في بحار من المستنقعات والمجاري.. تلك صنعاء سقطت على يد الحوثي وأخرى على وشك السقوط في أيادي القاعدة وتلك عدن كلعبة قمار في أيادي العابثين.. وحالمتنا "تعز" .. أصبحت شوارعها تغرق بمياه المجاري وتغلق مداخل أحيائها أكوامُ القمامة والقاذورات..

الحديث مرير والواقع أشد مرارة.. ذيول القبح تمتد في كل الأزقة والحارات وأنياب الفساد تنهش الشوارع والممرات وأقنعة الظلم تظهر وتبرز على مرأى ومسمع من الناس .. كل هذا وذاك في "تعز"..

لنعيش وإياكم عدداً من السطور عما آلت إليه عاصمة الثقافة.. كل الحديث وأطراف الحديث ومضمون الحديث هو كارثة بيئية فكت حبالها لتلتهم مدينة لطالما اتسمت بالرقي والجمال.. والأسباب خافية.. والمتسببون ينالون الترقيات والمكافآت.. وليكن جانباً من هذه المعاناة نتناوله في هذا التقرير:

رائحة تزكم الأنوف

لاتزال مياه المجاري تنتشر في شوارع الحالمة تعز, التي تزكم أنوف المارة وأصحاب المنازل المجاورة لهذه الشوارع, إضافة إلى ما تسببه من إعاقة للمواطنين في التنقل من مكان لآخر مستخدمين بذلك الحجارة للعبور من خلالها.

وهو ما عكّر أجواء البهجة التي توقع أن يعيشها الزوار من المحافظات الأخرى, الذين قدموا إلى تعز ليقضوا إجازة العيد بعيداً عن الهموم والمشاكل التي تعاني منها البلاد خصوصاً في هذه الأيام, لكن وجدوا في هذه المدينة ما يعكر مزاجهم وفرحتهم بهذا العيد الذي يبتهل كل إنسان بقدومه, بسبب مياه المجاري المنتشرة في شوارع المدينة, والتي غضت النظر عنها الجهات المعنية, غير مهتمين بمن قدموا لقضاء إجازة العيد بين أسرهم, لعلهم يجدوا ما يمنوا به النفس في هذه المدينة التي تتمتع بمناخ طبيعي حباها الله, لكنهم وجدوا عكس ذلك.

 بحيرات الأوبئة

تحولت شوارع الحالمة تعز إلى بحيرات تطفح بمياه المجاري وهو ما زاد مخاوف المواطنين من انتشار الأوبئة وانتشار الأمراض المعدية التي تنقلها البعوض، في ظل عجز السلطة المحلية بالمحافظة.

ليس للحالمة من اسمها نصيب, سوى الإهمال واللامبالاة من قبل المعنين, بعد أن تحولت شوارعها إلى بحيرات لمياه المجاري, التي أصبحت تغرق بها مختلطاً بمياه الأمطار الموسمية التي تشهدها تعز خلال هذه الأيام, مسببة عرقلة للمشاة من المواطنين الذين أبدوا تذمرهم من هذا الوضع الحالي التي تعيشه, ناهيك عن الروائح التي تخلفها هذه المياه.

عند تجولك في شوارع مدينة تعز تشاهد مياه المجاري تنتشر على امتدادها, التي لم تميزها عن مياه الأمطار أو الأنهار سوى تلك الروائح التي تنبعث منها, وهذه مشاهد يومية كما أكد سكان المدينة, الذين اعتادوا عليها, في ظل غياب الحلول الجذرية لهذه المشكلة والتي أصبحت تستعصي الحل- حد قولهم.

معاناة متزايدة.

مشاكل كثيرة تخلفها مياه المجاري, منها تكاثر البعوض الناقل الأكبر للعديد من الأمراض والحشرات الأخرى, يأتي ذلك في غياب دور الصرف الصحي بالمحافظة التي حولت شوارع المدينة إلى مسرح للمجاري وما تخلفها من تبعات.

حيث تزايدت معاناة سكان تعز منذ أعوام نتيجة الإهمال ولامبالاة في صحتهم وسلامتهم, وأثناء مرورنا في أحد شوارع المدينة, أستوقفنا مشهد للمارة وهم يعبرون في شارع قصدوا آخر, وأثناء محاولتهم التنقل إلى الشارع الآخر صعب عليه ذلك نتيجة مياه المجاري, البعض منهم من حاول العبور عن طريق القفز" والبعض الآخر توقف عن ذلك لبعض دقائق, ليقوموا بجلب قطع من الحجارة أو كما يبدو من مخلفات البناء, مع بعض من الكراتين ليتم من خلالها العبور إلى الشارع الآخر, كما قال المواطنون إن تلك الطريقة لم تلبث طويلاً بسبب تعرضها المباشر لمياه المجاري, إلا أنها حلٌ موقت.. مشهد يعبر عن مدى معاناة المواطنين من تلك المشكلة.

مستاؤون من الوضع

الروائح المنبعثة من هذه المياه وكذا الحشرات التي تجلبها هي التي زادت من معاناة سكان المدينة, الذين يشكون تواجدها في منازلهم دون أي حل يذكر لهذه المشكلة, وقال المواطنون الذين التقينا بهم أثناء تواجدنا: إنهم مستاؤون من هذا الوضع الذي آلت إليه المدينة منذ اندلاع الثورة التي أدت إلى عرقلة العديد من المشاريع الخدمية, وإن شوارع المدينة أصبحت مستنقعاً لتواجد البعوض, بسبب مياه المجاري.

مضيفين أن تواجد هذه المياه وبصورة يومية في الشوارع سببت عرقلة في السير وخاصة عند المشاة, نتيجة الزحمة الخانقة التي تعانيها شوارع المحافظة, نتيجة تزايد الدراجات النارية التي أصبحت جزءاً من المعاناة, حيث أنهم يتعرضون لمياه المجاري بشكل مباشر أثناء مرور الدراجات النارية وسط الشوارع المليئة بالمجاري, إضافة إلى الباصات.

معاناة السائقين

لا تختلف معاناة السائقين عن المواطنين, فهم يعانون نفس المشكلة حيث قالوا" إن تواجد مياه المجاري في الشوارع أضحت مشكلة يعانون منها وهي ترافقهم طول اليوم, حيث أصبحت باصاتهم عرضة للصدأ نتيجة تعرضها لمياه المجاري التي تعد من الأخطر على الحديد.

إضافة لتعرضهم للسب من قبل المارة من المواطنين أثناء تعرضهم لمياه المجاري, المتطايرة من إطارات الباصات أثناء مرورها من دون قصد السائقين, إلا أنهم يلقون باللوم عليهم الذين لا ذنب لهم غير أنهم يعانون نفس المشكلة- حد قولهم.

طاردة للشهية

الأمر ذاته بالنسبة لأصحاب المحلات التجارية خاصة المتواجدة على الشوارع الرئيسة نتيجة الحفر الكثيرة التي تتحول إلى بحيرة من مياه الصرف الصحي المختلطة بمياه الأمطار في هذه الأيام, خاصة أصحاب المطاعم الذين سببت لهم هذه المجاري مشكلة في تنفير الزبائن الذين يترددون على مطاعمهم جراء مرور مياه المجاري أمام محلاتهم مخلفة روائح كريهة تسد النفوس, إضافة إلى ما تخلفه من حشرات.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد