أكد الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية/ سعيد عبيد الجمحي, أن تساقط المحافظات اليمنية بيد مسلحي الحوثي يجري بمؤامرة وتواطؤ سهلت ذلك السقوط الذي لم يكن متوقعاً.
وحذر الحوثيين من أنهم سيتحملون مشاكل الدولة ومصائبها مستقبلاً.
وقال إنه في ظل غياب كامل للدولة لا يمكن لعاقل أن يتصور أن تسقط دولة بمحافظاتها بدءاً بالعاصمة, بهذا الشكل المريع.. واردف: هناك- وبشكل واضح- من يسهل هذا السقوط ومن هو جزء من هذا السقوط.
وأضاف في حديث لـ" أخبار اليوم"؛ تنشر الصحيفة نصه في الصفحة التاسعة": كنا في السابق نتحدث عن هشاشة- والهشاشة- تعني أن العظم موجود إلا أن فيه من الضعف والخلل, لكن الآن نتحدث عن غياب كامل للدولة".
وقال إن من هم جزء من المؤامرة أصبحوا يتحدثون عن أن هناك مؤامرة, وانتقد عدم اتخاذ مؤسسة الرئاسة ما يلزم إزاء الأوضاع لتكون بمثابة ردود فعل دولة.
وحذر الجمحي من خطورة الأوضاع والحالة الراهنة التي يشوبها كثير من الغموض والذعر ومؤشر الخوف الذي بدأ يرتفع, كما حذر من أن ينتقل البلد في الأخير في ظل غياب دولة ويصبح عراقاً آخر.
واعتبر حديث الحوثيين وتطميناتهم للشارع اليمني بأنها ليست كافية لأنها لا ترتبط بمواعيد أو توقيت زمني محدد, لكنها ترتبط بقضايا ربما الدولة لا تستطيع أن توفرها.
وبخصوص قراءته لتسليم معسكرات وسقوط مؤسسات حكومية بيد جماعة مسلحة.. أكد الجمحي أن هناك تواطؤاً واضحاً.
وقال إن تسليم المعسكرات وتسليم قيادات لألوية بحالها والانهيار السريع لا شك أنه لا يمكن تفسيره إلا بوجود من سهلّه ومن يسّر هذ الأمر وكل حديث الشارع الآن عن أن هناك أوامر تأتي لهذه الجهات الرسمية لتسليم هذه المؤسسات العسكرية.
وطالب الحوثيين- إذا أرادوا فرض الأمن ومساعدة الدولة- أن يكونوا جزءاً من الدولة ويشاركوا في العملية السياسية, لأنه في حال استمر هذا الوضع بهذا الشكل سوف يترك آثاره على الحوثيين أنفسهم وحالة الذهول التي ستصيب الشارع اليمني ستنعكس عليهم، مضيفاً:" لأن الناس لا يمكن أن تكون متقبلة سقوط دولة على ما كان فيها مقابل جماعة مسلحة ليست حزباً سياسياً".
واتهم الدولة بأنها راعية للأوضاع، ووصفها بأنه ليست دولة بمؤسساتها، لأن الدولة عملياً بيد الحوثي وقد أصبح واضح أن الذي يدير البلد هو الحوثيون في أجزاء كبيرة منها- حد قوله.
وتساءل الجمحي: هل يستطيع "الحوثيون" أن يكونوا جزءاً من الدولة؛ إن استطاعوا فعلاً أن يكونوا جزء من الدولة .
ونبّه من تبعات الأوضاع خصوصاً أن المشهد يتسم بعدم الاستقرار أكثر مما هو سابقاً, لأن لغة القوة موجودة.
وقال: كثير من الأفراد الآن ربما يستأسدوا أيضاً وانتعشت بعض القوى التي تقتاد على عدم الاستقرار، والخوف في الأخير أن نصل إلى مجتمع طائفي يكون اليمنيون فيه مقسمين على خلفية طائفية وعقائدية وبالتالي سيكون العنوان هو القتل وهو الموت في كل أرجاء اليمن.